انطلاق فعاليات المهرجان الوطني الأول للمانجو في حديقة السبعين بصنعاء

المسيرة- محمد ناصر حتروش:

انطلقت الأحد، بحديقة السبعين بالعاصمة صنعاءَ، فعالياتُ المهرجان الوطني الأول للمانجو، لأول مرة في اليمن.

وتميز المهرجان في يومه الأول بحضور غير مسبوق، سواء على المستوى الرسمي، أَو الشعبي، ومن خلال العروض المميزة التي تخللت المهرجان والذي يستمر من يوم الأحد 12 مايو إلى يوم الخميس 16 مايو القادم.

ويقام المهرجان برعاية اللجنة الزراعية والسمكية العليا ووزارة الزراعي والري، ووحدة تمويل المشاريع والمبادرات الزراعية والسمكية بأمانة العاصمة.

وتوافد زوار المهرجان منذ الصباح الباكر، على إيقاع الرقصات الشعبيّة من الفلكور التهامي، ووسط حشد كبير من وسائل الإعلام المتنوعة محلياً ودوليًّا، حَيثُ فوجئ الجميع بالتنسيق والتنظيم الكبير، وبالعروض المتنوعة من فاكهة المانجو، وعصائرها الطازجة.

وخلال حفل التدشين الذي تقدمه أمين العاصمة الدكتور حمود عباد، وعدد من المسؤولين، وقيادات الدولة، أشار نائب رئيس مجلس النواب، عبد الرحمن الجماعي، إلى أهميّة المهرجان للترويج للفاكهة اليمنية، وكلّ ما وصلت إليه الأيادي السمراء ليمن الإيمان والحكمة، رغم الظروف والحصار.

وقال: “ها نحن اليوم نبتهج بوصولنا -إن شاء الله تعالى- إلى مشارف الاكتفاء الذاتي من محاصيل الفاكهة، وعلى رأسها المانجو، ونتجه من خلال هذا المهرجان لمرحلة جديدة، مرحلة وضع اللبنات الأولى للشراكة بين المنتج الزراعي والجانب الصناعي”.

وأضاف: “يجب أن يتكامل الجهد لنصل إلى الاكتفاء الذاتي، ونضع حداً لتلك التكهنات، ولأُولئك الذين يزايدون على هذا البلد المعطاء الكريم بقيادته العظيمة، وبنهجه القرآني والذي تمكّن من مواجهة 17 دولة لمدة 9 أعوام ولا يزال في العام العاشر”.

من جانبه أكّـد أمين العاصمة الدكتور حمود عباد، أن المهرجان يجسد توجّـهات السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي، ورئيس المجلس السياسي الأعلى مهدي المشاط، بأن تكون النهضة الزراعية محور المكونات الاقتصادية والتغييرات الأَسَاسية التي تحقّق بموجبها الأمن الغذائي والاكتفاء الذاتي، لافتاً إلى أهميّة الانتقال إلى مرحلة مهمة جِـدًّا من التصدير للمنتجات الزراعية، وتفعيل دور المجتمع في الاهتمام بالصناعات والمنتجات المحلية.

وشدّد عباد على ضرورة التسويق والترويج للمنتجات الزراعية اليمنية وتصديرها لتكون المنافس الأول في مسار المنتجات الزراعية العالمية، مؤكّـداً أن أمانة العاصمة ستبذل أقصى الجهود لدعم المزارعين والاهتمام بأسواق التوزيع والتسويق خَاصَّة في المواسم، وتحقيق التوازن بما يخدم مصلحة المزارع والمستهلك.

 

رافدٌ اقتصادي مهم:

وعلى صعيد متصل، أوضح نائب وزير الزراعة والري الدكتور رضوان الرباعي، أن المانجو من المحاصيل الاقتصادية ذات العائد والمردود المهم، ويمثل أحد روافد الاقتصاد الوطني، مُشيراً إلى أن مساحة زراعة المانجو في اليمن تقدر بـ 10 آلاف هكتار، وعدد المزارعين يقارب ثلاثة آلاف مزارع، وفاكهة المانجو من المحاصيل الزراعية ذات الجودة العالية وتحظى بإقبال واسع من قبل المستهلك الأجنبي.

ولفت إلى أن التكامل الزراعي والصناعي سيعمل على التقليل من فاتورة استيراد المنتجات الزراعية، وسيعمل على زيادة الإنتاج وتوفير فرص العمل، وزيادة الدخل للمزارعين.

