صيفُ اليمن تحَدٍّ وانتصارٌ على قوى العدوان

 

وفاء الكبسي

صيف اليمن كـكل عام تحَدٍّ وانتصارٌ بمنهجية القرآن على كُـلّ المستويات والمواجهات، خَاصَّة مواجهة الحرب الفكرية؛ لأَنَّ العدوان يمارس علينا هجمة شرسة وحرباً ضروسًا لتغييب وعي أجيالنا ومحاولة تجهيلهم من خلال محاولات متعددة، تارة بالقوة العسكرية باستهداف المدارس والقطاعات التعليمية وتارة من خلال الطمس والتشويه والتزييف ونشر الأكاذيب لحرف مسار وعي الأجيال عن قضاياهم الجوهرية وفي مقدمتها قضيتهم الأولى والمركزية (فلسطين).

لهذا نحن اليوم أحوج ما نكون عليه في معركتنا هذه هو صناعة وعي أبنائنا “جيل المستقبل”، ولن يكون هذا إلا من خلال العودة للنبع الصافي والمنهل الخالد “القرآن الكريم” لإمدَاد أجيالنا القادمة بكل مقومات النهوض والرفع والبناء الحضاري فكريًا ومعرفيًا ليكونوا منارة لغيرهم من الأمم، كما أخبر الله تعالى عن هذه الأُمَّــة المحمدية بأنها خير الأمم: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّـة أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ}.

لقد خُضنا معاركَ متعددة وانتصرنا فيها على قوى العدوان، واليوم بفضل الله ثم بتوجيهات السيد القائد عبدالملك الحوثي -حفظه الله- نحن ننتصرُ في معركة “كي الوعي”، من خلال التحاق أبنائنا بالمدارس الصيفية، فبدلًا عن قضاء أوقاتهم بين مشاهدة التلفاز والألعاب الإلكترونية والسهر إلى وقت متأخر من الليل والنوم طول النهار، وحتى لا تتحول هذه الإجازة إلى مضيعة للوقت، كان لزامًا علينا استثمار أوقاتهم بتسجيلهم بهذه المدارس لنرتقيَ بمهارات أبنائنا، وتكون العطلة ممتعة ومسلية في الوقت نفسه، فهذه المدارس هي فرصة ثمينة لإعداد جيل قوي متسلح قادر على مواجهة التحديات والأخطار والحرب الناعمة.

وكـكل عام فَــإنَّ المدارس الصيفية تُقابل بحملات إعلامية شرسة مسعورة من قبل المرتزِقة ووسائل إعلام تحالف العدوان، فقد جُنَّ جنونهم من النجاح البارز والاستثنائي للمدارس الصيفية، فهم مدركون لخطورة المدارس الصيفية في تنشئة هذا الجيل على العزة والكرامة والثقافة القرآنية وموالاة أولياء الله ومعادَاة أعداء الله، جيل نقي خالٍ من الثقافات المغلوطة، جيل حر وقادر على تحمل المسؤولية والجهاد والقتال في سبيل الله.

ولهذا فَــإنَّ قوى العدوان الغاشم ومرتزقتهم يحاولون بكل ما أوتوا من قوة لإيقاف نشاط هذه المدارس الصيفية، وبناء حواجز بين المدارس الصيفية والمجتمع عبر تشويهها بدعاوى إعلامية تضليلية، إلا أن المجتمع بعدما لمس ثمارها في أبنائهم، أصبح لديه وعي كبير بأهميتها فزاد الإقبال عليها بزخم كبير، فصمودنا في جبهة الوعي لا يقل أهميّة عن صمودنا في الجبهات العسكرية بل قد يكون أهم؛ لأَنَّه بحد ذاته انتصار عظيم وتحَدٍّ كبيرٌ لارتقاء أجيالنا “قادة الغد” ليكونوا بمستوى مواجهة العدوّ على كُـلّ المستويات والمواجهات، فـبالوعي الكبير والإيمَـان العظيم والصبر العظيم لشعب اليمن الحر الأبي سنحقّق الانتصار على كُـلّ قوى الشيطان وأوليائهم، ولنعلم أنهم مهما فعلوا فلن يطفئوا نور الله، وسيتم الله نوره وبيانه ولو كره الكافرون، الظالمون وأوليائهم المتصهينون المطبِّعون.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com