لا خطوطَ حمراء
أم الحسن الوشلي
إن القدوم الإسرائيلي على فتح ميدان في رفح هو قدوم على كشف الخسارة والهزائم التي يخفونها هم بالبحث عن النصر الزائف؛ فهزائمهم متتالية وكل هزيمة جديدة تظهر بشكل أفضح وأقبح، وهذا ما قد سطره التاريخ منذ بداية (طوفان الأقصى) وما نفعتهم لا أمريكا ولا بريطانيا ولا كُـلّ من تحالف معهم فبعد كُـلّ تلك التجهيزات الأمريكية للتحالف في البحر الأحمر كان الفشل الذريع هو حليفهم وكان اليمن له الدور الأبرز في إفشال هذه المخطّطات ضد الأمة الإسلامية وعلى مقدمتها الأقصى الشريف؛ فالحرب دينية، وسفك كُـلّ هذه الدماء هو اعتداء على القوانين الإسلامية والمقدسات والنواميس لدى المسلمين والمفروضة من الله عز وجل، ومن هذا المطلق كان قد صرخ الشهيد القائد السيد حسين بن بدر الدين الحوثي، بما أمر به الله سبحانه وتعالى، وكان شعار الحرية هو الصرخة في وجه المستكبرين والبراءة من أعداء الله.
أصبح هذا الشعار كاشفًا للحقائق وقاذفًا للرعب في قلوب الذين كفروا ورافعاً لكلمة الله وهادياً إلى النصر المحتوم، وقد ربطه اليمن بقواته المسلحة وبكل عُدته وعتاده سواءً من الأسلحة الحديدية أَو من الشعب الهادر والجيل الصاعد بثقافة القرآن في المدارس الصيفية اليمانية التي هي حديث العالم وهمّ الغرب الكافر وكابوسه الأكبر.
إن لليمن في هذه الحقبة الزمنية المعاصرة تاريخاً مشرفًا وعظيمًا ومبهرًا.
وحين أعلنت القوات المسلحة اليمني دخولها حيز تنفيذ المرحلة الرابعة من التصعيد أثبتت أن اليمن في جعبته الكثير من المفاجآت والمديات البعيدة التي تصل إلى ما خلف وأبعد من البحر الأبيض المتوسط.
وهذا سهلٌ جِـدًّا بالنسبة لليمن الذي كُـلّ ما أعلن عن مرحلة جديده تكون أقوى وأبعد في المدى وأدق في الوصول وأشد على العدوّ بالوجع والخسائر، وهذا ما شهده العالم وذاقه العدوّ من مقدمات اليمن؛ كما أن القوات المسلحة اليمنية كُـلّ ما أعلنت عن مرحلة تصعيد جديدة كُـلّ ما كانت أشد بأساً من ما سبقها من المراحل التي لم تكن إسرائيل تتوقعها.
يمكننا القول بأن اليمن اليوم أصبح أشجع بلدٍ عربي في مواجهة الولايات المتحدة والأنظمة الغربية العبرية في الهوى والهوية، وفي كشف مجلس الأمن والأمم المتحدة وكل المسميات المنتمية لأمريكا واللوبي الصهيوني؛ اليمن اليوم يتحدى من يسمون أنفسهم بالدول العظماء ولا يسمح بالعبور لأية سفينة متعلقة بالإسرائيليين أَو بإلقاء الضرر على شعب فلسطين، بل ويقوم بمساندة فلسطين بكل ما أُعطي من جهود، ويشاهد العالم في كُـلّ أسبوع خطابات السيد القائد في اليمن وهو يعي وبعمق عن حَقيقة جذور هذا الصراع وبكل دقة يرشد إلى كيفية إرجاع الأراضي المقدسة وكيفية الحفاض على الأوطان المرسوم عليها من قبل الأمريكيين وحلفائهم، ومن هنا يخرج الملايين من أبناء الشعب اليمني أسبوعياً وفي كُـلّ جمعة بلا كلل أَو ملل ليطالب بفك الحصار عن غزة ويعلن عن مساندته الحقيقية بالمال والرجال والسلاح والموقف الداعم، وبتقديم الدماء والأرواح فداءً لنصرة فلسطين ومساندةً للأهل في فلسطين، وعداءً لأعداء الله ورسوله وأعداء الإسلام والمسلمين.
كما أن المقاطعة الاقتصادية التي اتخذها الشعب اليمني وإصراره وعزمه وتحديه للغرب الكافر بكل هذه الجدارة رغم ما يعانيه نصر بحد ذاته.
فبعد كُـلّ هذا الإقدام وبعد كُـلّ هذه الانتصارات هل ما زال عند دول الغرب الكافر مُجَـرّد بصيص أمل أَو اعتقاد بأن الاعتداء على رفح سيمر مرور الكرام؟
لن يكون الأمر سهلًا بالنسبة للمعتدين بعد أن حذرهم اليمن من ذلك.
تماماً مثل ما فشل تحالفهم وما استطاعوا أن يعبروا البحر ولا أنجزوا سوى انهيار اقتصادهم وترساناتهم، لم ينجزوا سوى أن جعلوا صف محور مقاومة الأحرار يتوحد ويزداد تماسكاً وإسناداً كتفاً بكتف، وفتحوا الفرصة لليمن لكشف حقائقهم وهزمهم وتطوير ترسانة الوطن العسكرية واختبارها في بوارجهم على البحر سواء قَرُبَ أَم بَعُدَ، وحتى على موانئ فلسطين فإنها ستكون هدفاً لليمن هذا هو المحصول من إنجازات الحرب الشعواء التي يخوضونها نحو تهديد الملاحة البحرية وإشعال النار في المنطقة.
اليوم لا خطوط حمراء، ولن يُنجزوا سوى الخسائر والفضائح والتاريخ المخزي والمهين لهم، بالإضافة إلى أن ثأر اليمن ما زال على الرف ينتظرهم.