جرائم العدوان في مثل هذا اليوم خلال 9 أعوام عشراتُ الشهداء والجرحى بينهم مهاجرون أثيوبيون وصوماليون في جرائمَ متعددةٍ بصعدة وحجّـة وتعز واستهدافٌ لمزارع ومنازل المواطنين بالقنابل العنقودية
المسيرة: منصور البكالي:
واصل طيرانُ العدوان السعوديّ الأمريكي في مثلِ هذا اليوم 20 مايو خلال 9 سنوات من العدوان والحصار، استهداف منازل ومزارع المواطنين ومحلاتهم التجارية والطريق العام والأسواق وشبكات المياه، في صعدة وحجّـة وتعز، مخلِّفاً عشراتِ الشهداء والجرحى بينهم أطفال ونساء، ومهاجرين من الجالية الأثيوبية.
وسجّلت خلال هذا اليوم الكثير من الجرائم، التي لا يمكن أن تسقط بالتقادم، ولن ينساها اليمنيون على الإطلاق، في حين تستعرض صحيفة “المسيرة” أبرز جرائم العدوان في مثل هذا اليوم، وعلى النحو التالي:
20 مايو 2015.. 8 شهداء وعددٌ من الجرحى باستهداف العدوان منطقة جبلة بـ 12 غارة بإب:
في مثل هذا اليوم 20 مايو من العام 2015م، استهدف طيران العدوان السعوديّ الأمريكي منطقة شبان بمديرية جبلة بمحافظة إب.
أسفرت غارات العدوان عن 8 شهداء وعدد من الجرحى في صفوف المدنيين، السالكين الطريق العام والمنهمكين في محالهم التجارية وأعمالهم اليومية.
هنا مشهد التوحش، أجساد محترقة وأشلاء مواطنين حولتهم غارات العدوان إلى جثث هامدة في ثلاجات المستشفى، ودماء مسفوكة بين الدمار والخراب، وعلى قارعة الطريق.
الساعة الـ11 والنصف وسط الظهيرة، تفاجأ أبناء منطقة شبان بكثافة الغارات المتتابعة عليهم، هنا أسرة تخرج من منزلها مسرعة خشية الاستهداف، متجهة نحو الجبال علها تكون لها حصن يقيها شظايا الصواريخ والقنابل الملقاة من طيران العدوان، وهنا أطفال يهربون من منزلهم صوب المزارع وتحت الأشجار علهم يسلمون أَو يتخفون من رصد العدوّ وغاراته الوحشية.
أثارت الجريمة سخطاً شعبياً واسعاً بين أبناء جبلة وكل محافظة إب، الحزينة على أبنائها وفلذات أكبادها، وكل أحرار شعبنا اليمني العظيم، هنا مواطن يقول: “والله مأساة بحق الإنسانية، أين هو الضمير العالمي، لماذا استهداف المارين في الطرقات، لماذا القتلُ المباشرُ للمدنيين؟ هل بقي لدى هذا العالم ذرة من قيم ومبادئ إنسانية؟”.
ويقول آخر: “هذه الجرائم وهذا الاستهداف المتعمد للمدنيين لا يعبر عن سلامة دين عدونا، بل له صلةٌ مباشرةٌ باليهود أعداء الله وأعداء دينه وأعداء البشرية”.
20 مايو 2015.. 5 شهداء وجريحان في استهداف طيران العدوان للمهاجرين الأثيوبيين بحرض:
في اليوم ذاته 20 مايو من العام 2015م، استهدف طيران العدوان السعوديّ الأمريكي المهاجرين الأثيوبيين بمديرية حرض محافظة حجّـة، بعدد من الغارات الجوية.
أسفرت غارات العدوان عن 5 شهداء وجريحين، وحالة من الخوف والهلع في صفوف المهاجرين الأثيوبيين والصوماليين، والمارين بمكان الجريمة.
جثث مقطعة، وأوصال متناثرة، على أرض صحراوية شبه خالية من السكان، لا أثر إلا لبقايا الخيام والفرش والأجساد والدماء فوق الرمال، من سلم منهم عجز لسانه عن التعبير؛ خشية وخوفاً وكمداً، أمام رؤوس فقدت أدمغتها وحولتها شظايا الغارات إلى قطع مكسرة، في مشهد وحشي.
استهداف المهاجرين من الجالية الأثيوبية والصومالية ليست الأخيرة بل لحقها عدد من الجرائم التي استهدفت كُـلّ ما يتحَرّك على الأرض اليمنية، دون أي موقف للأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية.
20 مايو 2015.. العدوان يواصل استهداف الطريق العام بصعدة:
وفي مثل هذا اليوم 20 مايو من العام 2015م، استهدف طيران العدوان السعوديّ الأمريكي الخط العام الرابط بين مديريتي حيدان والظاهر الحدودية بمحافظة صعدة.
