مشهدان متناقضان لـ “الحُرية الأمريكية”!
محمد حسن زيد
في آنٍ واحد.. مشهدانِ متناقضانِ لـ “الحُرية الأمريكية”:
المشهدُ الأول: قانونُ مكافحة الدعارة والشذوذ الجنسي في العراق:
بتاريخ 28 إبريل 2024 أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية عن قلقِها إزاءَ قرار مجلس النواب العراقي باعتمادِ قانون مكافحة الدعارة والشذوذ الجنسي، معتبرة أنه يشكِّلُ تهديدًا لحقوق الإنسان والحريات الأَسَاسية التي يحميها الدستورُ، مشيرة إلى أهميّة احترام حقوق الإنسان لتحقيق الأمن والاستقرار في العراق.
وتخشى وزارةُ الخارجية الأمريكية أن يؤدِّيَ هذا القانونُ إلى تقييدِ حريةِ الترويج للدعارة والمثلية الجنسية، وكذلك يمكن استخدامُه لقمع أنشطة المنظمات غير الحكومية في جميع أنحاء العراق.
ومع ما في هذا الإعلان من تدخُّلٍ سافرٍ مستفزٍّ في الشؤون الداخلية لدولة أُخرى وما فيه من استخفاف بثقافة شعبها فإنه أَيْـضاً يُبيِّنُ طبيعة القوَّادين الذين يقودون العالم وما الذي يُريدونه حقيقةً بشعاراتهم الخادعة، بما ينطبق مع وصف الخالق عز وجل: (وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا).،
ولا يستغربُ أحدٌ بعد ذلك لماذا يفعلُ الصهيوأمريكي ما يفعلُ بغزة، ولماذا فعل ما فعل باليمن وبالعراق وبسوريا وبليبيا..
ما تستغربُه حقُّا هو بعضُ المسلمين الذين انطلت عليهم أكاذيبُ هؤلاء بل وتماهوا فيها إلى درجة أن شكّوا في أحكام الإسلام نفسِها فحرَّموا الحلالَ وأحلُّوا الحرام!
ما تستغربُه هو بعضُ “الإسلاميين” الذين راهنوا على أمريكا وتحالفوا معها وقادوا حروبًا طائفية بدعمها المالي والسياسي والإعلامي وأصبحوا جزءًا من مشروعها الصهيوني الذي يستهدفُ الإسلامَ ولم يتوبوا حتى اللحظة.
المشهد الثاني: احتجاجاتُ الجامعات الأمريكية:
من 25 إلى 28 إبريل 2024 في أعقاب إقرار الولايات المتحدة الأمريكية حزمةَ مساعدات جديدة لـ “إسرائيل” تحوّلت أحرامُ الجامعات الأمريكية المرموقة إلى مكان للغضب بشأن العملية الإسرائيلية في قطاع غزةَ؛ وبسبب المساعدات الأمريكية لحليفتها “إسرائيل”.
وإثر تصنيف هذه الحركة الاحتجاجية بأنها “معاديةٌ للسامية” لمُجَـرّد إدانتها حربَ الإبادة في غزةَ، قامت الشرطة الأمريكية بانتهاك حُرية المحتجين ونفّذت اعتقالات واسعة بينهم؛ لوأد احتجاجهم السلمي ومنعهم من التعبير عن رأيهم وفضح الإجرام الصهيوني في بلد يُصدّر الحريات إلى البلدان الأُخرى؛ غصباً فيحرّرها من نفسها ومن شعوبها ومن ثقافتها “الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا وَهُم بِالآخرة كَافِرُونَ”.
واللهُ المستعانُ هو نِعْمَ المولى ونعم النصير.