الحربُ الناعمة والهواتفُ الذكية
لؤي زيد بن علي الموشكي
الهواتف الذكية (تمكّن مستخدميها من استخدام مختلف أنواع التطبيقات، واستخدام الإنترنت، بالإضافة إلى بقية الخدمات الهاتفية التي نعرفها جميعاً).
فـالهواتف الذكية اخترقت كُـلّ البيوت وغدت أهم وسيلة للتواصل (الاتصال والمراسلات) والتسلية وبديلة عن التلفاز، إلى أن صرنا نشاهد في الفترة الأخيرة طفلاً بعمر سنتين أَو ثلاث سنين بيده هاتف متطور يلعب به!
الهواتف الذكية الخطر الأشد والأكثر فتكاً: لماذا؟؟
لأن من خلالها يكون التجول بلا قيود وبلا حدود وفي كُـلّ الأوقات وفي كُـلّ المجالات.. لمشاهدة أفلام ومسلسلات أجنبية، ألعاب مدمّـرة وعدوانية (البوبجي إحداها)، برامج دعائية فاسدة، إعلانات لها أهداف وأغراض خَاصَّة.
الهواتف الذكية لها دور في تهديد العادات والأنماط السائدة من خلال التأثر بأنماط وعادات لا تمت بصلة للمجتمع اليمني ابتداءً من ارتداء الملابس واتِّباع الموضات وتسريحات الشعر والبنطال الممزَّق (المشطوط) ووضع المكياج والأظافر، إلى آخره.
تهديد الهواتف الذكية للمنظومة الأخلاقية كيف؟؟ بمشاهدة الأفلام الأجنبية أَو الهندية وغيرها تتضمن مقاطع مخلة (إباحية) كذلك بمتابعة طرق عن الجرائم التي أوحت للكثير من المجرمين بأساليب شيطانية مبتكرة لارتكاب أفعال لا تليق بأصالة المجتمع اليمني وعاداته العظيمة، سنذكر مثالاً شائعاً وللأسف حصل، مثل الابتزاز الإلكتروني (الحصول على هاتف الفتاة سرقة أَو تذهب لإصلاحه عند أحد المبرمجين عديمي الشرف ويسترجع محذوفاتها ويأخذ نسخة منها أَو عبر إرسال رابط هكر للضحية يتم الوصول من خلاله إلى خصوصية الفتاة وغيرها من الأساليب القذرة الدنيئة) التي تم ممارستها بشكل خاص ضد الفتيات، وإجبارهن على دفع مبالغ أَو القيام بأعمال شيطانية تحت التهديد بالفضيحة (نشر صورها).
لا ننسى كذلك أن من آثار الهواتف الذكية تعريض العلاقات الأسرية للتصدع والانهيار، فلقد أحدثت الهواتف الذكية شرخاً كَبيراً في هذه العلاقات ووصل بعضها للطلاق؛ نتيجة إهمال الأب لعائلته أَو وقوع الزوجة ضحية للابتزاز بإحدى الطرق التي ذكرناها أعلاه أَو إغواء من شخص عرفته بالعالم الافتراضي (مواقع التواصل الاجتماعي).
في الختام يجب علينا جميعاً التمسك بالقرآن الكريم وقيم ومبادئ الدين الإسلامي الحنيف، كذلك يجب الحرص كُـلّ الحرص على متابعة أبنائنا من قبل الجهة المسؤولة في المنزل أَو الجامعة لا سِـيَّـما في ظل انتشار الهواتف الذكية وسهولة الوصول والدخول للإنترنت وصفحات التواصل الاجتماعي.
فيجب علينا جميعاً أن نكون عناصر فاعلة في مواجهة الحرب الناعمة، أن نحذر ونوعي بمخاطر الهواتف الذكية.