ذاكرة العدوان.. 19 مايو خلال 9 سنوات: استشهادُ وإصابةُ 5 مواطنين في قصف لطيران العدوان السعوديّ الأمريكي على صعدة و15 شهيداً وجريحاً في استهداف سيارتَينِ مدنيتين بإب

المسيرة – منصور البكالي:

واصل طيرانُ العدوان السعوديّ الأمريكي في مثلِ هذا اليوم 19 مايو خلال 9 سنوات، مسيرتَه في استهداف الشعب اليمني، بأبريائه، ومنازله، وطرقاته، ومزارعه.

وسجّلت خلال هذا اليوم الكثير من الجرائم، التي لا يمكن أن تسقط بالتقادم، ولن ينساها اليمنيون على الإطلاق.

وفيما يلي أبرز الجرائم في مثل هذا اليوم.

 

 19 مايو 2015.. شهيد و4 جرحى وتدمير أكثر من 15 منزلاً بصعدة:

في مثل هذا اليوم 19 مايو أيار من العام 2015م، استهدف طيرانُ العدوان السعوديّ الأمريكي منطقة رحبان في محافظة صعدة بـ 5 غارات جوية غاشمة.

أسفرت غارات العدوان عن شهيد، و4 جرحى من بيت الهاشمي، وتدمير 15 منزلاً فوق رؤوس ساكنيها، وحالة خوف وهلع في نفوس الأطفال، والنساء، وحالة نزوح جماعي من المنطقة.

في الساعة 12 ليلاً، حلق طيران العدوان كعادته فوق سماء محافظة صعدة وألقى حمولته القاتلة على منازل المواطنين الأثرية في منطقة رحبان، بـ 5 غارات دمّـرت المباني الترابية فوق رؤوس الأطفال والنساء والعجزة، وتم إجبارهم على التشرد دون مأوى.

هنا دمار شامل بحق منازل مكونة من طابقين إلى 5 طوابق، حَيثُ تم تسوية غالبيتها بالأرض، وحوَّلت القرية إلى ركام من التراب والخشب والأثاث والأدوات المنزلية.

أحد الجرحى من أسرة الهاشمي، وهو مضرج بالدماء على وجهه وكامل جسده يردّد بلسان الحال: “الله يتقبل منا هذا العطاء، حامداً لله، مثنياً عليه، ومتبعاً بقوله: “آل سعود إلى الزوال إن شاء الله، وبقوة الله سنزيل كبرياءهم ووحشيتهم، ونسأل الله الثبات، ولن نركع لآل سعود، ولن نركع إلا لله”.

لليوم الثاني لا يزال الدخان يتصاعد من تحت الركام، ومن كانوا ساكنين نائمين في حجرات وغرف منازل منطقة رحبان حولتهم الغارات إلى جرحى في المستشفيات، وآخرين يبحثون عن مكان آمن لتوديع أطفالهم ونسائهم، ويعودون للبحث عن مكتسباتهم ومقتنياتهم المدفونة تحت الركام.

هنا طفلة قدمت اليوم الثاني تبحث عن لعبتها، وعجوز تبحث عن أوقية من الذهب أورثتها لبناتها، وأُخرى، كان لها عقد ثمين، والكثير من الباحثين عن مدخراتهم من الغذاء، والمال، والأواني إن سلمت.

قرية كاملة لأكثر من 15 منزلاً حكمت عليهم غارات العدوان بالهجرة الجبرية نحو منطقة أُخرى في جبال صعدة وكهوفها.

مشهد مأساوي يكسر القلب، ويوقد الغضب ويحيي الجهاد في سبيل الله، فيتحَرّك الجموع صوب الجبهات، للذود عن أرضهم ودورهم ودمائهم المستباحة.

 

19 مايو 2015.. 15 شهيداً وجريحاً في استهداف سيارتين مدنيتين بإب:

في اليوم ذاته 19 مايو أيار من العام 2015م، استهدف طيران العدوان السعوديّ الأمريكي سيارتَينِ كان على متنهما مواطنون في الطريق العام بنقيل سمارة بمحافظة إب، وذلك بعدد 4 غارات جوية.

أسفرت غارات العدوان عن ارتقاء 9 شهداء و6 جرحى، كانوا في طريقهم نحو العاصمة صنعاء، حَيثُ أحرقت إحدى السيارات بمن عليها، وحالة من الخوف والهلع في صفوف المسافرين والمارين بمكان الجريمة.

