حاجةُ العرب في ظل مرحلة المتغيرات العالمية
فضل فارس
من خلال ما يقدمه القرآن الكريم من هدى ودروس وعبر، يخبرُنا الشهيدُ القائدُ -رِضْـوَانُ اللهِ عَلَيْـهِ- في نص مهم له، يتحدث فيه عن واقع كثير من الأعراب ممن انعزلوا وابتعدوا عن هدى الله الذي ينير الطريق لمن يمشون في إطار توجيهاته وهديه..
كيف أصبحوا متخبطين في الظلمات الدامسة.. في وحل الخطر المحدق بهم من قبل اليهود والنصارى، فيما يعبر عنه من نتاج تخاذلهم وانسلاخهم عن قيم الإيمان وصفات عباده المؤمنين، وذلك نتاج توليهم لليهود والنصارى بدعوى نهضة الإسلام والحضارة الإسلامية.
يقول الشهيد القائد بعد قول الله تعالى: {وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُوراً تَمْشُونَ بِهِ} (الحديد: من الآية28): “ترى الآخرين يتخبطون في الظلام.. وفعلاً نراهم يتخبطون في الظلام، حتى من هم فيْ أَمَسِّ الحاجة إلى أي حَـلّ يجعلهم بمعزل عن هذا الخطر الكبير، خطر أمريكا و”إسرائيل” تجدهم يتخبطون في الظلام ويجلبون المشاكل على أنفسهم!.. فعندما ينطلق الناس على أَسَاس دين الله في ظرف كهذا يعني في الأخير: أن الله سبحانه وتعالى يجعل لهم نوراً يمشون به في حركتهم”.
من وحي كلام الشهيد القائد يتضح لنا مدى تخبط الكثير من الأعراب، وخُصُوصاً من هم فيْ أَمَسِّ الحاجة إلى حَـلّ يخرجهم من تلك الظلمات والخطر المحدق بهم من قبل أعدائهم؛ وذلكَ بسَببِ زيغهم وابتعادهم عن مبادئ الحق ومشروعية الإسلام وتعاليمه القرآنية النقية والحكيمة.
ما نراه ونشاهده اليوم من تقاعس وذلة وتخاذل الكثير من أنظمة الأُمَّــة الإسلامية لقضايا أمتهم الواحدة، كذلك لأقدس المقدسات الإسلامية لهذه الأُمَّــة، هو أحد مصاديق قول الشهيد القائد في النص المذكور أعلاه في العام 2002م.
حيثُ وقد تجلى بوضوح مدى حاجة هؤلاء الأعراب المتخبطين الحاجة الماسة لحل يجعلهم بمعزل عن الخطر الكبير المحدق والمتربص بهم من قبل الأمريكي واللوبي الصهيوني دعامة الدول الكافرة والشرك والإلحاد في العالم.
وذلك الحل في هذه المرحلة لن يكون إلا -وذلك ما قد أثبته الواقع- في الرجوع الفعلي المسؤول إلى ولاية الرسول وأعلام الهدى وتبني قضايا الأُمَّــة المركزية ونصرتها.
حاجة العرب اليوم ملحة للارتباط بولاية الإمام علي وذريته وذلك ما فيه نجاتهم والسبيل الوحيد إلى أن يلتبسوا من جديد العزة والكرامة بعد المذلة والوهن الذي هم مرتمون فيه وفي أحضانه.
حاجة الأُمَّــة الإسلامية إلى الانطلاق على أَسَاس دين الله في ظرف ومرحلة كهذه مهم جِـدًّا، وذلك لكي يعطي الله نوره ونصره وتمكينه.
حاجة العرب اليوم الماسة والملحة إلى النظر والتأمل في واقع المتغيرات الكونية من حولهم وأين موقعهم منها؛ وذلك لكي يكسروا قيود الوهن والمذلة وَيعودوا إلى الاستظلال بعزة الإسلام وقوته.
عليهم التفكير وأخذ الدرس والعبرة من بزوغ شمس الأحرار وسطوع القلوب الحية لأبناء هذا العالم، من ليسوا حتى من أبناء ملة الإسلام.
حَيثُ يظهر تفاعلهم وإدانتهم واستنكارهم وضم صوتهم بالقول وبالفعل خروجاً للميدان مع قضايا هذه الأُمَّــة ومظلوميتها التي قد أبكت الصخور والأشجار.
هذه المظلومية الفلسطينية التي لطالما تغابى وتخاذل وأصم آذانه الكثير من الأعراب عنها ولم يؤثر فيهم بؤسها وشدة وقعتها المكلومة والمستغيثة العون والمدد والمساعدة.