موقفُ الجمهورية الإسلامية الإيرانية
عبدالخالق القاسمي
سيذكر التاريخ أن إيران بعد الثورة الإسلامية أصبحت ذخرا للمسلمين وعونا لهم، وأنها دعمت القضية الفلسطينية دعما غير محدود، بداية باتِّخاذ العداء لـ “إسرائيل” موقفا رسميًّا للبلاد، وبتخصيص يوم الجمعة، الأخيرة من رمضان يوماً للقدس العالمي، وبالعمل الإعلامي الدؤوب لصالح القضية الفلسطينية، وبالمقاطعة الاقتصادية للمنتجات الصهيونية، وحتى بدعم فصائل المقاومة الفلسطينية بالسلاح بل وبتكنلوجيا صناعة السلاح كما أكّـد الكثير من قادة فصائل المقاومة الفلسطينية، أَيْـضاً بالتخطيط المسبق لمواجهة أي اعتداء صهيوني ومن ذلك على سبيل المثال حفر الأنفاق كما قال أحد ممثلي حماس في لبنان أن فكرةَ الأنفاقِ والمباشرةَ في العمل على ضوء الفكرة يَرجع الفضل فيها بعد الله إلى قائد فيلق القدس في الحرس الثوري سابقًا الشهيد الحاج قاسم سليماني والشهيد اللبناني عماد مغنية.
وسيذكر التاريخ بأن إيران في ظل الصمت العربي والإسلامي المطبق تجاه أحداث غزة وعملية (طوفان الأقصى) تهاجم “إسرائيل” إعلاميا وتناصر فصائل المقاومة الفلسطينية علنا وتؤيد قراراتهم، وسيذكر التاريخ أن إيران نظمت العديدَ من التظاهرات في الجمهورية الإسلامية نصرة لأبناء غزة في حين يُمنع ذلك في دولٍ عربية وإسلامية ويُقتاد الكثير من الشباب إلى السجون في الأردن وتركيا، وهذا رأيناه في الإعلام، حَيثُ ألقت الشرطة الأردنية ومثلها التركية القبض على عدد من المتظاهرين؛ مِن أجلِ غزة، وخرج تصريح عن الأمير السعوديّ بن سلمان نقلته قناة الجزيرة معتبرًا الخروج في الأردن من مسببات إقلاق الأمن والسكينة وأكّـد أنه مع النظام الأردني في فرض الأمن، على اعتبار التضامن مع غزة عملا خاطئا مقلقا للسكينة العامة، هذا كما يذكر وكما هو ظاهر يمنع في السعوديّة حتى التضامن الفردي الصادق والجاد مع أبناء غزةَ وفصائلَ المقاومةِ الفلسطينية في مواقع التواصل الاجتماعي والإعلام السعوديّ، بل يتخذون موقفا من فصائل المقاومة الفلسطينية ويهاجمونها ويتبنون وجهة النظر الصهيونية.
وسيذكر التاريخ أن “إسرائيل” استهدفت قنصلية إيران في سوريا واغتالت أحد المتهمين لديها بإدخَال السلاح إلى الفلسطينيين، ولأن إيران دولة مؤسّسات وأحزاب وفيها الكثير من المتربصين والحاقدين وغير المسلمين تم اختيار الوقت المناسب للرد على جرائم الصهاينة في غزة، وعلى هذا الأَسَاس نؤكّـد بأن الرد على استهداف القنصلية الإيرانية واستهداف القنصليةِ أَسَاساً مرتبطٌ بالقضية الفلسطينية، وذلك الرد الإيراني المرعب على “إسرائيل” كما يقول الناطق باسم القسام قد أربك حسابات الصهاينة؛ وكان الرد الإيراني في صالح الفلسطينيين، حَيثُ توقف الطيران الحربي والاستطلاعي الصهيوني عن التحليق فوق أجواء غزة ولأول مرة بعد الطوفان.
وحلقت الطائرات المسيرة والصواريخ الإيرانية فوق الكنيست الإسرائيلي واستهدفت أهم القواعد الصهيونية التي تقلع منها طائرات الإف16 والإف35، والكثير من الصواريخ الإيرانية قد وصلت إلى أهدافها ورصدت لحظات الاستهداف لعدد من الصواريخ، من غير الصواريخ التي وصلت ولم يتم تصويرها؛ مع العلم بأن العدوّ يتكتم على الخسائر من قبل ومن بعد حفاظا على ما تبقى من نفسيات الصهاينة الذين يخرجون مرارا وتكرارا في مظاهرات غاضبة ضد حكومة نتنياهو؛
هذا فضلا عن الاستيلاء على سفينة إسرائيلية من قبل البحرية الإيرانية.
ورغم كُـلّ هذه المواقف المشرفة التي تحسب لإيران تجد بعض المغفلين والحاقدين يحولون العداء تجاه إيران بدلا من “إسرائيل” وهذا من عجائب النفاق.
فسلام الله على إيران وعلى القيادة الإيرانية ألف سلام.