جاء الحامي ليحميَ وإذا به يحتاج لمن يحميه!
فهد شاكر أبو رأس
دارت على أمريكا وكيانها المؤقَّت الدائرة، أرادوا كسرَ غزةَ والاستفرادَ بها فما انكسرت ولا ظلت وحيدةً، بل إنها صمدت وانفتحت لأجلها جبهاتٌ أُخرى مساندةٌ وداعمة، أبرزُها جبهةُ اليمن المتمرسُ في صياغة المراحل التصعيدية وإدارتها منذ اليوم الأول لانطلاق معركة (طوفان الأقصى) على الصعيدَين الرسمي والشعبي، فمن الأنشطة الثقافية التعبوية، إلى التجمهر الشعبي والخروج المليوني إلى الساحات في كُـلّ جمعة من كُـلّ أسبوع، خروجاً مليونياً مسبوقاً بإطلالة قائد الثورة مساء كُـلّ خميس للحديث حول آخر المستجدات لمعركة (طوفان الأقصى)، وُصُـولاً بذلك إلى المساندة العسكرية المباشرة والفاعلة المنكلة بكيان العدوّ الصهيوني بإطلاق دفع من الصواريخ الباليستية والمجنحة وأسراب الطائرات المسيّرة على أهداف مهمة وحساسة في أم الرشراش جنوب فلسطين المحتلّة، وذلك ضمن مراحل تصعيدية متزامنة مع كُـلّ تصعيد إجرامي للعدو الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وما لبث اليمن حتى عزز من عملياته العسكرية بإشعاله جبهتي البحر الأحمر والعربي في خطوة جريئة وصفعة مؤلمة غير مسبوقة يتلقاها كيان العدوّ الصهيوني منذ عقده الأول.
لقد اقتحم اليمن معتركاً كَبيراً تطلب منه ما تطلب من لوازم المواجهة من عدة وعتاد؛ فقد فعلها في الثورة، واستطاع فعلها في مواجهة العدوان السعوديّ الأمريكي، وهَـا هو يفعلها اليوم ويعيد الكرة من جديد ولكن على نطاق أوسع وأبعد مدى قوضت نظرية الردع الأمريكية، والغربية والصهيونية.
برز اليمن جبهة فاعلة ومؤثرة في دعم غزة وفلسطين حين هب لإغاثة الإخوة وقاد أنشطة الوفاء والانتصار لفلسطين، مما أَدَّى إلى تزايد الارتباك لدى الكيان المؤقت شيئاً فشيئاً ومعه الدول الكبرى الداعمة له، وفي مقدمتها أمريكا وبريطانيا وهما اللتان ما لبثتا حتى سارعتا لحماية سفن الكيان المجرم وَإذَا بهما تضعان بوارجهما وقطعهما البحرية في مرمى ضربات القوات المسلحة اليمنية، ضاعف ذلك من حرج أمريكا وبريطانيا جراء انكشافهما أمام العالم من أنهما باتتا عاجزتين أمام الضربات اليمنية؛ فما إن تصل تلك الضربات إلى منطقة ما، حتى تمتد إلى أُخرى، فمن البحر الأحمر إلى خليج عدن، ومن ثم إلى البحر العربي، ووُصُـولاً إلى المحيط الهندي، وبعد انقضاء الأسبوع الثلاثين، ومع انتهاء الشهر السابع، وفي خضم التهديدات الإسرائيلية باجتياح مدينة رفح جنوب غزة أعلن ناطق القوات المسلحة اليمنية العميد يحيى سريع معادلة إذلال جديدة كفيلة بردع “إسرائيل” وتوقفها عند حدها.
من وسط أمواج شعبيّة ومليونية هادرة في العاصمة اليمنية صنعاء عصر الجمعة الماضية، حَيثُ قرأ العميد سريع على مسامع الملايين بيان القوات المسلحة اليمنية العسكري وأعلن عن بدء المرحلة الرابعة من مراحل التصعيد، وحذر العدوّ الإسرائيلي ومعه الدول الكبرى الداعمة له وكل دول العالم، وتوعد باستهداف سفن جميع الشركات والدول ذات العلاقة بالكيان الإسرائيلي من أية جنسية كانت وإلى أية وجهة، وأكّـد أن القوات المسلحة اليمنية سوف تضرب وتطال أية منطقة بحرية يمكن أن تطالها صواريخ اليمن وطائراته المسيّرة وقد باتت اليوم تجوب أجواء المنطقة العربية من شمال البحر الأحمر، ووُصُـولاً إلى المحيط الهندي جنوباً، وسوف تقتحم منطقة الأمان الإسرائيلية في البحر الأبيض المتوسط في القريب العاجل -بفضل الله وتأييده-.