رَدٌّ إيراني ثلاثيُّ الأبعاد
محمد أحمد البخيتي
طالما انتظر العالم الرد الإيراني، وتشعبت تحليلات المهتمين والناشطين والساسة والمحللين العسكريين والخبراء الاستراتيجيين؛ فمنهم من ذهب خلف أسطوانات الإعلام الكاذبة والمشروخة ووسائل الإعلام السابحة مع تيار الدعايات الأمريكية والغربية، التي تصور تدمير اليمن وسوريا ولبنان والعراق على أنه في سياق الحرب العربية الإيرانية ومواجهة العرب لأذرع وأدوات إيران، لا لشيء سوى كذبات مفضوحة لخلق حالة من القبول بالتطبيع والتعايش مع “إسرائيل” عدو العروبة والإسلام التاريخي، وإيجاد حالة من القناعة بضرورة التواجد العسكري الأمريكي، ولو على حساب دماء الأبرياء وقضايا الأُمَّــة الإسلامية وثروات الشعوب العربية.
فمنهم من سعى لترويج أكذوبة وجود اتّفاق أمريكي إيراني، ومنهم من تشفى في مصاب الإيرانيين بالعملية الصهيونية الغادرة التي استهدفت القنصلية الإيرانية في سوريا، رغم كون الإيرانيون إخوة لنا يجمعنا بهم الإسلام وتم استهدافهم غدراً من قبل الصهاينة أعداء العروبة والإسلام، ومنهم من استبعد الرد الإيراني المباشر، مكرّراً نفس الأسطوانات المشروخة والدعايات الكاذبة التي عاث عليها الزمن وتم تسريبها مجدّدًا من قبل إعلام الصهاينة والأمريكان، التي سعت لتصوير أن أية عملية عسكرية جديدة قد تقوم بها اليمن أَو سوريا أَو لبنان أَو العراق نصرة لإخوتنا في غزة على أنها انتقام لإيران من قبل أذرع إيران.
لكن وكما قال المثل تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، فقد أتت عملية مضيق هرمز ضربة معلم؛ لأثرها البالغ على اقتصاد دبي وتهديدها المباشر لبؤرة الشر والمؤامرات والعمالة والتطبيع مرتع السي آي أيه والموساد (دويلة الإمارات) قاعدة أمريكا والصهاينة العسكرية الطارئة على خارطة سواحل عمان، كرد إيراني مباشر أسقط كُـلّ رهانات الأعداء وأسطوانات الأبواق التي استبعدت رد إيران الذي أتى رداً مناسباً وثلاثيَّ الأبعاد وتهديداً حقيقيًّا لخط “إسرائيل” الملاحي البري البديل الذي يمر إلى أراضي فلسطين المحتلّة عبر ثلاث دول عربية؛ ألا وهي كُـلٌّ من الأردن والسعوديّة والإمارات.
لذا فاستيلاء الحرس الثوري الإيراني على سفينة الشحن البرتغالية التي تديرها شركة “كودياك ماريتايم” المملوكة لرجل الأعمال الإسرائيلي إيال عوفر، بالإضافة إلى العمليات العسكرية اليمنية تضع كلاً من أمريكا وأدواتها والصهاينة والخونة والعملاء والمطبعين ومن يدور في فلكهم أمامَ خيارين، وليس لدى أمريكا وكيان الاحتلال الإسرائيلي سوى الاستمرار في الانتحار والإصرار على مواصلة رهانهما الخاسر، أَو الإقرار بالهزيمة والقبول بشروط حماس وسرايا القدس وكتائب عز الدين القسام، وما بين مضيق هرمز وباب المندب ضربات حيدرة الكرار وموطئ بأس شُعبتَي سيف ذي الفقار.