الدوراتُ الصيفية.. إقبالٌ كبيرٌ فاقَ التوقعات ومخرجات تؤكّـد أهميتَها
عبدالسلام غالب العامري
الاستغلال السلبي للعطلة يتحول إلى بؤرة لنشوء ظواهر سلبية، في السلوكيات، في التصرفات، في الأخلاق، في الأعمال؛ نتيجة الفراغ، نتيجة لقرناء السوء في بعض الحالات، دون توفر برنامج مدروس ومفيد، فهذه مسألة مهمَّة لدى الدولة وأولياء الأمور، والإسلام يربينا على أن نعطي الوقت قيمته، وأن ندرك أَيْـضاً فرصة العمر، وأن نُقَدِّر كُـلّ مرحلة من مراحل العمر، التي ستنقضي، ومنها هذه المرحلة التي تستحق أن نطلق عليها أنها مرحلة ذهبية.
الدورات الصيفية هي وسيلة لبناء مؤهلات أكاديمية قيمة خلال العطلة الصيفية، تقدم الجامعات والمدارس في جميع أنحاء العالم دورات صيفية للطلاب المتقدمين بالتعليم الثانوي والجامعي بدوام كامل، الذين يرغبون تقديم مشاريعهم وبراءة اختراعهم المختلفة؛ لكي يتم تقييمها وتسجيلها في براءة الاختراع، والطلاب الجدد الذين يبحثون عن فرصة تعليمية، هناك دورات صيفية في وقت أقصر وأسهل توفر لهم الوقت والجهد.
يوفر هذا المسار فرصة لتطوير الطلبة الموهوبين وصقل وتنمية مهاراتهم؛ لتلبية احتياجات المجتمع لهذه الخبرات، لكي تعود بالنفع والفائدة، وبعدها تتولى الدولة هذه المشاريع والاختراعات وتقوم في تقديم الدعم المادي لهذه المشاريع والاختراعات.
وهذا يؤكّـد على أهميّة الوعي المجتمعي بالدفع بالأبناء للالتحاق بالدورات الصيفية، التي تتبنى قدرات وإبداعات الطلبة، وتنمي مداركهم ومهاراتهم في مختلف المجالات، وتعملُ على تسليحهم بثقافة القرآن والهُــوِيَّة الإيمانية، ليكونوا قادرين على مواجهة أية مخاطر تستهدف الأُمَّــة.
الدورات الصيفية عبارة عن دورات مليئة بالمرح وتعتمد على قيام الطلاب بتنفيذ المشاريع، دوراتنا مصممة لتتمحور حول القصص الممتعة والألعاب والأنشطة الإبداعية التي من شأنها إلهام طفلك وتحسين لغته العربية وَالإنجليزية وبناء ثقته بنفسه، بنهاية الدورة سيقدم الأطفال عرضاً ممتعاً لتعريف أولياء أمورهم عن ما قاموا به خلال الدورة.
بالإضافة إلى كُـلّ هذه الأنشطة التقليدية، تبحث الأُمهات عن أنشطة صيفية للأطفال جديدة يستطيع بها الطفل الاستفادة من الإجازة وتنمية مهارات الطفل جسدياً، عقلياً وعاطفياً، وزيادة قدرته على مواكبة تحديات المستقبل.
وتؤكّـد العديد من الدراسات الإحصائية على قضاء الكثير من الأطفال معظم أوقاتهم في مشاهدة شاشات التلفاز، أَو باستخدام الإنترنت عن طريق الأجهزة الإلكترونية والخلوية؛ لذلك تقع المسؤولية خلال فترة العطلة الصيفية على الآباء في استغلال الوقت لأطفالهم استغلالاً مثالياً ومفيداً، وفي هذا المقال سوف نبيِّن لكم أعزاءنا الآباء أهميّة الأنشطة الصيفية للأطفال ودورها في تنمية مهارات الطفل وقدراته، وعدد من الأنشطة التي يمكنكم تطبيقها مع أطفالكم؛ لذا تابعوا معنا في السطور القليلة القادمة.
تساهم الأنشطة الصيفية للطلبة مساهمةً كبيرةً في منحه فوائد نفسية وجسدية وعاطفية كبيرة، ومن أهم هذه الفوائد نذكر لكم ما يلي:
تحدُّ الأنشطة الصيفية من الطاقة السلبية للطفل، من خلال الرحلات، أَو الحفلات، أَو الأنشطة التطوعية، واختلاطه بالآخرين وغيرها من الأعمال.
تُفرِّغ الأنشطة الصيفية الضغوط النفسية، التي قد يعاني منها خلال السنة الدراسية، وتُحفِّز طاقته الإيجابية وتُجددها، الأمر الذي يساهم مساهمةً كبيرةً في مساعدته على تحقيق المزيد من النجاحات والتفوُّق.
تساعد الأنشطة الصيفية للطفل على تنمية مهارات التواصل الاجتماعي لديه، وتُجنِّبه الوقوع في العزلة الاجتماعية والوحدة.
تُعزز الأنشطة الصيفية لدى الطفل القيم الأخلاقية وحب الخير، ومبدأ العمل الجماعي بقلبٍ واحد، واحترام أراء الآخرين من خلال الأنشطة التعاونية والعمل التطوعي.
تعزز الأنشطة الصيفية روح القيادة لدى الطفل من خلال مشاركته في المخيَّمات الصيفية، وأنشطة النوادي والتدريب على الدورات القتالية وَحمل السلاح بحيث يكون قادرًا على حماية نفسه ووطنه من أي عدوان متربص بالبلد.