الدوراتُ الصيفية صمَّامُ أمان للجيل الناشئ
تسنيم حسين
خَطبٌ جلل وأحداث متسارعة تعيشها الأُمَّــة الإسلامية في مجال صراعها مع العدوّ الإسرائيلي، مرحلةٌ فاصلة تغربل مُدعيّ الإنسانية بل ومُدعيّ الإسلام! والسؤال كيف استطاع العدوّ أن يجعل الكثير من أبناء أمتنا يهودًا بلباسٍ إسلامي؟! وَإذَا بهم يفرحون لمصاب أمتنا أكثر من العدوّ نفسه، ولمَّا تأتهم موعظةٌ أَو ذكرى يكتبون بحبر الكذب أقاويل يخُطُّها لهم أعوانهم من الشياطين.
إلى هُنا ويكفي خداع، علينا أن نعرف جميعاً أن معركة الوعي أصبحت الأشدّ خطورة وأن السكوت ليس من ذهب بل ذلة وخزي لأجله تستحق أن تكبَّ في نار جهنم على لسانك الذي لم ينطق بكلمة في ظل قضايا كبرى وهامة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.
الأمّة الإسلامية باتت اليوم في منعطفٍ خطير لن ينجو منه إلا القلّة فقط ممن عرفوا الله حق معرفته وتمسكوا بالقرآن الكريم والعترة الطاهرة، وإن نجونا -بفضل الله- من هذا المنعطف الخطير فماذا عن أجيالنا القادمة؟ أبناؤنا أمانة في أعناقنا، ولا يخفى على أحد محاولات العدوّ لاستهداف الجيل الناشئ بكل الوسائل ومن بين هذه الوسائل استهدافهم للتعليم؛ لمعرفتهم بأهميته وخطورته عليهم في أن يصبح الجيل الناشئ أشد فتكًا من الأسلحة، وبالتأكيد ليس أي تعليم يحقّق هذا؛ فوحده التعليم المنطَلِق من منطلق إيماني يربط أجيالنا القادمة بهُــوِيَّتهم الإيمانية، هو التعليم الذي يخاف منه العدوّ ويحسب له ألف حساب، تعليم يستند بشكل مباشر وأَسَاسي إلى القرآن الكريم ويجعل من رسول الله -صلوات الله عليه وآله- النموذج الأول في كُـلّ شيء، تعليم يغرس فينا الأخلاق الكريمة ويُنمّي في أنفسنا قيم العزة والكرامة والنخوة والشجاعة، ويجعلنا نواجه خداع العدوّ بوعيٍ وبصيرة لننطلق حينها مجاهدين في سبيل الله لا نخاف لومة لائم، نقف موقف الحق ونواجه أرباب الفساد في الأرض بصبرٍ وثبات -تماماً كما يفعل أحرار اليمن اليوم في معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس-حاملين على عاتقنا مسؤوليتنا في أن تكون كلمة الله هي العليا وأن نعمر الأرض بالقسط.
الدورات الصيفية صمام أمان للجيل الناشئ في مواجهة كُـلّ التحديات وبها سيكونون جيلًا راقيًا في علمه ومعرفته، يحملون وعيًا عاليًا وينطلقون في هذه الحياة وفق أُسس إيمانية مما عرفوه من الثقافة الأسمى والأرقى، وهي ثقافة القرآن الكريم، وبها ستزكو نفوسهم وتوجّـه اهتماماتهم إلى الهدف الحقيقي والغاية من وجودنا على هذه الأرض وستصبح قضايا الأُمَّــة أولى أولوياتهم، إلى جانب اكتسابهم المهارات والقدرات وذلك لوجود العديد من الأنشطة التي تحقّق لهم ذلك.
مخرجات الدورات الصيفية نلمسها في واقع أبنائنا إيمانًا ومعرفةً وتفوقًا في مختلف المجالات، ومن عامٍ لآخر يزداد تأثيرها ويباركها الله؛ لأَنَّ ما أحوج الأُمَّــة اليوم لمثل هذه الدورات لتعرف معنى الثقة بالله والارتباط برسول الله وآله الطاهرين، ولكي تضمن تحصين الجيل الناشئ من الوقوع في خداع ومكر العدوّ.
وهنا تأتي مسؤوليتنا في أن ندفع بكل من نعرفهم للانضمام إلى هذه الدورات العظيمة انطلاقاً من مسؤوليتنا أمام الله في الاهتمام بالجيل الناشئ، وحرصًا منا على الاستفادة القصوى لكل أوقات فراغهم -التي إن لم نملأها بالمفيد النافع فسيملأها العدوّ تزييفًا وخداعاً- وعلينا دعم الدورات بكل ما نستطيع ماديًّا وَمعنويًّا ومشاركةً عملية كُـلّ في مجال تخصصه، وعلى المستوى الإعلامي يجب مواكبتها بقوّة وفاعلية وإبداع، ولنكن على ثقة أن ثمرة اهتمامنا بهذه الدورات سيعود علينا بالخير؛ لأَنَّ المعرفة الصحيحة والوعي الصحيح هو الأَسَاس لنهضة الشعوب والجيل الناشئ يعوّل عليه الكثير في ذلك، وَاهتمامنا بالدورات دليل على وعينا وثباتنا على موقفنا الحق في التصدّي لكل محاولات العدوّ في استهداف أمتنا، ومثلما كان شعبنا اليمني العزيز حاضرًا في كُـلّ المواقف المشرّفة فسيكون في الدورات الصيفية كذلك باذلًا كُـلّ ما يستطيع، متوكلًا على الله في جميع أحواله.