نغمةُ المنافقين عن إيران
بشرى المؤيد
قبل أكثر من شهر رأينا الهجوم الشرس على السفارة الإيرانية في سوريا الحبيبة والتي راح ضحيتها شهداء في السفارة وما حولها، كان هجوماً نازياً قامت به “إسرائيل” ليس له مبرّر أَو دافع لكن كما قال السيد الخامنئي: “الحمدُ لله الذي جعل أعداءَنا أغبياء”.
فالحمق أحياناً يجعل العدوّ يسير في خط يوقعه الله في شر أعماله وغباء أفعاله وينكسه؛ بسَببِ كبره وتعاليه وتجبره.
لقد جعل هذا الموقف الغبي من قبل “إسرائيل” في “مأزق وَورطة كبيرة” لا يعلم بها إلا الله ولم يستطيعوا الخروج منها، لقد جعلهم في نظر العالم أنهم متوحشون يقتلون الناس تعسفاً من دون ذنب أَو فعل يذكر وجعلهم في مأزق إلى جانب مآزقهم الكثيرة والمتعددة جِـدًّا، وَجعلهم يفكرون بتوتر شديد كيف سيكون رد إيران عليهم؟ وهل سيكون الرد في سفاراتهم في العالم أم سيكون الرد في أماكن أُخرى؟
لقد جعلوا أنفسهم يعيشون في تخمينات وضرب أخماس في أسداس أين ستكون الضربة؟ وجعلتهم يعيشون في هم وغم وَرعب شديد كان واضحًا جِـدًّا في وجوههم وحركاتهم “لا ليلهم ليل ولا نهارهم نهار”، جعلهم يعيشون مختبئون في البدرومات هم ورئيسهم خائفون ماذا ستعمل إيران وكيف سترد الصاع صاعين؟ كبرهم يجعلهم يتعنجهون على خلق الله ضاربين بالقوانين الدولية خلف ظهورهم، وهذا يدل على هشاشة القوانين وعدم تطبيقها فعلياً وأنها مُجَـرّد “حبر على ورق”.
لا يوجد احترام للقوانين الدولية ولا يوجد أَيْـضاً قوانين إنسانية يتمسكون بها كما يدعون.
لقد تعروا أخلاقياً، وعسكريًّا، وقيمياً، و إنسانياً.
وهذا من نعم الله على الصادقين في محور المقاومة أن يجعل الأعداء يتعرون عالميًّا وينكشفون لشعوبهم وعالمهم بأنهم كانوا يعيشون “مضللين وَمخدوعين” فلا توجد قيم ومبادئ ولا يوجد أَيْـضاً قوانين دولية يتقيدون ويحتكمون بها ويطبقونها فعلياً في حياتهم، فالعالم في “فوضى القوانين الدولية” لكنهم يطبقون ما يريدون على الضعفاء والمساكين في كُـلّ أنحاء العالم.
وحين أتى “وعد الله الصادق” في الوقت والمكان المحدّدين رأينا كيف كان الرعب مسيطراً عليهم أجمعين، وَرأينا شعبهم كيف كانوا يهربون إلى الملاجئ متدافعين يقتل بعضهم بعضاً والخوف مسيطر عليهم؟ فهل يا ترى أحسوا بإحساس الفلسطينيين “أهل غزة” وهم يضربونهم ليلاً ونهاراً بالصواريخ والطائرات ويقتلونهم بوحشية لأكثر من ستة شهور، وهم تحت القصف تهدم منازلهم فوق رؤوسهم، ويستشهد أبنائهم، وترمل نسائهم، هل عاشوا شعور الفلسطينيين وأحسوا بأحاسيسهم كيف يعمل بهم من حكومتهم النازية؟ ليلة واحدة كما شاهدنا كأنها في العذاب كمِئة سنة في ذعرهم وخوفهم وصياحهم ورعبهم، وأهل غزة ليلاً ونهاراً وهم في أشد المعاناة والقسوة يضطهدون من قبل أعدائهم المحتلّين.
لقد صرحت جرائدهم بأنهم مهزومون وَهزموا أمام العالم أجمع لكنهم ما زالوا يستعلون وَيستكبرون ويورطون حلفائهم في توريطات لا حصر لها كي لا تكونَ الهزيمة لهم وحدهم، بل يجعلون الآخرين متورطين معهم ولا يبقى لهم “ماء وجه” لدى العالم أجمع، وكما يقول المثل الشعبي اليمني “لا تربط حمارك بحمار المدبر يدبرك من دبوره” فهل الآخرين الذين معهم سيفكرون بعقل وحكمة ويتخذون القرارات الصائبة التي تخرجهم بأقل الخسائر؟
أما المرتزِقة الذين ما زالوا في غيهم وعميت قلوبهم وصدورهم وينشرون كلاماً مضحكاً وَشائعات غير صحيحة كما هو ديدنهم في كُـلّ أمر وحدث تعودنا على أقوالهم بأنها مسرحيات، وأن الطرف المعني متفق مع الطرف الآخر من تحت الطاولة، وأن كُـلّ ذلك هراء وغير حقيقي، يمنون أنفسهم بهذه المحادثات ويصدقون كذبهم وادِّعاءاتهم وبشاعة ما يشيعون ويأفكون لكنها في الأخير تنقلب على رؤوسهم هم أنفسهم.
نسأل الله النصر العظيم وأن تكون “كلمته هي العليا” ويخسر الخاسرون الذين يتكبرون وَيتعنجهون، ويسفكون الدماء ولا يبالون، يدعون أنهم للإنسانية محافظون، وهم بعيدون عنها لا يطبقون، يريدون أن يسيطروا وينهبوا ثروات البلدان ويأكلونها، ويجعلون الفقر سمة المستضعفين، ليتحكموا بهم ويخضعونهم، ولا يكون لهم كلمة بها يسمعون، لكن إرادَة الله تجعلهم ينكسرون، وغضبه شديد إذَا تمادوا، والنصر العظيم يلتحف ويكتسي به المؤمنون، من كانوا على خطاه سائرون، وكانوا لله متقون، فسبحان من ينصر المظلومين.