رَدُّ إيرانَ.. هل كان قوياً أم ضعيفاً؟
محمد حسن زيد
بعد الموقف المخزي للمسلمين مما أصابَ غزةَ كانت كُـلُّ دولة إسلامية لديها اعتبارات:
١- دول تخشى قطعَ العلاقات مع “إسرائيل” مثل مصر والأردن وتركيا والإمارات وقطر وغيرها.
٢- دول تُخطِّطُ لإقامة علاقات مع “إسرائيل” مثل إندونيسيا والسعوديّة وغيرها.
٣- دولة إسلامية وحيدة تقفُ مع المقاومة وتشكّل عُمقاً استراتيجياً لها وتواجهُ جميعَ الضغوط العالمية، ويتمنى جميع الحمقى والتافهين والأنذال والحاقدين أن تتعرَّضَ للتدمير! العدوُّ يستدرجُها باغتيال قادتها وتفخيخ مزاراتها والحصار الاقتصادي المُستمرّ عليها منذ عشرات السنين، والذي يُشارِكُ فيه العربُ والمسلمون طبعا! أما التصعيدُ الإعلامي الدائم ضدها فهو أوضحُ من أن يجهلَه أحد والذي يُشارك فيه العرب والمسلمون طبعًا!
إيران إزاء ذلك كله تتجنَّبُ خوضَ مواجهة مباشرة يتم التمهيدُ لها إقليمياً ودوليًّا منذ مدة سيُستهدَفُ فيها كُـلّ شيء.. إيران تتجنب ذلك بصبرٍ وحكمة؛ لأَنَّ المتضرر في النهاية هو ميزانُ القوى في المنطقة ومستقبلُ التحرّر الإسلامي، وأنَّى للعبيد أن يلتفتوا لأكثرَ من غرائزهم وبطونِهم وشهواتِهم، وما توجِّـهُهم إليه أدواتُ الإعلام الصهيوغربية؟!
إيرانُ تضرِبُ “إسرائيل” مع كُـلِّ طلقة يُطلِقُها قنّاصٌ مقاومٌ وطائرةٌ مسيَّرة وصاروخٌ ينطلقُ من فلسطين أَو من لبنان أَو من العراق أَو من اليمن.. يعرف هذا المقاومون أنفسُهم، ويعرفُ هذا الأعداء أَيْـضاً.. تعرف ذلك “إسرائيل” وأمريكا ومنظومة العهر الغربي وجميع العملاء العرب ويُصرّحون به فليس الأمر سراً ولا غموض فيه ولا إبهام..
أما المساطيلُ فهم يعيشون في عالَمِهم الخاصِّ وهمومِهم الضيقة الخَاصَّة، ليسوا إلا صدىً لما أصاب هذه الأُمَّــة من انحطاط وسقوط..
مسألة الرد الإيراني المباشر على استهداف القنصلية.. إيران كان لديها اعتباران بعد وقوع الجريمة:
الاعتبار الأول: أن لا ينجحَ العدوّ في استدراجها لحربٍ مفتوحةٍ يتم تدميرُها فيها؛ تمهيداً لإجهاض التحرّر الإيراني ثم تصفية ما يتعلق به مثل دعم القضية الفلسطينية وغيرها.
الاعتبار الثاني: هو عدمُ الرد.. وذلك سيكسِرُ شوكة إيران وقدرتَها على التحرّر الذاتي، وبالتالي قدرتها على الاستمرار في دعم مشروع المقاومة مما يمهد لتصفية القضية الفلسطينية وغيرها.. (وهو للأسف ما يتمناه كثيرٌ من العرب والمسلمين).
لكن الرد الإيراني جاء وكان بهذه الطريقة وسيُباركُه الله بفضله؛ لأَنَّه الردَّ الإسلامي الوحيد المُهاب على وجه الأرض والذي استنفر جميع الكافرين المستكبرين وأذيالهم، من البيت الأبيض إلى الدوائر الصهيونية إلى التكفيريين الظاهرين والمُقنَّعين..
أما الحمقى والتافهون فلا نقولُ لهم إلا:
هذا هو الردُّ الإسلامي الوحيدُ، وليس لديكم غيرُه إلا الولولة إن كنتم صادقين..
فهل من مصلحتكم أن يكون رَدُّ المسلمين ضعيفاً؟
إن كان ضعيفًا فمعنى ذلك أنكم ضعفاءُ وأن “إسرائيل” ستجرُّكم عبيداً وجواريَ بلا أدنى مقاومة..
أيها التافهون.. إيران لو سقطت أَو قرّرت بيعَكم لتنجوَ بنفسها كما باعكم غيرُها فلن تجدوا من يشتريكم، فما هي قيمةُ من يطعنُ نفسَه ويُعِينُ عدوَّه ويخونُ قضيتَه؟!
أَمَّا إيرانُ فسلامُ الله على قادتها وعلى جيشها وعلى ضرباتِها المسدَّدة.
وسلامٌ لكل حر شريف.
وسلامٌ على المرسلين.
والحمدُ لله رب العالمين.