محافظو المحافظات الجنوبية لـ “المسيرة”: الوحدةُ اليمنية.. إرادَةُ شعب وإلهامُ أُمَّـة

المسيرة – إبراهيم العنسي:

أكّـد محافظ شبوة اللواء الركن عوض محمد بن فريد العولقي، أن الوحدةَ اليمنيةَ ستظل أهم وأبرز منجز تاريخي تحقّق للشعب اليمني في التاريخ الحديث كحصيلة لنضالات اليمنيين خلال العقود الماضية.

وقال في حديث خاص لصحيفة “المسيرة”: إن “الوحدة اليمنية هي السبيل الوحيد لبناء اليمن الحر والقوي والمستقل القادر على مواجهة كُـلّ التحديات التي تعيق بناء الدولة اليمنية القوية”، موضحًا أن “الوحدة اليمنية هي المصلحة الحقيقية لكل أبناء الشعب اليمني بدون استثناء، وستتحقّق بها المصلحة الوطنية العليا للوطن”، لافتاً إلى أن “الوطن الشامخ والقوي والمستقل ينشده كُـلّ أبناء الشعب اليمني من المهرة حتى صعدة والمبني على الشراكة الحقيقية التي ترتكز على العدالة والمساواة في الحقوق والواجبات بين كُـلّ أبناء الشعب اليمني”.

وَأَضَـافَ أن “كُـلّ المؤامرات التي تحاك ضد الوحدة اليمنية منذ إعادة تحقيقها في الـ٢٢ من مايو ١٩٩٠م حتى اليوم تحطمت بوعي هذا الشعب العظيم، الذي يواجه وللعام العاشر أمريكا وبريطانيا ومرتزِقتهم في المنطقة، وأفشل كُـلّ المؤامرات التي استهدفت اليمن وشعبه العظيم، ورفض محاولات تمزيق الوطن أرضاً وإنساناً”.

وَوَجَّهَ اللواءُ العولقي رسالةً خَاصَّةً إلى دعاة الانفصال، مؤكّـداً أن “هؤلاء أناسًا مأزومين ينفذون أجندةً خارجية ولم يعرفوا معاناة الشعب اليمني قبل الوحدة، ولم يذوقوا مرارة التشطير والحروب والمشاكل التي عانى منها اليمنيون، كما أنهم لا يدركون قيمة هذا الإنجاز المهم””، مبينًا أنه من الطبيعي أن تكون هناك بعض الأخطاء والسلبيات، لكن الشعب اليمني والقوى الحية لديهم القدرة على معالجتها وتصحيحها”.

وأكّـد بالقول: “نحن على ثقة كاملة بأن القيادة الوطنية الوحدوية تدرك أهميّة هذا الموضوع وتعمل بكل جهد؛ مِن أجلِ التغلب على أية مصاعب لتثبيت الوحدة وإعادتها إلى مسارها الحقيقي الذي ينشده الشعب اليمني”، لافتاً إلى أن “عاصمة الصمود اليمني هي صنعاء بقيادتها الثورية والسياسية وجيشها ولجانها الشعبيّة وأحرارها من كُـلّ محافظات الجمهورية اليمنية”.

وقال: “لا يزالون في مكانهم الطبيعي ويتصدرون زمام المواجهة وقيادة معركة الدفاع عن اليمن، كُـلّ اليمن دون استثناء، انطلاقاً من واجب المسؤولية الوطنية الكبيرة التي تقع على عاتق كُـلّ اليمنيين تجاه الوطن ومواجهة كافة المؤامرات التي تستهدف اليمن، وهو موقف وواجب ديني وأخلاقي ووطني مقدس جعل صنعاء عاصمة الصمود اليمني، وقيادة اليمن الثورية والسياسية في صدارة المواجهة، وجعل عاصمة الجمهورية اليمنية صنعاء قبلة للثوار والأحرار والرافضين للخضوع من كُـلّ أرجاء اليمن ليشاركوا جميعاً في حماية اليمن، وأمنه واستقراره وسيادته واستقلاله، وهو هدف مقدس لم يتحقّق إلا بفضل الله تعالى، وقيادة اليمن الثورية ممثلة في سماحة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، قائد الثورة، والقيادة السياسية وكلّ المجاهدين والأبطال في كُـلّ شبر في اليمن العظيم”.

