تمثالُ “الحُرية” يتداعَى..!
بقلم الشيخ عبدالمنان السنبلي.
يا لسخرية الأقدار..!
من ظلوا لعقود يصمون آذاننا بشعارات الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان والمواطنة وحرية الرأي والتعبير والتظاهر السلمي وَ…!
من ظلوا ينادون بضرورة تصدير الديمقراطية، وأنشأوا لذلك المعاهد والمراكز المتخصصة المعنية بالتبشير بها ونشر مفاهيمها وقيمها..
من أوجدوا المنظمات والهيئات الحقوقية المعنية بمراقبة وتتبع ورصد الانتهاكات والتجاوزات المتعلقة بهذه الحقوق في كُـلّ بلدان العالم..
ها هم اليوم يثبتون للعالم بأسره أن ذلك كله لم يكن سوى مُجَـرّد ذرٍّ للرماد على العيون..!
والدليل أنهم اليوم يمارسون سياسات القمع والتنكيل في عقر دارهم، وبصورة لم يمارسها أحد مثلهم..
وبحق من..؟
بحق طلاب الجامعات في بلدانهم..!
هل تعلمون ماذا يعني أن تمارس مثل هذه السياسات القمعية والتنكيلية بحق طلاب الجامعات..؟
يعني: أنك تضيق ذرعاً وصدراً من كُـلّ من ينتقد سياساتك حتى ولو كان من أكثر الشرائح المجتمعية التزاماً واحتراماً لمنظومة الأمن والسلم الداخلي وعلى رأسهم، بلا شك طلاب الجامعات..!
فأين ما ظللت تدعو إليه وتبشر به..؟!
أين احترام حقوق المواطنة، وأين حرية الرأي والتعبير والتظاهر..؟
طلع كله كلام فارغ..!
فهل بدأ (تمثال الحرية) يتداعى كاشفاً وراءه وجه أمريكا القبيح..؟!
وهل اتضح للعالم اليوم حقيقة أن الديمقراطية لم تكن سوى أُكذوبة أمريكا الكبرى..؟!
الأحداث الجارية اليوم تؤكّـد ذلك..