أسفرت الغارات عن فصل المديريتين، وحرمان الأهالي في المناطق المجاورة من وصول المواد الغذائية والدوائية، ومضاعفة المعاناة.
4 غارات ألقاها طيران العدوّ على طريق لا يتجاوز قطرها 4 أمتار فوق جبل شاهق يصل بين جبلين ومديريتين، ومناطق وقرى يسكنها آلاف المواطنين.
استهداف الطرق العامة منذ بدأ العدوان ليس هو الأول في المناطق والمديريات الحدودية بل سبقه ولحق به العديد من المحاولات لقطع الطرقات والإمدَادات الغذائية والدوائية والاحتياجات الدوائية، لمضاعفة معاناة المواطنين وأجبراهم على النزوح.
إلى ذلك استهدف طيران العدوان في اليوم ذاته منزل أحد المواطنين في منطقة ضحيان بمديرية مجز بمحافظة صعدة.
أسفرت غاراتُ العدوان عن تدمير المنزل بشكل كامل وتشريد ساكنيه في الجبال والكهوف، دون مأوى، في استهداف مرصود للأعيان المدنية، ولكل المواثيق والقوانين والمعاهدات الدولية والإنسانية المجرمة لذلك.
واستمر العدوان السعوديّ في استهدافِ منازل المواطنين، ليلاً ونهاراً طيلة 9 أعوام، بشكل ممنهج.
20 مايو 2015.. 6 غارات لطيران العدوان تستهدف مشروع المياه بحجّـة
وفي مثل هذا اليوم 20 مايو من العام 2015م، استهدف طيران العدوان السعوديّ مشروع المياه بمديرية عبس، محافظة حجّـة، بـ6 غارات.
أسفرت غارات العدوان عن تدمير المشروع وإخراجه عن الخدمة وحرمان آلاف المواطنين في مناطق مديرية عبس من الحصول على حصتهم من الماء النقي، الذي كان يوزع بين مختلف القرى والعزل بالمديرية، وحالة من الخوف والهلع بين المواطنين وأصحاب المحال التجارية في مدينة عبس.
استهداف مشاريع المياه من قبل غارات العدوان لن يكون الأول وليس هو الأخير بل سبقه ولحقه العديد من الجرائم المستهدفة لمشاريع مياه الشرب، في مساعٍ لتعكير الحياة في وجه الصمود الشعبي، المتواصل منذ 9 أعوام.
20 مايو 2017.. 12 شهيداً وجريحاً في استهداف العدوان لسوق البرح بتعز:
وفي اليوم ذاته 20 مايو من العام 2017، استهدف طيران العدوان السعوديّ الأمريكي سوق البرح بمديرية مقبنة في محافظة تعز.
وأسفرت غارات العدوان عن 3 شهداء و9 جرحى من المدنيين، وخسائر في ممتلكات المواطنين والمحال التجارية، وحالة من الخوف والهلع في صفوف المتسوقين، والأهالي.
هنا دماء مسفوكة لشبان كانوا على الرصيف، وجثث أزهقت أرواحها بشظايا غارات العدوان على محلٍّ لتجميع العلب البلاستيكية الفارغة، وأناس يصرخون ويستنجدون، وسيارات إسعاف محملة بالجرحى، ولسان الحال “حسبنا الله ونعم الوكيل”، والجميع يتحدث بعبارة ما ذنب هؤلاء؟ لماذا يستهدفون؟ إنهم عمال ومواطنون يترزقون، ليس لهم أية علاقة بالحرب ولا بالسياسة؛ بل لأَنَّهم يمنيون.
من الشهداء اثنين إخوة من بيت بجاش كانا بجوار محلهما الصغير، وطفل كان بين المارة، المتسوقين، حوَّلتهم الغارات إلى جثث ممزقة ومضرجة بالدماء، وأحزنت أهاليهم وكل محبيهم، وكل أحرار العالم الحر.
20 مايو 2017.. شهيدة وجريح باستهداف طيران العدوان لخيمة أحد البدو الرحل بصعدة:
وفي اليوم ذاته 20 مايو 2017م، استهدف طيران العدوان السعوديّ الأمريكي خيمة أحد البدو بمديرية مجز في محافظة صعدة.
أسفرت غارات العدوان عن شهيدة، وجريح، وتدمير سيارة وإحراق الخيمة وتمزيق فرشها ونفوق عدد من الماعز والأغنام، والدجاج، وحالة من الخوف والهلع، في سكان المنطقة المحيطة.
قبل صلاة المغرب حلق طيران العدوان على علو مرتفع يرصدها الأهالي بتلفوناتهم ويلتقطون لها الصور والفيديوهات قبل ألقاء حمولاتها القاتلة، على خيمة بدوي قريبة من جرف جبل على قارعة سائلة بها ماء ومرعى.
ألقت طائرة العدوان حمولاتها على المكان، مخلفة جريمة وحشية ومأساة ومعانة تدمي القلوب، في النظر لحالة بدوي فقير تحل به جريمة تحرمه من زوجته وتجرح أحد أطفاله، وتفتك بمواشيه، وتدمّـر سيارته، وتحرق خيمته.