ودعا اللواء العولقي كُـلّ من تورط في دعم ومساندة الاحتلال إلى العودة إلى جادة الصواب والانضمام إلى معركة الشرف المصيرية، التي يخوضها أبناء الشعب اليمني ضد الاحتلال وضد الدول الداعمة له؛ لأَنَّ اليمن هو الوطن وهو الباقي والاحتلال ومرتزِقتهم إلى زوال، مُشيراً إلى أن “ما يمتلكه أبناء الشعب اليمني أولو البأس الشديد من إيمان صادق وقيم أصيلة ورصيد حضاري متجذر في أعماق التاريخ جعلهم اليوم في قلب المواجهة مع قوى الاستكبار والطغيان العالمي، وأدواتهم في العالم أجمع وفي صدارة المدافعين عن الحق والمنتصرين للحقوق المشروعة لأبناء الشعب الفلسطيني الصامد ومقاومته الباسلة، وهو موقف مشرِّفٌ سيظل محلَّ فخر واعتزاز الأجيال اليمنية والعربية والإسلامية المتعاقبة، والتي ستتذكر أن أبناء الشعب اليمني واجهوا الكيان الصهيوني الغاصب ومعه أعتى الأنظمة الاستعمارية الكبرى الداعمة له بكل شجاعة وقوة ليس لها مثيل في العصر الحديث”.

 

قوى الاحتلال ومخاطر بقاء الوحدة:

وعلى صعيد متصل، انتقد عضو مجلس الشورى، الدكتور عبد الواحد الشرفي، سياساتِ النظام السابق وتعامله مع منجز الوحدة كفيد تمخض عن استغلال قوى العدوان لتلك السياسات في ضرب المشروع الوحدوي.

وقال الشرفي: “مضت ثلاثة عقود على إعادة تحقيق الوحدة اليمنية التي مثلت منجزاً تاريخيًّا استثنائيًّا يحسب لليمنيين، ولمن تنازل عن مناصبه في سبيل إعادة تحقيقها، وقد عمل النظام السابق وحلفائه في حربه على الجنوب في صيف عام 1994 م على إخراج شريك الوحدة والجنوب من السلطة واستباح جلاوزته الأراضي العامة في المحافظات الجنوبية، مسنودة بفتاوي التكفير، وأحدثت ممارساتهم شرخاً سياسيًّا واجتماعياً، وفشل النظام السابق في وضع سياسة معالجات للحرب وآثارها لسنوات”.

وَأَضَـافَ “ثم جاء العدوان الغاشم على اليمن ليضاعف من ذلك، حَيثُ تسبب العدوان في تدمير مقدرات البلد، فضلاً عن محاولات تفكيكه إلى كانتونات؛ إذ دعمت قوى تحالف العدوان الأمريكي السعوديّ الإماراتي لشخصيات جنوبية لإنشاء كيانات مسلحة تدعو للانفصال، تقاتلت فيما بينها، تعبيراً عن صراع الأطماع الاستعمارية السعوديّة، ودويلة الإمارات والتي تقاسمت مناطق المحافظات الجنوبية، وحولتها إلى ساحات حرب وتصفيات واغتيالات، ونهب لثرواتها”.

وتابع: “مع تلك السياسات وما تبعها من عدوان لزمت قيادات جنوبية الصمت والبعض الآخر عبر عن الموقف الوطني المناهض للاحتلال، وحظي بتقدير واحترام ودعم سلطة الشعب اليمني في صنعاء كمكون الحراك الجنوبي المشارك في مؤتمر الحوار الوطني الشامل، فيما فضلت العديد من الشخصيات الوطنية الجنوبية البقاء في صنعاء لما تنعم به من استقرار سياسي واقتصادي، وقبول وتعايش كما فعل ذلك الأمين العام السابق للحزب الاشتراكي اليمني المناضل علي صالح عباد مقبل رحمه الله”.

وأوضح الشرفي أن “الوحدة اليمنية يمكن أن تواجه مخاطر جمة، أبرزها مخطّطات الاحتلال الدولي الأمريكي والإقليمي ممثلاً في السعوديّة والإمارات وانجرار البعض لتنفيذها خدمة لمصالحهم الشخصية والأنانية؛ مما يحتم -حسب تعبيره- على اليمنيين وفي مقدمتهم أبناء المحافظات الجنوبية مواجهة تلك المخاطر، ودحر الاحتلال الذي ينهب خيرات وثروات الوطن ويدمّـر مكتسباته”.

