بين مثَلَين، الحُجَرية ساحةُ لعبث أحذية العدوان
ما الذي يريده جلاوزة الاحتلال من أبناء الحجرية؟ ولماذا الإصرار على تحويلها الي حلبة صراع قديم جديد وتصفية حسابات؟
جميل المقرمي
“ما أشبه اليوم بالبارحة” يقول المَثَلُ الشعبي، واستمرارًا لمعركتهم القديمة الجديدة في مناطق الحجرية… لا تنفك تتوالى الاخبار القادمة من مدينة التربة بمديرية الشمايتين القائلة أن مرتزِقة العدوان ومليشيات الإصلاح تقوم بعمل ممنهج أقدمت من خلاله على اعتقال المشايخ والاعيان والشخصيات الاجتماعية والعلمائية وقادة الأحزاب ووكلاء السلطة المحلية حتى القيرعي لم يسلم شرهم..
هذا الأمر يجعلنا نؤكّـد لهم الحقيقة التالية وهي: أنه عندما سكت الناس عن جريمة اعتقال وكيل محافظة الحديدة المناضل الكبير والأُستاذ الفاضل هاشم العزعزي عضو اللجنة المركزية للتنظيم الوحدوي الشعبي الناصري في مدينة التربة دون أي احترام لموقعه القبلي ولا الحزبي الذي يكاد لا يخلو بيت في الحجرية إلَّا وفيها ناصري قد فتح الشهية أكثر لاقتراف المزيد من الجرائم.
حَيثُ مثلت قضية اعتقاله وصمت الكثيرين أمام تلك الحادثة عقدة فارقة القت بعار التخاذل على جبين كُـلّ الساكتين الذين لم يتحَرّكوا أَيْـضاً لما حصل للأُستاذ الصحفي محمد القيرعي وليس انتهاء بالشيخ العارف بالله الرجل الصوفي الشيخ عارف الأديمي والشيخ المثقف ورجل العقل والمنطق والحكمة والثقافة الشيخ عبدالوارث محمد هزاع القرشي الذي ينتمي لقبيلة عريقة اصيلة تتحكم في اقتصاديات بعض الدول المجاورة، ومع هذا لم تشفع له تلك المكانة وذلك الاتِّزان وتلك الحكمة، حَيثُ لم يبقي هؤلاء المرتزِقة أية مساحة للحرية والاعراف السياسية وَالقبلية والإخاء والاعراف والأسلاف المتعارف عليها في هذه المناطق التي ظلت في أصعب الظروف بعيدة عن الصراعات والحروب منذ زمن بعيد.
حتى في فترات الصراعات البينية التي حدثت في المناطق الوسطى وغيرها، وهو ما جعل النظام العفاشي ينتقم من مشايخها ودبر عمليات التصفية والاغتيال لهم وقتلهم وسحلهم ومن ثم رمي التهمة على امن القريشة آنذاك، اللواء عبدالله عبد العالم نائب رئيس مجلس الثورة.. من جهة ومن جهة أُخرى ما مارسه ذلك النظام من الإخفاء القسري لعدد منهم وما زال مصيرهم مجهولا إلى اليوم وفي مقدمتهم الدكتور سلطان أمين القرشي وزير التموين والتجارة في دولة الشهيد إبراهيم الحمدي ومن بعده عيسي محمد سيف ورفاقه وعبدالسلام محمد مقبل وماجد مرشد سيف وكل أبناء الحجرية الأحرار.
ليتحول اليوم بعض المرتزِقة وشذاذ الافاق على نفس المسار إلى عصاة غليظة لتطويع أبناء الحجرية الأحرار ليكونوا جلاوزةً للمستعمر الجديد القديم والعمل على إدارة المنطقة عبر الصراعات والحروب مستخدمين سياسة التجزئة وَفرق تسد وسط صمت الكثير من النخب وقادة الأحزاب الذين سيكتوون حتماً بنار هولا المرتزِقة إن لم يتحَرّكوا اليوم فسياسة المحتلّ هي الإذلال والاستعباد لا سواها.. ليكون المثل الآخر الغير مرغوب في وقوعه على قاعدة: أُكِلَت يومَ أُكِلَ الثور الأبيض.