لن نجدَ لسُنَّةِ الله في المنافقين تبديلًا
محمد محسن جلّاس
بعد إقدام صدام حسين على استهداف مناطق متفرقة في فلسطين المحتلّة بتسعة وثلاثين صاروخاً، حظي بحاضنة شعبيّة كبيرة ما زالت توقره وتعتبره رمزاً من رموز الإسلام إلى اليوم، والسبب هو حالة العداء الشديدة التي كانت تسود الشعوب العربية والإسلامية -لا القادة والزعماء- تجاه الاحتلال الإسرائيلي، لدرجة أن من يقوم بضرب “إسرائيل” -تحت أي مسمى- سيكون بالنسبة لهم محط تمجيد وعنوان للتباهي.
توالت الأحداث بين كُـلّ عقدٍ وآخر وقلوب الكثير من الشعوب تقسو معها أكثر فأكثر وُصُـولاً إلى واقعنا اليوم؛ فلحظنا أن كَثيراً ممن كان في واقع الأمس يتشدق بمن يضرب الاحتلال الإسرائيلي، أصبح في واقع اليوم يهاجم ويكذّب كُـلّ من يقوم بذلك، وردود أفعالهم تجاه الرد الإيراني على الكيان المحتلّ خير شاهد على ذلك.
يهاجمون ويكذّبون الهجوم الإيراني على “إسرائيل”، ويضللون عليه، ويصوّرون للناس على أنه “مسرحية”، وفي ذوات أنفسهم يوقنون بواقعيتها كما يوقنون بواقعية صواريخ صدام حسين التي ما زالوا يمجدونه من أجلها إلى اليوم، ولكن التعنت والإصرار على الباطل يتسيد موقفهم كما جرت العادة.
فهم من كانوا من قبل يتساءلون نفاقاً “لماذا لم يُقْدِم أنصار الله على ضرب الكيان الإسرائيلي وفتح حرباً مباشرة معهم ومع أمريكا وفق ما يفضي إليه شعار الصرخة (الموت لأمريكا.. الموت لإسرائيل)؟ ومتى؟” ولمّا تجلى كُـلّ ما تساءلوا عنه على أرض الواقع، صعّروا خدودهم وانطلقوا ليثبطوا ويكذّبوا ويضللوا تحت عناوين وهمية وحتماً فاشلة.
فهذا هو حال من يصيبه داء النفاق، وما مواقفهم هذه إلا تجليًّا لمصداقية قوله تعالى عنهم: “وَإِن يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لَا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا وَإِن يَرَوْا سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ” فمهما حاول المنافقون مخادعة أنفسهم في التنكر للباطل والظهور باسم الحق، لن يجدوا لسنّة الله فيهم تبديلاً.