انسحابُ الفرقاطة الألمانية “هيسن” يسلّطُ الضوءَ على فشل الخطة الأمريكية لعسكرة البحر الأحمر
المسيرة | خاص:
مَثَّـــــلَ إعلانُ الجيش الألماني عن سحب الفرقاطة “هيسن” من البحر الأحمر، في وقتٍ سابقٍ هذا الأسبوع، علامَةً واضحةً على فشل التحشيد العسكري الغربي في مواجهة الهجمات البحرية اليمنية ضد السفن المرتبطة بالعدوّ الصهيوني والمتوجّـهة إلى موانئ فلسطين المحتلّة والسفن الأمريكية والبريطانية، حَيثُ جاء هذا الإعلان بعد انسحاب فرقاطتَينِ: فرنسية ودنماركية، والتراجع عن نشر فرقاطة بلجيكية؛ الأمر الذي اعتبرته وسائل إعلام أجنبية مؤشرًا على “تقلص” المهمة الأُورُوبية التي جاءت لمساندة التحالف الأمريكي في مهمة حماية الملاحة الصهيونية.
ونشرت مجلة “ذا ماريتايم إكسكيوتيف” الأمريكية المتخصصة بالشؤون البحرية مساء الأحد، تقريرًا تناولت فيه إعلان الجيش الألماني عن سحب الفرقاطة “هيسن” من البحر الأحمر، حَيثُ قالت المجلة: “يبدو أن مهمة الاتّحاد الأُورُوبي في البحر الأحمر تستمر في التقلص” في إشارة إلى عملية “أسبيدس” البحرية التي أطلقها الاتّحاد الأُورُوبي، والتي كانت الفرقاطة الألمانية تعمل ضمنَها؛ بهَدفِ مساندة الولايات المتحدة في مواجهة الهجمات اليمنية على الملاحة الصهيونية.
وأشَارَت المجلة الأمريكية إلى أن انسحاب الفرقاطة الألمانية “هيسن” من البحر الأحمر جاء دون استبدال، حَيثُ لن ترسل ألمانية فرقاطة جديدة إلى في أغسطُس؛ أي بعد أربعة أشهر.
وبحسب المجلة فَــإنَّ رحيل الفرقاطة الألمانية يترك المهمة على عاتق القوات اليونانية والإيطالية فقط، لافتة إلى أنه “كان من المفترض أن تنضم الفرقاطة الدنماركية (إيفار هويتفيلدت) والبلجيكية (لويز ماري) إلى العملية، لكنَّ كلتَيهما خارج الخدمة في الوقت الحالي؛ بسَببِ فشل أنظمة الأسلحة”.
ونقلت المجلة عن قائد العملية الأُورُوبية أسبيدس، الأميرال فاسيليوس جريباريس قوله: إن “التحالف يحتاج إلى المزيد من السفن”.
وكانت صحيفة “لوفيغارو” الفرنسية قد كشفت في وقت سابق من الشهر الجاري عن انسحاب الفرقاطة الفرنسية “ألزاس” من البحر الأحمر؛ بسَببِ ما وصفه قائدها بأنه “تهديد غير مقيد وغير متوقع” تمثله الهجمات اليمنية بالصواريخ البالستية والطائرات المسيرة، في إشارة إلى عدم قدرة السفينة الفرنسية على إكمال المهمة؛ خوفًا على سلامتها.
وقبل السفينة الحربية الفرنسية، كانت الدنمارك قد سحبت فرقاطتها “إيفار هويتفيلدت” من البحر الأحمر بعد فضيحة عملياتية فشلت خلالها في التصدي لهجوم بطائرات مسيرة يمنية، حَيثُ تعطلت الأنظمة الدفاعية للسفينة وانفجرت قذائفها الدفاعية مباشرة بعد إطلاقها؛ الأمر الذي شكِّل خطرًا على طاقهما، ودفع وزير الدفاع الدنماركي إلى إقالة رئيس الأركان في البلاد؛ لأَنَّه لم يبلِّغْ بهذا التعطل.
والأسبوعَ الماضيَ، تراجعت بلجيكا عن نشر الفرقاطة “لويز ماري” في البحر الأحمر وذلك بعد فشلها في تدريب على التصدي لهجوم بطائرة مسيرة، حَيثُ تعطلت الأنظمة الدفاعية للسفينة أثناء التدريب وعجزت عن إطلاق الصواريخ الدفاعية، كما فشلت بقية أسلحتها الدفاعية؛ الأمر الذي ألغى مساعي نشر السفينة.
ويسلط تقلص الوجود العسكري الأُورُوبي في البحر الأحمر الضوء على فشل مسار عسكرة المياه الدولية الذي دفعت الولايات المتحدة الأمريكية دول أُورُوبا نحوه (برغم رفضِ عدد منها الانضمامَ إلى عملية ما يسمى “حارس الازدهار”)؛ بهَدفِ افتعال مشكلة دولية ومضاعفة الضغوط على اليمن لوقف الهجمات على السفن المرتبطة بالكيان الصهيوني والمتجهة إلى موانئ فلسطين المحتلّة.
وتؤكّـد الانسحابات المتتابعة للسفن الحربية الأُورُوبية صوابية الدعوات المتكرّرة التي وجهها قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي لدول أُورُوبا خلال الفترة السابقة، وآخرها الأسبوع الماضي، لسحب قطعها الحربية من البحر الأحمر، وعدم الانجرار وراء التضليل الأمريكي، حَيثُ بات واضحًا أن تواجد القطع العسكرية الأُورُوبية كان له تأثير سلبي على الملاحة، وأنه يحمل دول أُورُوبا خسائر لا حاجة لتكبدها؛ لأَنَّ العمليات اليمنية لا تستهدف سوى السفن المرتبطة بالعدوّ الصهيوني أَو المرتبطة بالدول المعتدية على اليمن.