بدوره أشار رئيس الهيئة العامة لتطوير تهامة علي قاضي، إلى أهميّة المهرجان ودوره في الترويج لثمار فاكهة المانجو وتطوير آلية تسويقها، ورفع كميات صادراتها إلى الخارج.

من جانبه اعتبر مدير وحدة تمويل المبادرات والمشاريع الزراعية والسمكية بالأمانة، المهندس عبدالملك الآنسي، المهرجان الوطني الأول للمانجو، فرصة لتبادل الخبرات والمعارف بين المزارعين والخبراء والتعرف على أحدث التقنيات والممارسات المبتكرة في زراعة المانجو.

 

خطوةٌ تسويقية جيدة:

وفي السياق أكّـد مسؤول جناح وكالة الوحدة للتسويق الزراعي، مراد محمد، أن إقامة المهرجان الوطني الأول للمانجو يسهم في الارتقاء بالمنتج المحلي وتعريف المستهلكين بجودة المنتج وأنواعه والقيمة الغذائية للمنتج.

وأوضح أن إقامة المهرجانات الوطنية خطوة تسويقية جيدة، وحديثة للترويج لفاكهة المانجو اللذيذة وذات الجودة العالمية المنافسة لمنتجات الخارج.

من جهته قال درويش علي سالم، أحد مزارعي المانجو المشارك في المهرجان: إن مشاركته في المهرجان الوطني للمانجو أسهم في تعريف الجماهير بفاكهة المانجو وأنواعها، مبينًا دور المهرجان في نقل معاناة المزارعين، وإشكالياتهم للجهات المختصة، داعياً الجهات المعنية إلى الاهتمام بالمزارعين من خلال توفير البنية التحتية الزراعية من سدود وشبكات ري حديثة وشق طرقات وغيرها من المتطلبات التي تسهم في تخفيف المعاناة عن المزارعين.

ووجّه درويش شكره للجهات المنظمة للمهرجان، داعياً إلى إقامة العديد من المهرجانات الترويجية للمنتجات الزراعية من الفواكه والخضار.

ويستوردُ التجارُ من دول الخارج كمية كبيرة من لب المانجو؛ الأمر الذي يهدر الكثير من العملة الصعبة، ويضعف السوق المحلي لمنتج المانجو بحسب ما يؤكّـده حامد الزيادي، مسؤول جناح شركة ميكو التابع للمؤسّسة الاقتصادية اليمنية.

وأوضح الزيادي أن لدى المؤسّسة الاقتصادية اليمنية توجّـهاً نحو استيعاب مزارع المانجو، وتصنيع منها لب المانجو المحلي؛ وذلك لتشجيع المزارعين والإسهام في الحفاظ على الاقتصاد الوطني، مبينًا أن شركة ميكو تقوم بتصنيع لب المانجو وذلك من خلال المانجو الطبيعي بنسبة 99 % بالإضافة إلى بعض المواد الحافظة، وأن العديد من التجار الكبار والشركات يقومون بأخذ منتجات شركة ميكو المحلية لجودتها العالية.

ويواجه مزارعو المانجو العديد من الإشكاليات والمعوقات التي تسهم في الحد من زراعة المانجو، والعزوف عن زراعتها بحسب ما يوضحه عبده جيلان زاهر -رئيس جمعية المغلاف بمحافظة الحديدة.

وأكّـد زاهر أن مديريته تعاني من وعورة الطرقات، وندرة السدود والحواجز المائية، داعياً الدولة للاهتمام بالمديرية من خلال توفير بنى زراعية تسهم في تحقيق الاكتفاء الذاتي.

وعن أنواع فاكهة المانجو يوضح زاهر أن لفاكهة المانجو عشرة أنواع:- أبرزها (السوداني والقشطة وقلب الثور والأميرة والشيلة والتيمور وغيرها من الأنواع).

بدوره يؤكّـد مدير وحدة المشاريع بالاتّحاد التعاوني الزراعي بكيل طاهر، أن منع تصدير المانجو للخارج تسبب في ركود المنتج محلياً وتدني أسعار المنتج.

