الوَحدةُ اليمنية.. إرادَةُ شعب وإلهامُ أُمَّـة
طارق مصطفى سلَّام*
في ذكرى مايو والوحدة المباركة يتبادرُ إلى الأذهان المشروعُ الصهيو أمريكي بريطاني، الذي يُعَدُّ من قبل أعداء الأُمَّــة لتقسيم اليمن إلى إقليم شمالي وآخر جنوبي، يشرع فيه التشظي والترهيب وتهيمن عليه قوى الإرهاب والتصهيُن؛ بما يحقّق أطماع الغزاة والمحتلّين.
لم ولن تكون الوحدة اليمنية بسلبياتها وإيجابياتها مزاداً لحزب أَو طرف أَو فصيل بذاته يبيع ويشتري بها متى ما أراد، ولا يمكن أن تكون تلك الدماء الزكية التي سقطت في سبيل ذلك لوحة إعلانية يراد منها تحصيل حاصل أَو اكتساب منافع وهمية على حساب تضحيات الأبطال في سبيل تحقيق الوحدة المباركة والقضاء على كُـلّ وسائل التشطير والانقسام.
الوحدة اليمنية هي الضمان الثابت والسبيل الوحيد لوجود استقرار وازدهار في البلدان والمجتمعات، ولا يمكن لقوى منتفعة أَو باغية أن تتحكم في مصير شعب بأكمله، وتسعى إلى فرض إرادتها ورغباتها لتحقيق أهداف قوى خارجية وزعزعة الأمن والاستقرار في بلدانها لتنتفع بذلك دول أُخرى وتستحوذ على مقدراتها ومكتسباتها، وما يحدث الآن في عدن والمحافظات المحتلّة من تواجد أجندة خارجية تحت مسميات مختلفة تسيطر وتتحكم بحياة الناس ومعيشتهم تحت غطاء ودعم خارجي مَـا هو إلَّا غيض من فيض وقطرة في بحر.
إننا اليوم أمام تحديات كبيرة وغاية في التعقيد تتطلب منا إيجاد الرؤى والحلول الرادعة وَالمناسبة لانتزاع الإرادَة المسلوبة والحقوق المنهوبة، التي يرى فيها المحتلّ حقاً مشروعاً وواجباً وطنياً اختص بها دون أصحاب الحق، الذين يعانون فيها الأمرَّين ويفتقدون لأبسط الحقوق والواجبات التي تتحلى بها الشعوب والمجتمعات الحرة، ناهيك عن حجم الدمار والنهب والسلب الذي تمارسه تلك القوى الإجرامية في المحافظات المحتلّة، وسياسة التقسيم والانفصال الذي يراد تحقيقها لتمرير تلك الجرائم دون حساب أَو رقيب؛ بما يضمن لها المضي في استكمال مشروعها المزعوم.
إن الوحدة اليمنية وُجِدَت لتبقى وستظل مكسباً وطنياً سَطَّرَ ملاحِمَه الأبطالُ؛ كونها جاءت عن إرادَة شعبيّة راسخة وليس قراراً فردياً؛ وهو ما جعلها اليوم مَطْمَعاً لتلك القوى الاستكبارية والإقليمية المتصهينة، والتي تسعى أن تنال من الجسد اليمني الموحَّد وتزرَع بذور التفرقة والانقسام بين أفراد الشعب الواحد.
* محافظ محافظة عدن.