الجامعات تسقِطُ ورقةَ التوت.. “الحقوق والحريات” كِــــذبةٌ غربية كبرى!
أمة الملك قوارة
حيثُ الحقيقةُ تبتلعُ السّراب! فقد تهدّمت الجُدر وبُرزت الحقائق وتهتكت خيوط العنكبوت التي غزت العالم ببريقها وأهداب زيفها، لتتبخر سيمفونيات الحقوق ولتذوب معها تلك الألحان العذبة للحريات، في واقعةٍ ليست بيوم القيامة على أمريكا إنما هي نفحةٌ لُفِحَت بها من سوء جحيمها! حين قرّرت أكبر جامعاتها أن تكشّف حقيقة ادِّعاء نظامها ومدى لَعِبَه على أوتارِ المصطلحات، فكانت الدروس الذي بلغ صداها أركان العالم موصلة رسالة الحقيقة بأنه وبمقدار ما روجّت أمريكا للحرية كان بمقدارِ ما سلَبتهُ من حريات وَبِسلاحِ وهمِها محت الحقوقَ وَأرست قواعِدَ زيفها..
تسربت دماء غزة وَوصلت إلى كُـلّ حرٍ طارقة باب إنسانيته وَعدالته وَألزمته الاستيقاظ! وكان لجامعات أمريكا وَأُورُوبا حظ في صحوتها! وإن لم تُقدم تلك الصحوة لغزة الحرية ولم ترفع عنها الظلم؛ إلا أن الموقف المُشرف لتلك الجامعات قد أبان لها مقدار حريتها بل ومستنقع الحرية الذي تقبع فيه هي وشعوبها! وما من مثقف إلا وكانت إنسانيته معيار ثقافته، وهذا درس يجب أن يتعلمه مثقفو العرب والمسلمين، وكان أُولئك الطلاب بذلك القدر من الإنسانية والمصداقية إلا أن أمريكا لم تكن بذلك القدر من التفهم لمعنى الحقوق وحرية التعبير عن الرأي! كيف ذك أنتهِمُ راعية السلام في العالم بهذا! وهي منبع الحرية المزعومة التي صُمت بها آذاننا؟!
لسنا نحن من نقول بل الوقائع تتحدث، وما يحدث من انتهاك صارخ للحريات والحقوق في الجامعات الأمريكية، وما يجري في قلبها من تعنيف واعتقالات وجر الطلاب للسجون بدون وجه حق وبتهمة دفاعهم عن الإنسانية، بل وفصلهم من جامعاتهم كُـلّ هذه الأحداث من جامعة كولومبيا إلى جامعة تكساس وبرنستون وجنوب كاليفورنيا وجامعة جورج واشنطن، ما حدث ويحدث كَشف ونزع الغطاء وفتح الباب على مصراعيه لرؤية حقيقة ديمقراطية وحرية أمريكا في فضيحة كبرى للنظام الأمريكي الذي وعلى مدى عقود اتخذ من هذه العناوين سبيلاً لاستعمار واحتلال الشعوب وانتهاك حقوقها وسلب ثرواتها بحجّـة الدفاع عنها ومحاربة الإرهاب والحفاظ على السلام، وها هي تُطبق اليوم شعارها على جامعاتها في أسوأ موقف مخز في تاريخ أمريكا سبقته مواقف مخزية كثيرة كالدعوة لـ “اللواط والسحاق” ما يسمونه بالمثلية والكثير لكن هذا العنوان لطالما تجلبَبت به أمريكا والآن انكشفت سوءتها وأمام شعوبها!..
تتالت الفضائِح على أمريكا ودول الغرب الفاسد؛ فمن إباحة المحرمات والترويج للانحطاط الأخلاقي والرذيلة والاجتراء على سنن الله في الحياة بدعوى الحرية في مسلكٍ خاضت فيه عمق الباطل كما قد أوغلت على مستوى العالم في استباحة الدماء دون قيد إلى ما أقبلت عليه في جامعاتها من ترهيب وكسح للحريات وتعد على أبسط الحقوق المتمثلة في التعبير عن الرأي، وهذه هي الحرية التي تمثلها وتريدها أمريكا أَو بالأصح النظام الأمريكي ليتزعم العالم بها وهي حرية ممرغة بكل دناءة وخسة ومنزوعة من أي حق ومشبعة بالظلم والقهر وعلى النقيض أي دفاعٍ عن الحقوق واتّجاه نحو الحرّية المكفولة شرعاً وحتى عبر قوانين بشرية نرى أمريكا تحاربه وتقف دونه، وما حدث في الجامعات الأمريكية لم يدع مجالاً للشك في أن هذه الدول التي تدعي أنها عظمى تحكمها أقليات فاشية مستعدة للتضحية بكل شيء وحتى شعوبها في سبيل الحصول على رغباتها، كذلك هي دول الغرب والتي تحتذي بأمريكا تسلك نفس المستنقع! فما الذي قد يحصل في حال الاستمرار في كبحهم لحريات مثقفيهم وجامعاتهم، هل تلك الجامعات وتلك الشعوب المتحضرة بالذات ستسكت جراء ما يحصل وفي جامعاتها!؛ إذ إن اسم المكان الذي ارتكبت فيه أمريكا الجريمة حساس بما يكفي ليجعل شعوبها تثور؟! “جامعات”! والسؤال الآخر الذي يطرح نفسه هل الشعوب العربية والإسلامية والتي باتت لعقود تتقمص حضارة الغرب “الكافر” ستتقَمصُ دور الجامعات الأمريكية وتقدْ بها! أم ستقف على الهامش وتستثقل تقمص هذا الدور الآن! وَتتهاون بالدرس!