منطلقاتُ الصرخة والمشروع القرآني

يحيى صلاح الدين

عندما شخَّصَ الشهيدُ القائد حسين بدرالدين الحوثي -رِضْـوَانُ اللهِ عَلَيْـهِ- واقع اليمن الذي كانت السفارة الأمريكية في صنعاء صاحبة النفود الأول وتتدخل في كُـلّ شيء، الجانب التعليمي والسياسي والقضائي، وكان البلد معرضاً للاحتلال الأمريكي، وقام أَيْـضاً بتشخيص واقع الأُمَّــة بشكل عام، مع الأخذ بعين الاعتبار لمظلومية الشعب الفلسطيني، وجد أننا نعيش مرحلة خطيرة جِـدًّا، وَأن الأُمَّــة تعيش أوضاعاً مهينة وضعفاً وذلاً، وموقعها تحت أقدام من ضرب الله عليهم الذلة والخزي اليهود والنصارى، وأن واقعنا أمام الله خطير جِـدًّا في الدنيا والآخرة.

ووجد أن الأُمَّــة وقعت في ضلال كبير حول نظرتهم لأعداء الأُمَّــة الأزليين اليهود، الذين حذر الله منهم في كتابه الكريم، ولا بُـدَّ أن نعمل على أن تترسخ في نفوسنا أننا أُمَّـة مستهدفة، وأن المسلمين تدور حولهم رحى مؤامرات اليهود وأمريكا الخبيثة.

 

منطلق إيماني قرآني:

كان المنطلق الأول للشهيد القائد حسين بدرالدين الحوثي، في تحَرّكه إيمانياً قرآنياً، وبدأت المسيرة بإحياء المشروع القرآني بدعوة الأُمَّــة للعودة إليه كمرجع أعلى، بعيدًا عن المذهبية والحزبية ورفع شعار (الصرخة) المعروف “الله أكبر، الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود، النصر للإسلام” استشعر الشهيد القائد المسؤولية وضرورة ووجوب التصدي للظلم والطغاة والمستكبرين، مهما كانت البداية فيها بالتضحيات الجسام، إلَّا أن المشروع يمثل السبيل الوحيد لخروج الأُمَّــة من النفق المظلم الذي تعيشه، وكان من أوائل الشهداء في هذه المسيرة القرآنية المباركة، بسلام الله عليه وعلى بقية الشهداء العظماء.

 

كسر حاجز الخوف:

المنطلق الآخر للصرخة هو ضرورة كسر حاجز الخوف، حَيثُ إن أمريكا سعت لممارسة الإرهاب وتخويف الشعوب، رافق ذلك انقضاض أمريكي غربي للسيطرة على ثروات الشعوب، وتغيير ثقافتها وهُــوِيَّتها الإيمانية، ومع هكذا حالة خطيرة، ومع غياب أي دور للأنظمة الحاكمة لحماية شعوبها، بل على العكس الحاصل كان هو استسلام الأنظمة لرغبات أمريكا، مع استعدادها لاعتقال أية شخصية تطلبها أمريكا.

 

غياب المشروع التحرّري:

كان لا بُـدَّ من إيجاد مشروع تحرّري لأمتنا يستطيع الوقوف بوجه المشروع الأمريكي الصهيوني، الذي يحمل أنشطة عدوانية ضد المسلمين بشكل معلن، ولديه الأطماع الواسعة لنهب خيرات وثروات أمتنا، ولا يوجد غنى أَو أي بديل للأُمَّـة عنه، خَاصَّة في ظل وجود أنظمة خانعة وعميلة تسعى لاسترضاء الأمريكي، ولا تهتم بمصير شعوبها، لذلك كان لا بُـدَّ من مشروع قرآني يتصدى لكل ذلك، وأن يتمكّن من مواجهة التضليل وزيف اليهود والغرب الكافر.

شعار الصرخة الذي على كُـلّ الشعوب المسلمة وكلّ الأحرار في العالم رفعه:

(الله أكبر، الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود، النصر للإسلام).

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com