كونوا صهاينةً..!
مرتضى الجرموزي
بخصوص الواقع العربي الإسلامي مع العدوّ الصهيوني قد نقولُ تشابهت قلوبُهم فتشابهت أفعالُهم، وتغلّبت اللغة العربية حقداً على من يعارض التطبيع مع العدوّ الصهيوني أكثر صرامة وحدةً من اللغة العبرية.
عندما نتحدث عن الواقع الذي يعيشه العالم بكل واقعية، نجد أن العرب كمسلمين ينبرون للدفاع عن العدوّ الإسرائيلي أكثر من العدوّ نفسه.
زعامات وأنظمة وكيانات محسوبة على العروبة مع كُـلّ عمل مناهض للعدوان الصهيوني تجدها في المقدمة مدافعة عنه سواءٌ أكان عسكريًّا أَو سياسيًّا أَو اقتصاديًّا أَو عقائدياً تجد وللأسف الشديد من يُفترَضُ وقوفُهم معك وتأييدهم لموقفك هذا تجدهم يكونون هم في مقدمة المدافعين عن الصهاينة يهود ونصارى وكأنه أراد لهم أن يكونوا صهاينة أكثر من الصهاينة أنفسهم.
وهناك ناعقون على مواقع ومنصات التواصل الاجتماعي ودعاة ومشايخ دين وبعناوين فارغة يخدمون العدوّ الصهيوني بمنشوراتهم وتغريداتهم.
يخدمونه في كُـلّ صغيرة وكبيرة.
ويبرّرون جرائمه بحق الأُمَّــة والعروبة وشعب فلسطين وما يحدث اليوم في غزة فهو نتاج طبيعي لسياسات الخبث والتطبيع العربي الإسرائيلي.
فما معنى هذا الانجرار الكبير؟!
ما معنى أن ينضويَ العالمُ المستكبر والمنحط والمنافق في الخانة والموقع الصهيوني بإجماع لإبادة أبناء غزة وإعادة الاستيطان على أراضي قطاع غزة؟!
نعم وبكل أسف لقد أصبح معظمُ الأنظمة والشعوب العربية ليس صهاينةً فحسب وإنما غدوا يهودًا وصهاينة أكثر من الصهاينة.
وكان الأحرى بهم أن يكونوا صهاينةً كأقل تقدير.
وهو ما يمثل دور عربي بالوكالة عن “إسرائيل” بالوكالة عن اليهود.
مجمل المشهد بوضوح الصورة والصوت وبوتيرة عالية تتزعم أنظمة وكيانات عربية مسؤولية الدفاع عن الكيان الإسرائيلي كمسؤولية أمريكية ملقاة على عاتق الأنظمة والكيانات العربية ضمن إطار محور التطبيع والخيانة والتي لا تستقيم الحياة ولن ترى المنطقة السلام إلا عبر السلام مع “إسرائيل” والتطبيع مع الصهاينة؛ وهو ما لم يتحقّق ولن يتأتى السلام من العدوّ الصهيوني مهما كانت الوعود (وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ).