بِــمَ يفيدُ الانسحابُ التدريجي للقوات الأمريكية من البحار القريبة من اليمن؟
علي عبدالرحمن الموشكي
لقد أدركت الإدارة الأمريكية بفعل الصفعات القوية والدروس القاسية التي تلقنتها من القوات المسلحة اليمنية، والتي تتطور مع الوقت وتوسع الأفق لدى دائرة التصنيع العسكري في تجريب السلاح الذي توعد به السيد القائد (يحفظه الله)، بأن هنالك مفاجآت سيتفاجأ بها الصديق والعدوّ.
ولقد اقتصر الرد على الحفاظ على منع مرور السفن البحرية التي ترتبط بالعدوّ الإسرائيلي والحفاظ على الأجواء من مرور الطيران الحربي والتجسسي على الأراضي اليمنية، وكذلك السفن الحربية في خليج عدن والبحر العربي والاقتراب من المحيط الهندي، وهذه ليس نهاية قدرات القوة الصاروخية والطيران المسيَّر، فكما نعلم فقد تمكّنت القوة الصاروخية والطيران المسيَّر من استهداف عمق العدوّ الإسرائيلي ومواقع حساسة جِـدًّا، أوقفت حركت الملاحة في البحر بشكل تام في بعض الموانئ، ولقد استطاعت بقوة الله وفضله فرض حصار شبه كلي على العدوّ الإسرائيلي وذلك لإيقاف العدوان والحصار على غزة، الذي عبر عن حالة من هستيريا الإجرام للكيان الإسرائيلي الذي تسارع أنظمة الدول العربية التطبيع معه أمام مرأى ومسمع العالم، ولقد وقف العالم في ذهول، وصمت الأمم المتحدة هو تعرية للقانون الدولي الإنساني بأن الإنسانية غائبة تماماً في ضمير البشرية.
ولولا قوة الله وثقة القيادة القرآنية بالله ووقوفاً ونصرة للشعب الفلسطيني لكانت الطلعات الجوية والبحرية مساندة للعدو الإسرائيلي من البحر الأحمر والبحر العربي ولكانت جرائم الإبادة أكثر إجراماً، ولقد تلقنت أمريكا وبريطانيا وفرنسا وغيرها من الدول دروساً قاسية أوقفتها عند حدها، وأخزتها وأهانت قدراتها التي كانت تهيمن بها على المنطقة العربية وما تبقى من حالة الظلم والطغيان والجبروت والاستكبار لثلاثي الشر للعرب والدول العربية والإسلامية تدخلاً فيه، حَيثُ ومطاراتهم وموانئهم محطات ترانزيت ومدد للكيان الصهيوني.
إن الانسحاب العلني لحاملات الطائرات الأمريكية هو هزيمة وهروب ولتفادي الخسائر والحفاظ على ماء الوجه وحتى لا تداس وتسلب حاملات الطائرات أَو تدمّـر، ومطالبة إجراء مناقشات هو بداية مشوار المفاوضات الذي يستخدم أُسلُـوباً جديداً في الحوارات والذي سيرتفع سقفه مع مرور الوقت، وَالقيادة القرآنية وَالسياسية والعسكرية والشعب اليمني بأكمله لديه مطالب ثابتة ولن تتغير ولن تتبدل يحفظها الصغير والكبير، ألا وهي إيقاف العدوان والحصار على غزة وإعادة إعمارها، وتطهير الأراضي الفلسطينية من الاحتلال الصهيوني وإيقاف العدوان والحصار على اليمن وحل ملف المفاوضات والذي يشمله إعادة إعمار اليمن.
وأمريكا تجر ذيول الخيبة وتنسحب تدريجيًّا من المحيط الهندي والبحر العربي بدءًا بسحب السلاح الأعلى تكلفة؛ خوفاً من الخسائر.
المثير للتساؤل لدى المحليين والسياسيين والخبراء العسكريين أن أمريكا لا تريد سحب قواتها بشكلٍ مباشر ودفعة واحدة وبقية القطع الحربية ليست بذات الأهميّة وستنسحب تدريجيًّا، وإلا فالمفاجآت قريبة جِـدًّا وهنالك رصد لكافة القواعد الحربية سواءً في البحر أَو في البر وسيتم تدشين برنامج تطهير الأراضي العربية من التواجد الأمريكي في أية دولة عربية.
وننصح الأنظمة العربية بالوقوف الجاد مع قضايا الأُمَّــة والتواجد الأمريكي كقواعد عسكرية أَو حربية بأي مسمى ليس من مصلحة قرار الدول العربية ولم يعد هنالك سيادة للولايات المتحدة الأمريكية حتى في شعبها فلا تخافوا من الإدارة الأمريكية وتمررون سياستها الضاغطة والمهينة على استقرار وأمن الأُمَّــة العربية وفرض سياسة التطبيع مع الكيان الصهيوني الذي يقتل الفلسطيني بجرائم إبادة جماعية، فمحور المقاومة ليس مقتصراً على دول معينة فالقيادة القرآنية ترحب بالمقاومين للتواجد الأمريكي والإسرائيلي، ومصلحتكم واستقراركم في إعلاء كلمة الله ودين الله والدفاع عن منهجية الله وإظهار دين الله الذي عزتنا في عزته وذلنا وهواننا وخزينا في التخلي عنه، ولن نكون في عزة إذَا استبدلنا الخوف من الله بالخوف من أعداء الله.