عضو مجلس الشورى الشيخ يحيى النمس الشريف في حوار خاص لـ “المسيرة”: اليمنُ يواجهُ القوى الاستكبارية العالمية وأدعو الشعبَ اليمني للالتفاف حول السيد القائد
المسيرة| حاوره عبد اللطيف مقحط
أكّـد عضوُ مجلس الشورى الشيخ يحيى علي النمس الشريف أن “موقف السيد القائد عبد الملك بن بدر الدين الحوثي -يحفظُه الله- والشعب اليمني تجاه ما يحدُثُ في غزةَ من حرب إبادة جماعية هو موقفٌ يرفعُ الرأس”.
وقال الشريفُ في حوار خاص لصحيفة “المسيرة”: “إن هذا الموقفَ أعاد للأُمَّـة العربية والإسلامية مكانتَها واعتبارَها أمام شعوب العالم”.
إلى نص الحوار:
– بدايةً، كيف تنظرون إلى ما يحدُثُ للشعب الفلسطيني في قطاع غزة الذي يتعرَّضُ لحرب إبادة جماعية من قبل الكيان الصهيوني في ظل الصمت العربي المطبق؟
ما يحصل في غزةَ هو جرائمُ يندى لها الجبين، حَيثُ تستهدف الأطفال والنساء، إضافة إلى ما يحصل من حصار من قبل الصهاينة، وبعض حكام الدول العربية، وما يحدث في غزة من نقص في المواد الغذائية والدوائية، وكل متطلبات الحياة، وهي جرائم بحدِّ ذاتها، تمارَسُ في ظل صمت عربي وإسلامي ودولي دون مراعاة للإنسانية والقيم الأخلاقية، وهذا يجعلنا نتساءل كَثيراً: أين هو دور الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان؟! وهذا الشيء يحز في النفس وقلوبنا تقطر دماً على ما نشاهده من مآسٍ ومجازرَ بحق إخواننا في قطاع غَــــزَّةَ.
– على الرغم من الصمت العربي المطبق تجاه ما يحدث إلا أن هناك أدوارًا لافتة، ومنها الموقف اليمني شعبيًّا ورسميًّا وجماهيرياً وعسكريًّا بقيادة السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي -يحفظه الله-.. ما تعليقكم على ذلك؟
ما يقوم به السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي وإلى جانبه الشعب اليمني، والجهات الرسمية، والقوات المسلحة اليمنية، عملٌ عظيمٌ جِـدًّا، وموقِفٌ يرفع الرأس، ويضع الإسلام والمسلمين في الدرجة العليا، وهو موقفٌ أعاد للأُمَّـة العربية والإسلامية مكانتَها واعتبارَها أمام شعوب العالم، في حين من يسمون أنفسهم ملوكاً، وأمراء، ورؤساء، وقادة صامتون خانعون لأمريكا و”إسرائيل”، ولم يظهر منهم أي موقف إيجابي أمام القضية الفلسطينية، وما يحصل في قطاع غَــــزَّةَ من مجازر جماعية، وهذا كشف القناع، وأثبت أنهم عملاء ومرتهَنون لأمريكا و”إسرائيل”؛ فالسيد عبدالملك كان له الموقفُ المشرِّف قولاً وعملاً، وقيامُه بالتوجيه بضرب القواعد الإسرائيلية داخل الأراضي الفلسطينية المحتلّة، ما هو إلَّا ترجمة لما يقوله؛ دفاعاً عن إخواننا في غَــــزَّةَ وكذلك اهتمامه بالقضية الفلسطينية، ونحن نؤيد ما يقوله السيد القائد، ورهن إشارته وتوجيهاته؛ فموقفه أثبت للعالم أن هناك من يهتم بأمور المسلمين ويدافع عن مقدساتهم، وهذا يتجلى في أن أهل اليمن أهل نصرة، وأهل إيمان وحكمة، وأولو قوة وبأس شديد.
– ما تقييمُكم للعمليات العسكرية للقوات المسلحة اليمنية في البحرَينِ الأحمر والعربي والمحيط الهندي وداخل الأراضي الفلسطينية المحتلّة ووصولها إلى أم الرشراش؟
هذه عمليات موفقة، وحقّقت أهدافها بدقة، حَيثُ أوجعت العدوّ الصهيوني، وشكلت له صداعاً سيظل يتذكره لسنوات كثيرة.