وأوضح أن الاتّحاد التعاوني الزراعي يقوم بتنمية الجمعيات الزراعية وتنظيم العمل بين المزارعين والجمعيات والتجار وكذا السعي لإيجاد أسواق محلية ودولية لتسويق المنتجات الزراعية اليمنية بمختلف أنواعها، منوِّهًا إلى أن سيطرة مرتزِقة العدوان على أجزاء من البلد وتداخل التخصصات تسبب في تهميش التسويق للمنتجات الزراعية في الداخل والخارج، مبينًا أن تحالف العدوان ومرتزِقة يستخدمون الحرب الاقتصادية ضد الشعب اليمني؛ وذلك للحد من تحقيق الاكتفاء الذاتي للبلد، مؤكّـداً أن هناك توجّـهات وخططاً مستقبلية تسهم في حَـلّ تلك الإشكاليات.

ويمارس مرتزِقة العدوان في المناطق المحتلّة ضغوطاً كبيرة على العاملين في الجانب الاقتصادي بشقيه الزراعي والصناعي.

ويؤكّـد وسيم العسيري مسؤول جناح شركة ثمار تهامة، أن مرتزِقة العدوان السعوديّ يقومون بعرقلة البضائع التابعة للشركة أثناء مرورها من المناطق المحتلّة بغرض تصديرها للخارج، موضحًا أن عرقلة المرتزِقة للمنتجات وتأخيرها يسهم في كساد البضائع، الأمر الذي يجعلها غير قابلة للبيع في الأسواق الخارجية، ما يتسبب في خسائر اقتصادية كبيرة للشركة.

 

مشاركة واسعة:

وشارك في المهرجان الوطني الأول للمانجو اليمنيّ عشرات الجمعيات التعاونية الزراعية في منطقة تهامة، بحسب ما يؤكّـده الأمين العام للاتّحاد التعاوني الزراعي محمد القحوم.

وأوضح القحوم أن المهرجان يهدف للترويج لفاكهة المانجو والربط بين المزارعين والجمعيات الزراعية وغيرهم من التجار والمستثمرين في ذات القطاع.

بدوره أكّـد محمد قطران، وكيل وزارة التجارة والصناعة لقطاع التجارة الداخلية، أن الوزارة نفذت نزولاً ميدانيًّا لمزارع المانجو، فور تدهور أسعار المانجو، وقامت بالتنسيق بين مجمع باجل الصناعي وغيره من المصانع المحلية المتواجدة بالحديدة كمصنع درهم ومصنع نانا ومصنع رواب.

وأوضح قطران أن الوزارة عقدت العديد من اللقاءات والتي خرجت باتّفاق رسمي يقضي بقيام مجمع باجل الصناعي بشراء كميات وفيرة جِـدًّا من المانجو وتحويلها للب المانجو ثم توزيعها للمصانع المحلية.

وتعتبر مؤسّسة بنيان من أبرز المشاركين في المهرجان، حَيثُ شاركت فيه عشرون أُسرةً من الأسر التي تؤهلها المؤسّسة في مجال الصناعات التحويلية والغذائية بحسب ما يوضحه ماجد الجمالي، ممثل مؤسّسة بنيان في محافظة صنعاء.

من جهته يقول سفير الصري، مدير مكتب وحدة المبادرات الزراعية والسمكية بأمانة العاصمة: “يعتبر إقامة المهرجانات التسويقية للمنتجات الزراعية والسمكية من أبرز المشاريع ومن صميم المشاريع التي تقوم بها وحدة تمويل المبادرات الزراعية والسمكية بأمانة العاصمة”.

ويضيف الصري: “وحدة تمويل المبادرات تقوم بتنفيذ العديد من المبادرات والمشاريع التسويقية للمنتجات الزراعية والسمكية، موضحًا أن هناك خططاً لتنفيذ مهرجانات تسويقية عديدة للمنتجات الزراعية”.

ويتضمن المهرجان فعاليات وأنشطة ثقافية وتراثية، ومسرحيات هادفة، ومسابقات وجوائز عينية ونقدية، بالإضافة إلى أوراق عمل علمية يقدمها نخبة من الأكاديميين والخبراء والمختصين الزراعيين.

ويشارك في فعاليات المهرجان أكثر من 120 جهة تشمل المصدِّرين والجمعيات الزراعية، ووكلاء محليين، بالإضافة إلى كبار المزارعين، وجمعيات تسويقية، وقرابة 30 من الأسر المنتجة التي تستخدم المواد الخام المحلية، إلى جانب منتجات محلية منها العسل والبن والحبوب المحلية.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com