المسيرةُ القرآنية ظَفَرٌ وتمكين
ق. حسين بن محمد المهدي
الجهاد ذروة سنام الإسلام فهو منهاج العزة والفلاح، ومما لا ريب فيه أن الله يريد من المسلمين وإن اختلفت ديارهم وتباينت أوطانهم أن يكونوا إخوة متوادين متحابين متعاونين متضامنين متناصرين.
وهذه فروض دعا إليها الإسلام؛ لأَنَّ مصلحة المسلمين الدينية والدنيوية تدعو إليها.
لم يبلغ النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- بالمسلمين ما بلغوه من القوة والتضامن والتناصر إلا بعد أن فرض الله عليهم الجهاد واستجابوا له؛ فكانوا أُمَّـة واحدة ويدًا واحدة ينصرون الله ورسوله، ولاؤهم لله ولرسوله ولشريعته، وهذا ما يفعله أنصار الله في المسيرة القرآنية تحت قيادة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي -حفظه الله-.
إن المسلمين جميعاً مكلفون بإقامة الإسلام والجهاد؛ مِن أجلِه؛ حتى تكون كلمة الله هي العليا في العالمين؛ ليكون لهم الشرف والعزة.
فليست خدمة الأوطان مُجَـرّدة عن الإسلام هي الهدف فمن خدم الإسلام فقد خدم الوطن؛ فالمسلم لا يعطي ولاءه لمن لا يخدم الإسلام فذلك ولاء للشيطان (إِنَّ الشَّيْطانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا).
إذا كان الجهاد فرض على كُـلّ مسلم فَــإنَّ المسيرة القرآنية وأنصار الله قد استجابوا لندائه وجعلوا من دمائهم الزكية طريقاً للنصر في الدنيا وعنوان الفوز والفلاح في العقبى.
ولهذا فَــإنَّ راية النصر ترفرف على رأس قائد هذه المسيرة، لقد ضرب المجاهدون في فلسطين مثلاً أعلى وألحقت الصواريخ اليمنية بسفن الأعداء وبوارجهم الحربية الذلة والصغار والهزيمة والإدبار، وحسب هؤلاء المجاهدين تصديق القرآن لهم (قاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ، وَيُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ وَيَتُوبُ اللَّهُ عَلى مَنْ يَشاءُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ).
فكأنهم بثباتهم وإعدادهم للقوة وإقدامهم قد جعلوا من ذلك نشيداً حربياً يتلونه إذَا اشتد الحرب وحمي الوطيس، وحسبنا أنهم قد عملوا بقول الحق تبارك وتعالى: (وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ).
إنها الحكمة اليمانية، والباس اليماني.
إن إعلان النفير العام الذي يدعو إليه قائد المسيرة القرآنية يدوي في أصقاع الأرض بالآية القرآنية: (انْفِرُوا خِفافاً وَثِقالاً وَجاهِدُوا بِأموالكُمْ وَأنفسكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ)، (فَلْيُقاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ الَّذِينَ يَشْرُونَ الْحَياةَ الدُّنْيا بِالآخرة وَمَنْ يُقاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ فَيُقْتَلْ أَو يَغْلِبْ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً).
لقد صار من الواجب الإنساني والإسلامي والأخلاقي نصرة هذه المسيرة وقائدها فذلك عنوان النصر والظفر والتمكين؛ مِن أجلِ تحرير الأقصى الشريف ونصرة شعب فلسطين المسلم؛ فذلك خير الدنيا والآخرة.
فيا أحرار العالم، ويا أبناء الأُمَّــة الإسلامية، شمروا للجهاد ولا تكونوا مع المتخاذلين فأُولئك من شرار الناس وإن قرأوا القرآن كما أخبر بذلك سيد المرسلين فقد جاء في الحديث (أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِخَيْرِ النَّاسِ وَشَرِّ النَّاسِ؟ إِنَّ مِنْ خَيْرِ النَّاسِ رَجُلًا عَمِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ عَلَى ظَهْرِ فَرَسِهِ، أَو عَلَى ظَهْرِ بَعِيرِهِ، أَو عَلَى قَدَمَيْهِ، حَتَّى يَأْتِيَهُ الْمَوْتُ، وَإِنَّ مِنْ شَرِّ النَّاسِ رَجُلًا فَاجِرًا جَرِيئًا، يَقْرَأُ كِتَابَ اللَّهِ، وَلَا يَرْعَوِي إلى شَيْءٍ مِنْهُ) رواه أحمد والنسائي.
وكفى المجاهدين فخراً قول النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- (عينان لا تمسهما النار: عين بكت من خشية الله، وعين باتت تقاتل في سبيل الله)، وقوله -صلى الله عليه وآله وسلم- (لأن أقتل في سبيل الله أحب إليَّ من أن يكون لي أهل المدر والوبر) أخرجه النسائي، وقوله أهل المدر والوبر: أي أهل الحواضر والبوادي.
فيا رجال الله في فلسطين ويا أنصار الله ويا حزب الله ويا محور المقاومة -اليمن ولبنان والعراق وطهران وسوريا- لقد أدركتم سبيل الهدى، وأن حليفكم النصر بإذن الله.
العزة لله ولرسوله وللمؤمنين والخزي والهزيمة للكافرين والمنافقين (وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ).
ولا نامت أعين الجبناء.