جولةٌ يمنية رابعة من التصعيد أكثرُ قسوةً وإيلاماً على العدو
عبدالحكيم عامر
خلال أكثر من 6 أشهر من العدوان على غزة دخل اليمن في مواجهة مباشرة مع العدوّ الإسرائيلي كمساندة فاعلة وقوية لإخواننا في قطاع غزة، حَيثُ مضت هذه العمليات بالتدريج، والانتقال إلى خطوات أكثر قسوة وإيلاماً على العدوّ الأمريكي وحلفائه في المنطقة، وهي عمليات أثبتت فاعليتها ونجاحها، ووصل صراخ الأمريكيين والأُورُوبيين إلى أنحاء العالم.
ودخلت القوات المسلحة اليمنية خط المواجهة المباشرة مع العدوّ الصهيوني، بعدما وجهت رسائل عدة للعدو الصهيوني الأمريكي لإيقاف جرائمه في غزة، لكنه لم يستجب؛ ما دفعها لتصعيد عملياتها بقصف “أم الرشراش” ودكها بالصواريخ والمسيَّرات، إلى جانب استهداف سفن العدوّ ومنع مرورها من البحرين الأحمر والعربي وخليج عدن.
ولم تكتف اليمن بذلك بل صعّدت عملياتها في إطار معركة “الفتح الموعود والجهاد المقدس”، بأن القوات المسلحة اليمنية ستظفر بسفن كيان العدوّ الصهيوني في المحيط الهندي لتوسع بذلك نطاق الحصار البحري على الكيان الصهيوني.
الشعب اليمني بقيادته الحكيمة وقواته المسلحة استطاع أن يحطِّمَ إرادَة العدوّ الإسرائيلي والأمريكي بالقوة العسكرية، وأن يفرض إرادته بتغيير موازين القوة وفرض قواعد اشتباك جديدة؛ فتمكّنت القوات المسلحة اليمنية، من حشد أقصى قدراتها، في المناطق الحاسمة لتدمير قوة العدوّ الأمريكي والبريطاني في البحرَينِ الأحمر والعربي والمضيق وفي المحيط الهندي.
اليمن بإيمانه القوي، وسلاحه المطور هو سيد الموقف؛ فسلاح الجو المسيَّر، وسلاح القوة البحرية لها القدرة على مناورة العدوّ وأن تحقّق ضربات نوعية، وأن تؤثر على كُـلّ قدرات العدوّ الأمريكي والبريطاني في البحر، فبفضل الله أفقدت أمريكا القدرة على السيطرة على مسرح العمليات البحرية تجاه القوة اليمنية.
وقوف اليمن سياسيًّا وعسكريًّا وعلى كافة المستويات إلى جانب الشعب الفلسطيني، نجح بالفعل في تضييق الخناق على العدوّ الصهيوني وداعميه في البحار؛ ما جعل من اليمن رقماً صعباً تضع له أمريكا وحلفاؤها ألف حساب؛ كونه بات يمتلك القدرة والإمْكَانات التي تمكّنه من الوقوف في وجهها وتهديد مصالحها.
اليوم أمريكا تدفع ثمناً باهظاً لخيارها الخاطئ في التعامل الظالم مع غزة؛ ففي كُـلّ دقيقة تستمر فيها هذه الحرب، ستصبح أمريكا غارقة أكثر فأكثر في الطوفان اليمني.
وفي الأخير، الموقف اليمني الاستثنائي، النابع من عمق القضية ومن قلب الهُــوِيَّة وواحدية المصير، لم يعد محصوراً على بيانات التنديد والشجب، بل بدا أعمق وأشمل، ويتسع مداه يوماً عن آخر، ويتجلى عمليًّا بخيار خوض معركة الإسناد وتوجيه الضربات لعمق كيان العدوّ والتصدي للسفن المتجهة للموانئ الإسرائيلية.
وقد لمس العدوّ الأمريكي، جدية الشعب اليمني في توجيه الضربات العسكرية القاسية خلال المراحل السابقة من التصعيد.
وهو اليوم يقوم بالتحضير للجولة الرابعة من التصعيد، بحيث ستكون مرحلة أكثر قساوة، وتنكيلاً بكل الأعداء، وستكون مرحلة تصعيدية أكبر مما سبق من المراحل؛ فالأعداء ها هم اليوم يسارعون في الهروبِ إلى البحر الأبيض، عن طريق سحب حاملات الطائرات والمدمّـرات، والفرقاطات سواءٌ أكانت تابعة للأمريكيين أَو غيرهم من الأُورُوبيين، دون أن يكون في حسبانهم أن أسلحتنا ستصل إلى هناك وغلى ما هو أبعد.