الدوراتُ الصيفية فرصةٌ ذهبية لبناء جيل واعٍ مستنير بثقافة القرآن الكريم
عبدالحكيم عامر
عندما ننظر إلى مرحلة الشباب والنشء، نجد أنها تمثل فترة حاسمة في حياة الإنسان، إنها المرحلة التي يتشكل فيها الفرد ويتطور ليصبح عضوًا نافعًا في المجتمع، في هذه المرحلة، يتأثر النشء بالعديد من العوامل المحيطة به، وتبرز الحاجة الماسة إلى تنشئة جيل واعٍ يدرك خطورة المرحلة ويتسلح بالوعي والمعرفة.
فالإسلام يربي الإنسان على أَسَاس الاتّجاه الإيجابي في كُـلّ شؤونه، ويربي على القيم والأخلاق الحميدة، ويحث على اكتساب المعرفة والعلم، ويوجه الإنسان نحو الهداية والتقوى، حَيثُ إن هذه القيم والمبادئ تساهم في توجيه النشء نحو الاتّجاه الإيجابي في حياته.
فبالعلم والمعرفة والهداية القرآنية يتشكل جانبًا أَسَاسيًّا في حياة الإنسان، حَيثُ إن السعي نحو المعرفة القرآنية توسع آفاق الفرد وتساعده على فهم القيم والقرآنية التي تبنيه وتحافظ على زكاء نفسه وتكون له الواقي من الضلال والفساد الذي يسعى اليهود والنصارى لتعميمه، فالعلم يقود الإنسان إلى اتِّخاذ قرارات صائبة والتحلي بالمرونة الفكرية من خلال الهداية التي تجعل الإنسان على تواصل مع ربه ويعمل على تحقيق الخير في حياته.
فالإسلام علمنا أهميّة إدراك قيمة الوقت وفرصة العمر، فيجب أن نكون مدركين للوقت؛ لأَنَّه أثمن ما لدينا؛ لأَنَّ كُـلّ لحظة تمضي لا تعود؛ لذا، يجب أن نقدر كُـلّ مرحلة في حياتنا، بما في ذلك مرحلة الشباب والنشء؛ لأَنَّها فترة ذهبية تستحق أن نستثمرها في تحقيق النمو الشخصي والتطور العقلي والروحي الإيماني.
حيث تعتبر مرحلة العطلة الصيفية فرصة مثالية للاستفادة من هذه المرحلة الذهبية في حياة النشء، بأن تكون فترة تربوية لترسيخ المفاهيم وتنمية القيم والأخلاق واكتساب الرشد والمعرفة على أَسَاس القرآن الكريم، لتعزيز هُــوِيَّتهم الثقافية والإيمانية من خلال الثقافة القرآنية، والارتقاء بالأجيال الناشئة، مما يمكنهم من إحداث تغيير حقيقي في واقعهم.
في الأخير، الدورات الصيفية هي ميدان تربوي تعليمي ثقافي لخوض معركة تربوية لمواجهة الضلال والفساد الذي يسعى اليهود ليكون هو السائد في هذه الأُمَّــة، فمن خلال هذه الدورات الصيفية، يتم بناء جيل محصن بالوعي والمعرفة، جيل يستطيع التصدي للتحديات والمخاطر التي تواجهه.
فالسيد القائد يؤكّـد على أهميّة الدورات الصيفية وأثرها الإيجابي في تعزيز الهُــوِيَّة الإيمانية وغرس القيم والأخلاق الفاضلة لدى النشء والشباب وتهذيب نفوسهم بتعلم القرآن الكريم وتلاوته.
فيجب الإسهام الفاعل في ترجمة توجيهات قائد الثورة على أرض الواقع بما يضمن إنجاح الدورات والمدارس الصيفية والوصول إلى الأهداف المرجوَّة منها في إعداد جيل متسلح بالقرآن الكريم وقيمه وأخلاقه وآدابه.