والواقع أن هذه العمليات التي تأتي بتوجيهات من السيد القائد عبد الملك الحوثي تعتبراً نصراً بحد ذاته، ودفاعاً وتخفيفًا للضغط على أهل غَــــزَّةَ ورجالها الأبطال المقاومين، ونحن ندعو الشعوب العربية والإسلامية إلى اتِّخاذ موقف، ومشاركة أهلنا في غَــــزَّةَ بالدفاع عنهم؛ فنحن المسلمين كالجسد الواحد، وليشاهدوا ما يقوم به اليهود والنصارى من تكتل ودعم بعضهم البعض ضد أبناء فلسطين ككل، وأبناء غَــــزَّةَ بشكل خاص، وليتعظوا ويتوحدوا في الدفاع عن مقدساتهم ودينهم وأرضهم وعرضهم؛ إذ يسعى اليهود للاستيلاء على أوطانهم وما يحصل في غَــــزَّةَ إلا بداية؛ فالدور قادم عليهم إذَا تخاذلوا “ولينصرن الله من ينصره”.
– القبائل اليمنية لها تاريخٌ عريقٌ في الدفاع عن الدين والأرض.. ما تقييمُكم لهذا الدور التي قامت به القبائل اليمنية في صد العدوان؟
القبائل اليمنية لها تاريخ حافل بالفتوحات الإسلامية من عهد الرسول -صلى الله عليه وآله وسلم- وما قامت به القبائل اليمنية من دور كبير بالوقوف أمام العدوان والدفاع عن اليمن ليس بغريب عليها؛ فهم أهل نصرة وأهل مواقفَ مشرِّفةٍ وبطولية أذاقت العدوّ الويلات؛ فاليمن مقبرة الغزاة والقبائل اليمنية هي الحصن الحصين والسد المنيع أمام العدوان وأمام أمريكا و”إسرائيل” ومن تحالف معهم.
– باعتبَاركم من أبرز مشايخ محافظة الجوف.. ما الذي قدمته قبائل الجوف في هذه المرحلة المفصلية؟ وكيف تواجهون هذه التحديات؟
قبائل محافظة الجوف قامت بواجبها في الدفاع عن الوطن وصد العدوان وطرد المرتزِقة من المحافظة والتي كان العدوّ يراهن عليها إلا أن أبناء الجوف الأحرار الشرفاء وقفوا جميعاً في وجه العدوان، وقاموا بدور كبير، وقدموا تضحيات كبيرة في سبيل الله، وفي سبيل الوطن، وهذا ليس غريباً عليهم، فهم أهل الجود والفزعات والحمية، وأهل الجوف أهل حضارة سابقة ولاحقة، وقبائل الجوف أبت ورفضت أن تكون تحت مِظلةِ دول العدوان ومرتزِقتهم، لقد واجهنا هذه التحديات بالقيام بدعوة مشايخ وأعيان الجوف، وأطلعناهم على ما يريده ويسعى له تحالف دول العدوان من اليمن بشكل عام ومن الجوف بشكل خاص، والحمد لله أنهم كانوا مدركين مخطّطات العدوّ، وما يصبو إليه، وقد أذهلني ما لقيته من وعي لدى مشايخ وأبناء الجوف والسير تحت قيادة السيد القائد، وأثبتوا ذلك في الميدان وقدموا التضحيات الكبيرة من أبنائهم وكل ما يملكون في سبيل تحرير المحافظة وطرد الغازي ومرتزِقته.
– محافظة الجوف من المحافظات الزراعية الشاسعة والهامة.. حدثنا عن المشاريع الحديثة التي تمت ضمن برنامج التمكين الاقتصادي؟
محافظة الجوف غنية بزارعة المحاصيل والثروة الحيوانية وكذلك غنية بالثروات النفطية، وهي أرض زراعية واسعة قامت عليها حضارات سابقة من معين وحمير وغيرها من الحضارات، وما قام به السيد القائد بالتوجيهات في استصلاح الأراضي الزراعية وزراعتها بالقمح، وغيره من المحاصيل مما يمكن البرنامج الاقتصادي والاستكفاء الذاتي لليمن من القمح وغيره، وهذا الشيء جعل المحافظة تشعر كما كانت في زمن الحضارات السابقة من نهضة زراعية كبيرة، وهذا الشيء يعتبر كبداية فهناك الكثير من المشاريع التي ستقام في المحافظة.
– كلمة أخيرة؟
ندعو الشعبَ اليمنيَّ إلى الالتفافِ حول قائد المسيرة السيد عبد الملك بن بدر الدين الحوثي وترك المناكفات والاختلافات؛ فنحن نواجه القوى العالمية الاستكبارية ممثلةً بأمريكا و”إسرائيل” وبريطانيا ومن تحالف معهم، وأقول لسيدي ومولاي السيد عبد الملك: نحن سندك وجنودك؛ فخُضْ بنا البر والبحر والجو، سنظل كما عهدتَنا جنودَك الصادقين الأوفياء.