الصـرخـةُ مـوقفٌ ديـني ليس حزبياً أَو طائفياً

 

إلـهام الأبيض

مرت حُقبـة من الزمن والصمـت يسـود، وغمامة سوداءُ قاتمةٌ على أعين الأُمَّــة العربية والإسلاميـة، فتم تكميم الأفواه أمام الحقائق، واعترى الزيف والجمود ملامح كُـلّ البشر الخانعة، واليوم تُكشف الأقنعة عن الكثير، فأصبح شـعار الصرخة عملية لإيقاظ الأُمَّــة من حالة الغفلة وحالة السُبات التي كانت تعيش فيها، ويعتبر الشعار من مصاديق قول الله تعالى: “وَقُلْ لَهُمْ فِي أنفسهِمْ قَوْلًا بَلِيغًا”.

الله أكبر-الموت لأمريكا -الموت لإسرائيل -اللعنة على اليهود –النصر للإسلام.

كلمات هامة ولها أثر كبير، وعندما نهتف بهذا الشعار يترافق معه توعية كاملة تقوم على أَسَاس أن منابع الشر وجذور الفساد في الأرض هي الإرهاب لعباد الله والظلم والقهر والإذلال للبشرية كلها، أُولئك الذين لعنهم الله في القرآن الكريم اليهود والنصارى من أمريكا و”إسرائيل” وكل من يدور في فلكهم.

لقد وجه الشعار بُوصلة العداء لأعداء الأُمَّــة الحقيقيين، على الرغم من عدم قبول البعض لهذا الشعار نتيجة لليأس والإحباط والهزيمة النفسية التي تحكمت وتعمقت في نفوس الكثير من أبناء الأُمَّــة للأسف؛ بسَببِ التدجين الممنهج لعقول الأُمَّــة وسياستها وثقافاتها المغلوطة.

المشروع القرآني الذي تجسد في أحرف هذا الشعار النابع من وحي الإرادَة والعزيمة لتغيير مسار الأُمَّــة نحو طريق مشرق يضيئ بثقافة القرآن ومعرفة سلبيات من يدعون الحفاظ على الدين، وَيركز في طياته على خطوات عملية واسعة في نشاطه لتكوين أُمَّـة قرآنيـة تحمـل المشروع القرآنـي والروحية القرآنية.

لقد حقّق الشعار لنا الارتقاء إلى مستوى الاستعداد لأية مواجهة والاستعداد لتقديم النفس في سبيل الله سبحانه وتعالى، وبذل المال وتقديم كُـلّ غالٍ ونفيس، وعمل على تهيئتنا إلى موقف الصدع بالحق والبراءة من المستكبرين والمباينة للطغاة والظالمين، ثم تهيئتنا إلى مستوى أكبر وأعظم، وانتقال من مرحلة إعلان الشعار لفظاً وصرخة إلى مواقف عملية في ميدان المواجهة لأعداء الأُمَّــة، ومن مرحلة التحرّر النفسي من العبودية والتبعية لأولياء الشيطان إلى مرحلة الدفاع والهجوم على مستوى الفرد إلى مستوى المجتمع والأمــة والعالم بأكمله؛ فكان مشروعاً حكيماً ارتقى بالأمة نفسياً وتربوياً، حقّق نقلة في النفوس وفي الواقع العربي والدولي العالمي.

لقد قدم الشعار ثقافة ترسخ فينا الثقة بالله والاعتماد على الله والإيمان بأن الله هو الأكبر في هذا الوجود بكله، وإرادَة تحَرّكنا في واقع الحياة، وفي مواجهة هذا التحدي بمعونة الله وبنصره وتأييده في واقع الحياة وفي مواجهة هذه التحديات والأخطار نتيجة للحرب الإعلامية والتضليلية التي تسعى إلى تدجين الأُمَّــة، ولقد كشف الشعار حقيقتهم كاملة، أنه لا حرية لديهم ولا ديمقراطية ولا حقوق للإنسان في منهجهم ولا ممارساتهم ولا تصرفاتهم ولا سياساتهم أبداً، ليست سوى تصريحات رنانة يخطفون عقول الناس بها، فلا يفقهون لمكرهم حديثاً ولا يكشفون لوجوههم زيفاً.

وهنا ثبت يقيننا أن الشــعار لا بُـدَّ منــه فـي تحقـيق النـصر، وهو مبتدأُ المشروع والثورة مبدأه، وخبرُه النصر في ميدان المواجهة.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com