نفسيةُ قابيل
وائل الجرفي
في المحاضرة التاسعة عشرة للسيد القائد بعد ما فضح الأنظمة من خلال عرض لتاريخها المظلم والإجرامي المتمثل في إبادة الشعوب في مختلف العالم، وكلّ ذلك نتاج ما تقدمه تشريعات هذه الأنظمة من اختلال في توازن النظام البشري.
وقد بيّن نموذجاً راقياً ومتميزاً يضمن استقرار حياة الشعوب والأنظمة في العالم بل وَيحافظ على النفس البشرية.
وبيّن نفسيةً خبيثة تمرست على الإجرام وهي نفسية غير قابلة للاهتداء بالسير على المنهج الإلهي وصل بها الحال إلى قتل أنبياء الله ورسله، وقتل كُـلّ من يمثلون الخير امتداداً لنفسية قابيل على مستوى الأزمنة والعصور جيلاً بعد جيل.
فكلنا نشاهد نماذج من هذا الشر في واقعنا المعاصر وهي المتمثلة في النظام الأمريكي والصهيوني وبعض الأنظمة المتولية لهم، وهي محسوبة على الإسلام كالنظام السعوديّ والإماراتي وصنيعتهم داعش والقاعدة، فعندما نقول محسوبين على الإسلام ليس بمعنى هذا الدين الذي يقدم النموذج الحضاري ويضمن حياة البشرية واستقرارها وإنما هم من يحسبون أنفسهم على الإسلام؛ لأَنَّ مهمتَهم الرئيسية متمثلة بالتشويه لهذا المنهج، وخُصُوصاً بعد ما فُضِحت الصهيونية العالمية الممثلة بالأنظمة الغربية في غزة، وفُضِحت معها القوانين والتشريعات الإنسانية؛ مما يؤدي ذلك إلى ضعف السيطرة على الشعوب وعلى الرأي العالمي، ويجعل هذه الشعوب تتجه للبحث عن نظام جديد يضمن حياة الناس ويكون أكثر اتِّزاناً، وهنا يظهر أمامها الدين الإسلامي، وبهذا الصدد تأتي مهمة الأنظمة والأدوات الصهيونية المحسوبة على الإسلام إلى القيام بالدور الإجرامي، وهذه نقطة مهمه جِـدًّا بينها السيد القائد -يحفظه الله- ولعل الجميع شاهد ما حصل مؤخّراً في روسيا، وكذلك لا يخفى على الجميع ما يقوم به النظام السعوديّ من عزمه لإرسال قوات عسكرية إلى غزة بطلب من إسرائيل.
فقد فضح مخطّطاتِهم السيدُ القائدُ في نهاية محاضرته وبيّن أهميّة الإعداد المسبق والأخذ بوسائل الحيطة والحذر لكشف مؤامراتهم والتصدي لها، ولا ينسى الدورَ الذي قامت به الأدوات الصهيونية في اليمن لمدة تسع سنين بنفس الإجرام الحاصل في غزة؛ ولذلك لا يستبعد أن يأتي الدور هذه المرة في الأردن أَو في المغرب أَو أية ساحة عربية أُخرى.