جثث متفحمة، وأوصال متقطعة، وبقايا من حديد لحافلة نقل متوسط على قارعة الطريق العام، بنقيل سمارة، إضافة إلى سيارة غيرت الدماء المسفوكة لونها، وكاد سائقها أن يكون ضمن قائمة الشهداء والجرحى لولا أن الغارة كانت خلف السيارة، ووصلت شظاياها على أجساد من كانوا في الصندوق.

إحدى هاتين السيارتين “باص” أي حافلة ركاب، فيه عدد من أسطوانات الغاز المنزلي، تم احتراقه بمن عليه بالكامل، بغارات العدوان، فانفجرت أسطوانات الغاز التي كانت على متنه، ما ضاعف الجريمة، وزاد من وحشيتها.

 

19 مايو 2015.. استهداف المدينة القطرية بمنطقة فج عطان وجبل نقم بصنعاء:

وفي هذا اليوم 19 مايو أيار من العام 2015م، استهدف طيران العدوان السعوديّ الأمريكي المدينة القطرية في فج عطان وجبل نقم بالعاصمة اليمنية صنعاء.

أسفرت الغارات عن تدمير مخزن لشركة المقاولات العاملة في بناء المدينة، وإحراق الأرشيف، وعدد من الأدوات والمعدات، وغارة أُخرى على أحد هناجر مواد البناء، وحالة من الخوف والهلع بين سكان فج عطان.

فج عطان حوله العدوان إلى مكان لتجريب الأسلحة المحرمة دوليًّا.. هنا حفرة عملاقة، تغوص في الأرض أمتاراً، تعكس القدرة التدميرية والتفجيرية للسلاح المستخدم بحق الشعب اليمني، أُخرى أكثر عمقاً في الجهة المقابلة، وثالثة أوسع وأعمق لغارات سابقة.

استهداف المدينة القطرية ليس هو الأول، ولم يكن الأخير، بل سبقه ولحقه عدد من الجرائم المقصودة لتدمير الأحياء السكنية فوق رؤوس ساكنيها، خلال 9 سنوات من العدوان والحصار المُستمرّ على اليمن.

 

19 مايو 2015.. العدوان يستهدف جسراً بصعدة:

وفي اليوم ذاته 19 مايو أيار من العام ذاته أَيْـضاً، استهدف طيران العدوان جسر عبور مركبات بالطريق العام المؤدي إلى مدينة باقم الحدودية بمحافظة صعدة.

أسفرت غارات العدوان عن تدمير الجسر وإخراجه عن الخدمة، وإعاقة حركة السير، ودخول المواد الغذائية والدوائية إلى المديرية والمناطق المجاورة لها، ما ضاعف من معاناة المواطنين، وتسبب بحالة من الهلع والترقب بين المسافرين والتجار وسائقي الشاحنات والسيارات.

 

19 مايو 2016.. استشهاد امرأة بغارات على مزارع مواطنين بصعدة:

أما في 19 مايو في العام 2016م، فقد استهدف طيران العدوان الأمريكي السعوديّ مزارع المواطنين في منطقة آل بيان بمديرية سحار ومزرعة الشلبي بمدينة ضحيان بمديرية مجز.

أسفرت الغارات عن استشهاد امرأة، وتدمير محميات المزرعة، وتساقط الثمار وإتلاف أشجار الفاكهة، وتضرر المعدات الزراعية، وخطوط المياه، والمضخة، والتربة الخصبة، وحرمان العاملين في المزارع ومالكيها، من أرزاقهم، وثمرة الموسم، لعام كامل.

استهداف العدوان للمزارع هو استهداف ممنهج لقوت الناس، والاقتصاد اليمني، ومحاولة لمضاعفة المعاناة بين صفوف الشعب اليمني.

هنا أحد المزارعين يقول: “حرمونا من ثمرة عام كامل، ونحن مواطنون لا دخل لنا في الحرب، وهذا قوت أسرنا، وأسر العاملين معنا فيها، خسارتنا وأموالنا صارت في ليلة وضحاها لا شيء، أشجار التفاح أتلفت، وتكسرت والثمرة تساقطت، والتربة تسممت بالغارات والقنابل العنقودية، ولكن والله لن يركعونا، ولن يخضعونا، ولن يهزوا فينا شعرة”.

