ثمرةُ المشروع القرآني.. في بناء وإعداد الأجيال القادمة
عدنان عبد الله الجنيد
الحمد لله القائل: (يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ)، التوبة- آية (32).
لقد أخبرنا الله سبحانه وتعالى، عن اليهود بأنهم يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم، مقارعة التوجيه الإلهي أتت بأفواههم ولم تأتِ بأسلحتهم، وهذا دليلٌ واضحٌ على أن حرب الأفواه أخطر وأشد من الحروب العسكرية؛ لأَنَّ الحروب العسكرية محدودة وتنتهي أما حرب الأفواه مدتها إلى ما لا نهاية.
فوهة –مدفع –بئر –بركان؛ أي مفتوحة على الدوام، وهكذا أفواه اليهود مفتوحة باستمرار؛ مِن أجلِ إطفاء نور الله؛ لأَنَّ حرب الأفواه هي حرب ثقافية وفكرية –الضلال والإفساد– احتلال الأفكار، احتلال القلوب، السيطرة على الإنسان في ثقافته ومفاهيمه لترسيخ محتوى مغلوط وخاطئ؛ مِن أجلِ القبول بهم وموالاتهم.
لماذا يستخدم اليهود هذا الحرب حرب الأفواه؟
لأنهم يعرفون أهميّة هذا الدين كعامل مهم وأَسَاسي لبناء الأُمَّــة، لتكون أُمَّـة قوية تحظى بالمنعة والعزة وتمتلك كُـلّ وسائل القوة إذَا هي التزمت به، وبقيمه وأخلاقه، وتحصل على التأييد الإلهي؛ لأَنَّ الله وعد المستضعفين في الأرض، (وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأرض وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ)، القصص- آية (5).
لذلك تسعى دول قوى الاستكبار العالمي إلى اضلال وإفساد الأجيال القادمة؛ مِن أجلِ إخراجهم من الرعاية الإلهية والسيطرة عليهم، لاحظوا منذ الوهلة الأولى لانطلاقة المشروع القرآني، كان أول تحَرّك للسفير الأمريكي هو الذهاب لوزارة التربية والتعليم للإشراف على تغيير المناهج الدراسية؛ بهَدفِ السيطرة على الأجيال القادمة، وَأَيْـضاً يعطي التوجيهات بفصل وسجن من يردّد شعار الصرخة في المدارس في ذلك الوقت، وقد امتلأ سجن الأمن السياسي بمن يردّدون الشعار، وأن الركيزة الأَسَاسية في المعركة بيننا وبين أمريكا هو المحافظة على أجيالنا وشبابنا وأطفالنا من مسخها لهم؛ لأَنَّ أمريكا تريد أن تطوعهم وتكسب ولاءَهم.
مَـا هو الحل لمواجهتهم؟
الحل الدورات الصيفية –علم وجهاد– ثمرة أَسَاسية في مجال التربية وترسيخ المفاهيم والتقويم السلوكي والأخلاقي واكتساب الرشد والمعرفة تحمي أجيالنا من السيطرة الفكرية والثقافية، وتساعدهم على التحرّر من الهيمنة لدول قوى الاستكبار العالمي والتبعية لهم، تولد لهم الوعي واليقين في معاداتهم ومعرفة حقدهم وأنهم هم العدوّ الذي أخبرنا الله به في القرآن الكريم، لتعطيهم الفهم الصحيح وتساعدهم على الابتكار والاختراع والتطوير والتقدم ونصرة المستضعفين والارتباط بالله والجهاد في سبيله وتحصنهم من الداخل، وتعتبر الدورات الصيفية جزءًا أَسَاسيًّا من معركتنا ضد ثلاثي الشر في نصرة القضية الفلسطينية، وتميز بها شعب الإيمان والحكمة عن غيره من شعوب المنطقة، بالدفع بأولادهم إلى المراكز الصيفية.
وفي الأخير نقول لدول قوى الاستكبار العالمي كما قال لهم قائد الثورة –يحفظه الله-: (وأنا أقول للأعداء: الويل لكم من هذا الجيل الناهض، جيل تربى في أحضان الحرية، تربى في أحضان الجهاد، تربى ونمى في الظروف الصعبة جيلاً فولاذياً مؤمناً واعياً مستبصراً، حراً، عزيزاً، كريماً، تربى في بيئة كلها جهاد، كلها تضحية، كلها عزة، كلها قوة، والمواقف قوية والتوجيهات قوية، القوة حاضرة في كُـلّ شيء عنوان بارز وأداء حاضر حي في كُـلّ مجال).