إيرانُ الإسلام.. مسيرةٌ لا تتوقَّف
عبدالحكيم عامر
في ظل التغيرات السياسية والتحديات الدولية المتلاحقة، تظل سياسات إيران ومواقفها ومقارباتها لا تختلف جذرياً باختلاف رؤسائها.
إن الجمهورية الإسلامية في إيران قد نجحت في فرض نفسها في المشهد العالمي، وحافظت على استقلالها وسيادتها على الرغم من التحديات التي واجهتها.
تعتبر الاستمرارية في الحكم واحدة من المبادئ الأَسَاسية للنظام الإيراني، يتمتع النظام بمقومات تضمن استمرارية الحكم بمعزل عن الأشخاص، وذلك بموجب البند 131 من دستور الجمهورية الإسلامية في إيران، الذي ينص على أنه في حالة وفاة الرئيس، يتولى نائب الرئيس مهام الرئاسة، هذا النهج يضمن استقرار البلاد وسير عمل المؤسّسات الحكومية دون فراغ في السلطة.
وفي هذا السياق، تم تعيين محمد مُخبر كخليفة للشهيد السيد إبراهيم رئيسي، الذي تُوفي في حادثة تحطم طائرته المروحية، تأتي هذه الخطوة احتراماً للدستور ولضمان استمرارية الحكم واستقرار البلاد في الأوقات العصيبة.
إيران تولي أهميّةً كبيرةً للاستقرار السياسي والاقتصادي، وتعتبر الحفاظ على تسيير أمور البلاد واستقرارها مسؤولية جميع المؤسّسات الحكومية، وعلى الرغم من التغيرات في القيادة السياسية، فَــإنَّ السياسات العامة والمقاربات الاستراتيجية لإيران تظل ثابتة ومُستمرّة.
لقد أثبتت إيران عبر التاريخ قدرتَها على التصدي للتحديات والظروف الصعبة، فهي تمتلك قدرات استراتيجية تمكّنها من الحفاظ على استقلالها وقوتها في وجه أي تهديد، ومع وجود تواصل دبلوماسي مع مختلف الدول، فهي تسعى لتعزيز دورها الإقليمي والدولي، وتحقيق مصالحها الوطنية.
فباستمرارها في مسيرتها، تظل إيران قوةً إقليمية مهمة ولاعبًا رئيسيًّا في الشرق الأوسط والعالم، تتمتع بتاريخ وثقافة غنية، وتحظى بدعم واسع من قبل شعبها، تواجِهُ إيران التحديات الدولية وتسعى لتعزيز قدرتها الاقتصادية والعسكرية، وتحافظ على استقلالها وسيادتها على الرغم من الضغوط الخارجية.
وفي الأخير، إيران “باقيةٌ بوضعها الجيد، إقليمياً ودوليًّا، مع أي رئيس يُنتخب”، وأنّ النظام فيها “مستقر وقوي، ويتعاطى بلباقة مع الشعب”، فإيران دولة مرتبطة بمؤسّسات وليس بشخص، وهي دولة مؤسّسات، وجوهرها هو المحافظة على القيم والمبادئ، واستطاعت استيعاب رحيل الإمام الخميني وهو حدَثٌ جَلَلٌ في التاريخ الإيراني الحديث، أتى بعد 10 أعوام من انتصار الثورة الإسلامية، وكذلك اغتيال قادة كبار مثل الرئيس محمد علي رجائي في عام 1981.
فالانتخابات التي نترقبها ستكون ردًّا صارمًا على أعداء النظام الإيراني الإسلامي، الذين يتحيِّنون الفُرَصَ للإطاحة بالنظام وإلحاق أي سوء بإيران.