وأكّـد أن “قوى الاحتلال ترى في بناء دولة يمنية موحدة قوية تهديداً لمصالحها وأطماعها الاستعمارية”، لافتاً إلى أن “صنعاء تؤكّـد مراراً على أهميّة مشاركة أبناء المحافظات الجنوبية في بناء الدولة اليمنية الموحدة الحديثة المبنية على الشراكة والعدالة والاستقلال والحرية، وأنه لا مستقبل مع أوهام التقسيم، فالمستقبل للدولة اليمنية الموحدة القوية”.

 

الوحدة لا تخضع للمساومة:

من جانبه أكّـد محافظ محافظة عدن طارق سلَّام، أن “الوحدة اليمنية هي الضمان الثابت والسبيل الوحيد لاستقرار وازدهار البلد والمجتمع ولا يمكن لقوى منتفعة أَو باغية أن تتحكم في مصير شعب بأكمله، حَيثُ تسعى إلى فرض إرادتها ورغباتها لتحقيق أهداف قوى خارجية وزعزعة الأمن والاستقرار لتنتفع بذلك دول أُخرى وتستحوذ على مقدراتها ومكتسباتها”.

واستشهد المحافظ سلام بما يحدث الآن في عدن والمحافظات المحتلّة من حضور الأجندة الخارجية تحت مسميات مختلفة تسيطر وتتحكم بحياة الناس ومعيشتهم تحت غطاء ودعم خارجي.

وتطرق سلام في ذكرى الوحدة المباركة إلى المشروع الصهيو أمريكي –البريطاني، الذي يعد من قبل أعداء الأُمَّــة لتقسيم اليمن إلى إقليم شمالي وآخر جنوبي يشرع فيه التشظي والترهيب وتهيمن عليه قوى الإرهاب والتصهين بما يحقّق أطماع الغزاة والمحتلّين.

ومع حضور الأجندة الاستعمارية أكّـد أن مسألة الوحدة لا تخضعُ للمساومة، أَو لأهواء ورغبات أية أطراف كانت، قائلاً: “لم ولن تكون الوحدةُ اليمنية بسلبياتها وإيجابياتها مزاداً لحزب، أَو طرف أَو فصيل بذاته يبيع ويشتري بها متى ما أراد، ولا يمكن أن تكون تلك الدماءُ الزكية التي سقطت في سبيل ذلك لوحةً إعلانيةً يراد منها تحصيلُ فوائد، أَو اكتساب منافعَ وهمية على حساب تضحيات الأبطال في سبيل تحقيق الوحدة المباركة والقضاء على كُـلّ وسائل التشطير والانقسام”.

وأشَارَ أن “اليمنَ اليوم أمام تحديات كبيرة وغاية في التعقيد تتطلب إيجاد الرؤى والحلول الرادعة والمناسبة لانتزاع الإرادَة المسلوبة والحقوق المنهوبة التي يرى فيها المحتلّ حقاً مشروعاً وواجباً وطنياً اختص بها دون أصحاب الحق الذين يعانون فيها الأمرين، ويفتقدون لأبسط الحقوق والواجبات التي تتمتع بها الشعوب والمجتمعات الحرة، ناهيك عن حجم الدمار والنهب والسلب الذي تمارسه تلك القوى الإجرامية في المحافظات المحتلّة وسياسة التقسيم والانفصال الذي يراد تحقيقها لتمرير تلك الجرائم دون حساب أَو رقيب بما يضمن لها المضي في استكمال مشروعها المزعوم”.

وجدّد سلام التأكيد على أن “الوحدة اليمنية وُجدت لتبقى وأنها ستظلُّ مكسباً وطنياً سطّر ملاحمَه الأبطال؛ كونها جاءت عن إرادَة شعبيّة راسخة وليس قراراً فردياً؛ وهو ما جعلها اليوم –حسب قوله- مطمعاً لتلك القوى الاستكبارية والإقليمية المتصهينة، والتي تسعى لأن تنالَ من الجسد اليمني الموحد وزرع بذور التفرقة والانقسام بين أفراد الشعب الواحد”.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com