حياة البدو الشريحة الأشد فقراً في اليمن لم تعد آمنة في ظل العدوان السعوديّ الأمريكي على اليمن، بل باتت أهدافاً مرصودة ومقصودة تكرّرت طوال 9 سنوات، عكست معها وحشية العدوّ وتوغل حقده.
20 مايو 2017.. مزارع ومنازل المواطنين وأسواق صعدة حقولٌ لتجريب القنابل العنقودية:
وفي اليوم ذاته 20 مايو أيار، من العام 2017م، استهدف طيران العدوان منازل ومزارع المواطنين والأسواق بمدينة صعدة بالقنابل العنقودية.
أسفرت الغارات عن تدمير بعض المنازل ونفوق المواشي، وإتلاف المزارع، حالة من الخوف والهلع في نفوس الأطفال والنساء، وحالة من النزوح الجماعي من المنازل، والهروب نحو الجروف والكهوف والجبال، للنجاة من شر العدوان الغاشم.
الساعة التاسعة مساءً، أثناء الخلود إلى النوم، حلَّقَ طيران العدوان في سماء صعدة، ليقطع الأطفال والنساء خلودهم إلى النوم بالهرب من المنازل والخوف يملأ الصدور ويفزع الجموع حشراً، وفراراً، واستمرت الغارات إلى منتصف الليل.
صباح اليوم التالي ظهرت قنابل العدوان العنقودية في المزارع والطرقات والمنازل، منها ما لم ينفجر، ومنها ما انفجر وملأ المكان شظايا.
أحد الأهالي يتحدث قائلاً “بيننا الله ونهاية الظالم قريبة، ماذا عملنا بهم، هل مزارعنا ومحلاتنا وأطفالنا أصبحت هدفاً عسكرياً، لعدوانهم؟ لماذا كُـلّ هذا التوحش؟”.
20 مايو 2019.. 15 شهيداً وجريحاً في مجزرة وحشية لطيران العدوان بحجّـة:
في اليوم ذاته 20 مايو أيار، من العام 2019م، استهدف طيران العدوان سيارة للمتسوقين في الطريق العام بمنطقة الصبابة مديرية مستبا محافظة حجّـة.
أسفرت غارات العدوان عن جريمة حرب مكتملة الأركان نتج عنها 4 شهداء و11 جريحاً، كانوا في طريقهم صوب سوق الاثنين، بـ”الهيجة”، وحالة من الخوف والهلع في صفوف المواطنين والمارين من الطريق العام، ونفوق عدد من المواشي التي كانت في الطريق للبيع.
هنا أوصال متناثرة وعظام مسحوقة وأطراف مقطعة، وملابس محترقة على جثث متفحمة، رائحة الأجساد المحروقة تتصاعد مع الدخان ورائحة البارود صوب السماء، فيما الأرض ترتوي بدماء مسفوكة ظلماً وعدواناً.
تجمع الأشلاء فوق طربال واحد، لعدد من الأشخاص كانوا قبل لحظات من تحليق طيران العدوان السعوديّ على سماء المنطقة وألقاء حمولته القاتلة، أحياء يحلمون بيوم سعيد، وعمر مديد، لكن غارات العدوّ كانت لهم بالمرصاد، فلم يعودوا إلى أهاليهم محملين بمصروف الشهر الكريم، بل عادوا محمولين كجثث ووصال وقطع، لا يعرف هذا من ذاك.
يقول أحد المسعفين وهو ممسك برأس مقطوع ويرفعه نحو الهواء “أين هي حقوق الإنسان يا عالم، لماذا كُـلّ هذا الجرم والوحشية والتعنت؟ نحن من بني الإنسان، لسنا حيوانات مفترسة، وليس بيننا وبين أحد عداوة، ما ذنب هذا الرأس، وما ذنب هذه الجثة لطفل عمره 15 عاماً، هل ذنبه بأنه يمني، هذا هو الظلم بعينه، هذا لا يجوز من رب السماء، هؤلاء متسوقين ذاهبين إلى سوق الهيجة لشراء احتياجات رمضان؟”.
وتظهر المشاهد بقايا جسد معلقة بالأشجار، وطفل جريح في وجه من يسعفه، وآخر لا يزال النفس يجري في رئتَيه، وفي الشطر الآخر من الخط جريح فقد أطرافه يزحف بنصف جسد طالباً النجدة والغوث، إنه مشهد تشيب منه رؤوس الولدان.
جريمة مستبا ليست الأولى منذ بدأ العدوان على شعبنا اليمني، بل سبقها ولحقها مئات الجرائم الوحشية بحق الإنسانية في اليمن خلال 9 أعوام من قبل العدوّ السعوديّ الأمريكي، وتتطلَّبُ تحَرُّكات أممية لمحاسبة قيادات ومجرمي الحرب.