التفاح والرمان والخوخ اليمني لم يعد مُجَـرّد فاكهة في نظر العدوان وغاراته، بل أهداف عسكرية، واقتصادية ومدنية في آن واحد، تعكس مدى الحقد والبغض السعوديّ الأمريكي على اليمن.

 

 19 مايو 2017.. 12 شهيداً وجريحاً من أسرة واحدة في قصف مزرعة مواطن بحجّـة:

وفي مثل هذا اليوم 19 مايو أيار من العام 2017م، استهدف طيران العدوان السعوديّ الأمريكي مزرعة مواطن في منطقة الجر بمديرية عبس.

أسفرت الغارات عن 7 شهداء و5 جرحى، وخسائر مادية في الممتلكات.

7 أطفال، وسائق كانوا فوق حَرَّاثةٍ يحملون فاكهة المانجو اليمني الشهير، ويجنونها من الأشجار إلى السلال، وينقلونها إلى فوق شاحنة النقل، رصدهم العدوان تحت الأشجار، وبين صفوفها، فألقى حمولته الصاروخية على أجسادهم النحيلة، وطفولتهم البريئة، وحولهم إلى أشلاء متناثرة وقطع معلقة في عناقيد الثمار وأغصان الأشجار.

هنا جثة، وهناك أشلاء، وفي الأعلى من الشجرة جسد طفل بلا رأس، وذارع هنا وأُخرى هناك، ملابس متطايرة، ودماء مسفوكة، وبقايا صاروخ وشظايا أهلكت الحرث والنسل ووسائل الحراثة والري ومعداتها.

مشهد الجريمة لبقايا أسرة بينها نساء وأطفال تعكس الوجه القبيح للعدوان السعوديّ الأمريكي وتوغله في قتل البشرية واستهداف الإنسانية، بجريمة إبادة جماعية، محرمة في مختلف القوانين والشرائع السماوية والدولية.

وفي اليوم ذاته 19 مايو أيار من العام 2017م، بالمحافظة ذاتها، استهدف طيران العدوان السعوديّ الأمريكي شاحنة محملة بأحجار البناء بمنطقة بني حسن بمديرية عبس، وأسفرت عن 3 شهداء وجريحين.

المواطنون كانوا ينقلون أحجار البناء على شاحنة قلَّاب، فألقى طيران العدوان حمم حقده عليهم بصواريخ متفجرة حولت القلاب والسائق والعمال والأحجار إلى محرقة، وكومة لهب ونار.

 

19 مايو 2021.. جرح طفل إثر انفجار عنقودية في مديرية نهم بصنعاء:

وفي مثل هذا اليوم 19 مايو أيار من العام 2021م، انفجرت قنبلة عنقودية من مخلفات العدوان السعوديّ الأمريكي في مديرية نهم بمحافظة صنعاء.

أسفرت هذه الغارات عن جرح طفل، وحالة من الخوف والهلع في سكان المنطقة.

طفل في طريقه إلى المدرسة شاهد قنبلة عنقودية، وظن أنها لعبة، حَيثُ كانت الألوان تخادع ناظريه، ليقترب منها ويحاول أخذها بيده، فانفجرت، وحولت فرحته إلى أنين ودماء، وجراحات، وأسعف على إثرها إلى المستشفى.

الشظايا بصدره ويده، والألم والحزن يعتصر فؤاده وأسرته، ورفاقه ومحبيه.

 

19 مايو 2021.. طيران العدوان يستهدف قوارب الصيد في الحديدة:

وفي اليوم ذاته 19 مايو أيار من العام ذاته 2021م، استهدف طيران العدوان قوارب الصيادين في منطقة العرج بمحافظة الحديدة.

أسفرت الغارات الثلاث عن احتراق عدد من القوارب، وحالة من الخوف والهلع في نفوس الصيادين وأسرهم الخائفة عليهم، وقطع أرزاق مئات الأسر اليمنية المعتمدة على الصيد.

قوارب الصيد بمسمياتها المختلفة “خيبر، هواري، وغيرها” باتت أهدافاً لغارات العدوان السعوديّ الأمريكي، الذي دمّـر المئات منها، وقطع على أسر الصيادين أرزاقهم، وخلّف عشرات الشهداء والجرحى منهم.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com