المدارس الصيفية فرصة عظيمة لاكتساب النشء المعارف والمهارات
علي عبد الرحمن الموشكي
تعد الإجازة الصيفية فترة مهمة وعظيمة إذَا تم استغلال هذه الفترة استغلالاً جيِّدًا؛ لأَنَّ العطلة الصيفية تعد لدى البلدان العربية سلاحاً ذا حدين، وذلك لعدم وجود برامج تثقيفية وتنشيطية وترفيهية تجعل من النشء يبدع ويتجدد نشاطه ويستفيد من أوقاته، يتعرف على علوم دينية ومعارف تعزز من مستواه التعليمي ويستمتع بالأنشطة الترفيهية والمعسكرات الكشفية ويستشعر أهميّة المرحلة، ويفرغ كامل طاقته وقدراته في المفيد والنافع بعيدًا عن حالة اللهو والضياع التي قد يكتسبها ويكون عرضه للعديد من المخاطر؛ بسَببِ الفراغ القاتل الذي يكون شديد الخطورة على النشء، وَإذَا لم يسد هذا الفراغ فسيحل بدلاً عنه المفاسد سواء المفاسد الذهنية التي تجعل الفرد متبلداً أبلهَ يسعى في البحث عن ما يسد ذلك الفراغ، سواءً من خلال رفقاء السوء أَو قضاء هذا الوقت في مقاهي النت أَو مشاهدة المسلسلات والأفلام والتي قد تغرس في النشء ثقافات وأخلاق سيئة.
جميعنا يدرك ذلك وخَاصَّة أرباب الأسر الذي يحرصون على الحفاظ على أبنائهم ويحملون همّ تربية أبنائهم ويستشعرون أهميّة أن يستوعبوا أبنائهم في المراكز الصيفية، ولقد حرص القائمون على المراكز الصيفية على إعداد المنهج التعليمي حسب الفئات العمرية ووفق المستويات، تساعد على إكساب الطالب المعرفة القرآنية والفقهية الصحيحة وما يميز هذه المنهجية التطبيق العملي؛ لإتقان قراءة القرآن الكريم وكذلك الصلاة وغيرها، والثقافة القرآنية العظيمة التي تغرس في عقول النشء المفهوم القرآني وتحصينهم من الثقافات الغربية الدخيلة على مجتمعنا العربي والإسلامي ونحن بحاجة ماسة في هذه المرحلة لهذه الدورات الصيفية؛ لأَنَّ الغزو الثقافي الغربي بثقافته المنحرفة والتي تصل إلينا وإلى أجيالنا عبر مختلف الوسائل التي لا حصر لها، منها الإعلامية وغيرها.
وتأتي الدورات الصيفية منقذة في عالم يسوده الانحراف والشتات والتي قد يكتسبها النشء وتتحول إلى سلوك مع مرور الوقت، ومع غياب الوعي والتحصين الثقافي بالثقافة القرآنية يصبح سلوك الأفراد مخالفاً تماماً لتعاليم الإسلام، ويساق ويلهث وراء الثقافات الغربية ويقلدها في واقعة وتنتج تصرفات تضر بالمجتمع وتغلق لدى الشباب آفاق الإبداع والابتكار والتطور والنمو والازدهار؛ وذلك نتيجة عدم وجود التحصين الثقافي والفكري وفق تعاليم القرآن الكريم.
وليست تعبئة دينية فقط فهنالك الأنشطة الرياضية والمسابقات الثقافية والأنشطة الكشفية والرحلات الترفيهية وغيرها من الأنشطة التي تذهب حالة الملل والركود الروتينية التي يعتاد عليها الطلاب خلال فترة التعليم.
العالم بشكلٍ عام يهتم بالعطل الصيفية ويوليها اهتماماً كَبيراً ويختلف من مجتمع إلى آخر، ويستغلون قدرات وطاقات ومواهب الشباب بحسب الثقافات والتوجّـه، ولذا هي فرصة أن يستغل أرباب الأسر هذه الفرصة والدفع بأبنائهم للدورات الصيفية ومتابعتهم وزيارتهم والتعاون مع المراكز الصيفية حسب كُـلّ منطقة لأهميتها، ومردودها الإيجابي على الأبناء والأسرة والمجتمع بشكلٍ عام.