النبأُ اليقين في القرآن العظيم
ق. حسين بن محمد المهدي
لقد أظهرت الصهيونيةُ اليهوديةُ التي تمسِكُ بمراكز القرار في أمريكا وأُورُوبا من الصلف والانحطاط والفساد اللاأخلاقي في اعتدائها على الشعب الفلسطيني ما تقشعر له الأبدان، ويستقذره بني الإنسان ولا عجب، فحينما تتعدى المدنية حدودها، وتخرج عن طورها، تنسى القيم والأخلاق وتكفر بها.
إنه في الوقت الذي تغافل الناس عن الظلم الواقع في فلسطين ظهرت المسيرة القرآنية كقوة ربانية لتؤيد الشعب الفلسطيني المظلوم بعزم قوي وإرادَة صُلبة وعاطفة جياشة زلزلت معاقل الكفر والطغيان، وظهر قائد المسيرة القرآنية السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي-حفظه الله- كأقوى زعيم عربي وإسلامي.
لقد أعادت المسيرة القرآنية للإنسان المسلم الثقة في وعد الله والثبات في وجه الصهيونية المعربدة في العالم فلا يأس ولا قنوط (وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلاَّ الضَّالُّونَ).
ترى فمن أين لهذه المسيرة هذه القوة؟
إنها قوة الإيمان والقرآن.
إنها القوة التي تجمع بين الدنيا والدين اقتدَاء بالنبي الكريم محمد -صلى الله عليه وآله وسلم-: (لَقَدْ كانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّـهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كانَ يَرْجُوا اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ)، قوة الإيمان أَسَاس للنجاح، وطريق إلى الفلاح.
لقد ظهرت قوة الإيمان والقرآن لتضرب رأس الشيطان الأكبر، بقوة إرادَة وعزم لا يلين.
إن العمل الذي يقوم به الإنسان بدافع الإخلاص ابتغاء مرضاة الله، وامتثالاً لأمره، يكون له الأثر الكبير، والعون من الخالق القدير (وَما رَمَيْتَ إذ رَمَيْتَ وَلكِنَّ اللَّهَ رَمى).
فقوة الإيمان بما أنزل في القرآن وبما وعد الله به هدى وفلاح (وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِما أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَما أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالآخرة هُمْ يُوقِنُونَ، أُولئك عَلى هُدىً مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولئك هُمُ الْمُفْلِحُونَ).
إنه التوكل على الله والإيمان به، والأخذ بالأسباب (أَلَيْسَ اللَّهُ بِكافٍ عَبْدَهُ) (وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ فَهُوَ حَسْبُهُ) (وَعَلَى اللَّـهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ).
إذا فهمنا ذلك فهمنا الحقيقة، وفهمنا سر تلك المواقف العظيمة الذي اتخذها قائد المسيرة القرآنية بعد أن أعلنت أمريكا وأُورُوبا عربدتها ومجيئها بأساطيلها الحربية إلى بحار المسلمين وهي تهدّد وترعد؛ فكان الرد عليها بالطائرات المسيّرة والصواريخ المجنحة، وما صاحبها من إعلان قائد المسيرة والقوات المسلحة اليمنية من التصدي لقوى الكفر والطغيان، وكانت الصرخة في وجوههم تزلزلهم، بينما تتمتع المسيرة القرآنية والقوات المسلحة اليمنية بالطمأنينة التي لا حد لها، والتي تجسدت في خطابات السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي، وبيانات القوات المسلحة.
فمن كان واثقاً بالله، معتزاً به، لا يهزه إرجاف المستكبرين (وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأحزاب قالُوا هذا ما وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَما زادَهُمْ إِلاَّ إِيماناً وَتَسْلِيماً) (الَّذِينَ قالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزادَهُمْ إِيماناً وَقالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ).
وفي القريب العاجل تتحرّر فلسطين بإذن الله.
فالتحية والتقدير والشكر الجزيل لقائد المسيرة القرآنية والقوات المسلحة اليمنية وللمجاهدين في فلسطين ولجميع المجاهدين وعلى رأسهم محور المقاومة –اليمن، لبنان، العراق، إيران، سوريا-.
العزة لله ولرسوله وللمؤمنين والخزي والهزيمة للكافرين والمنافقين، ولا نامت أعين الجبناء (وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ).