بعد تأجيل أسبوع تضامناً مع إيران.. صنعاء تحيي عيدَ الوحدة بحفل خطابي وفني واسع
المسيرة: صنعاء
نظَّمت حكومةُ تصريف الأعمال، الأحد، احتفالاً واسعاً، بمناسبة العيد الوطني الـ34 للوحدة اليمنية، بحضورِ قيادات الدولة، وذلك بعد تأجيل الحفل لأسبوع على أعقابِ توجيهات رئيس الجمهورية المشير الركن مهدي محمد المشاط، للتضامن مع جمهورية إيران الإسلامية.
وفي الحفل الخطابي الواسع الذي حضره رؤساءُ مجالس، النواب يحيى علي الراعي، والقضاء الأعلى القاضي أحمد المتوكل، والوزراء الدكتور عبدالعزيز صالح بن حبتور، والشورى محمد العيدروس، أكّـد عضو السياسي الأعلى أحمد الرهوي، في الكلمة التي ألقاها بالمناسبة، أن “الوحدةَ جاءت تعبيراً عن رغبة الشعب اليمني كما هو الحال لدى بعض الدول التي حذت حذوَ اليمن، وطوت صفحاتِ الانفصال والانقسامات الداخلية”.
ونوّه إلى أن “الشعب اليمني هو الذي سيدافع عن الوحدة وسيحميها؛ لأَنَّه يرفض التفرقة، وينبذ التشرذم”، موضحًا أن “اتّفاقية الوحدة رسخت وبقوة الثوابت الوطنية للدولة اليمنية الجديدة، وفي مقدمتها الهُــوِيَّة العربية والإسلامية”.
وقال: إن “الوحدة اليمنية هي من البديهيات، وليست قابلة للجدل والمناكفة، ولها دور فاعل في تعزيز التكامل بين اليمن والأمة العربية والإسلامية، خَاصَّة مع محور المقاومة الذي يتصدى وبكل بسالة لنصرة القضية الفلسطينية، ومقاومة الهيمنة الأمريكية والصهيونية في المنطقة”، مُضيفاً “يجب علينا أن نحافظ على الوحدة فهي من أهم العوامل، التي ستعزز الأمن والاستقرار في المنطقة”.
من جانبه، ألقى رئيس حكومة تصريف الأعمال، الدكتور عبد العزيز بن حبتور، كلمة أكّـد فيها أن “الأحرار في العاصمة صنعاء والمحافظات الحرة هم من يستحقون أن يحتفوا بهذه المناسبة الوطنية الوحدوية، وليس الخونة والعملاء القابعين وأسرهم في فنادق الرياض وأبو ظبي، وغيرها من العواصم العربية والأجنبية، منوِّهًا إلى أن اليمن منذ فجر التاريخ، كان موحداً قوياً ومهاباً، ولم يتشظَّ إلا حين كان يضعُفُ؛ نتيجة الصراعات البَينية بين القبائل اليمنية، أكانت في الشمال أَو الجنوب”.
وقال: “من خلال المزيد من التمعن والتفكر، يصل المرء إلى حقيقة جلّية مفادها أن اليمن موحدٌ، استمرت حضاراته الكبيرة موحدة، وسيظل موحداً -بإذن الله”.
وبيّن بن حبتور أن “أدوات العدوان التي ارتمت إلى أحضان الخارج، ليست مؤهلة على الإطلاق لأن تتحدث عن الوحدة؛ لأَنَّهم جميعاً عملاء يشربون من النبع ذاته الذي تشرب منه دولتا العدوان والاحتلال (السعوديّة والإمارات)”.
وفي سياق منفصل لفت بن حبتور إلى ما تبذله المقاومة من جهد، ومن تسخير لكامل إمْكَانياتها لتظل راية الأُمَّــة العربية والإسلامية عالية خفاقة في مواجهة العدوّ الصهيوني المحمي من قِبل أمريكا والحلف الأطلسي، وبقية الدول الغربية.
وقال في هذا السياق: إن “الأمم والشعوب الحرة هي من تلتقط الفكرة وتقاوم هذا الجبروت الغربي الصهيوني، الذي جثم على العالم أجمع منذ 400 سنة، وليس فقط على الأُمَّــة العربية والإسلامية”.
ونوّه رئيس مجلس الوزراء إلى أن “اليمن قدم وما يزال يقدّم في إطار محور المقاومة ما لم تقدمه دول تملك أضعاف أضعاف الإمْكَانات المتاحة من الأموال والسلاح والعتاد، الذي يتم شراؤه وتكديسه في مستودعات السلاح دون أي استخدام فعلي لصالح الأُمَّــة وقضيتها المركزية فلسطين”.
واستطرد “محور المقاومة هو اليوم الضامن الوحيد لبقاء فلسطين عربية، وعدم ضياعها كما ضاعت بالأمس القريب الأندلس، وغيرها من البلدان الإسلامية”.
وكان وزير الثقافة عبدالله الكبسي، قد ألقى كلمة ترحيبية أشار فيها إلى أن “الوحدة اليمنية جاءت تتويجاً لمراحل متعددة من النضال الوطني، الذي بدأ بالثورة اليمنية 26 سبتمبر و14 أُكتوبر”.
ولفت إلى ما عانته الوحدة من خلل وانتكاسة، في الفترات الماضية؛ نتيجة الصراع على السلطة والتسلط.
تخلل الفعاليةَ فقراتٌ إنشادية وفلكلورية معبِّرةٌ عن المناسبة، ومكانتها في واقع الإنسان اليمني، وكذا قصيدتان شعريتان؛ الأولى للشاعر بديع الزمان سلطان، والثانية للشاعر الحسين بن علي المختار، فيما وقف الحضور دقيقة حداد لقراءة الفاتحة ترحُّماً على روحَي الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ووزير الخارجية حسين عبدالله يان، وأرواح رفاقهما، وضحايا المجازر الصهيونية المروِّعة في قطاع غزة، التي راح ضحيتها آلاف الشهداء والجرحى؛ معظمهم أطفال ونساء.