الظفرُ والتمكينُ حليفُ المجاهدين في فلسطين
ق. حسين بن محمد المهدي
إنه مما لا ريبَ فيه أن اختيار أهل المروءة في الأعمال وأهل الحمية في القتال نصر وتمكين، وقوة في الدين أَسَاسه الإيمان واليقين بنصر العزيز الحكيم
أباةُ الضيم في فلسطين ثقات أمناء، وأُسود حكماء، الشجاعة زادهم، والإقدام فعالهم، فتحت غزة للجهاد أبوابها، فخرجت الأسد من غابها لتذيق الصهيونية بأسها وعذابها، صدقوا الله فصدقهم، ونصروه فنصرهم، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدامَكُمْ).
أثبت المجاهدون في غزة أنهم على مقدرة في حسم المعركة مع اليهود، وأنهم على دراية ببواطن الأمور وظواهرها، وموارد القتال ومصادرها، جادين في قتال عدوهم؛ مِن أجلِ تحصيل المراد، يؤدون في ذلك واجبهم، ويعدون القوة والزاد لقتال عدوهم (وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِباطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّـهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخرين مِنْ دُونِهِمْ لا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَما تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لا تُظْلَمُونَ).
لقد أحسن الفلسطينيون سياستهم، وأثبتوا للعالم قدرتهم وكياستهم، وحسن السياسة يورث الفوز بالنصر والرئاسة.
أما نتنياهو فقد أساء سياسته فكره اليهود رئاسته، فمن ارتدى ثياب الكبر أحب الناس ذلته، ومن ركب مطية الظلم كرهوا دولته، والشاهد على ذلك خروج اليهود بالأمس ليمقتوه، فشهد شاهد من أهله على ظلمه، وخساسته ولؤمه، فهو ملعون كما لعن أسلافه من الظالمين (أَنْ لَعْنَةُ اللَّـهِ عَلَى الظَّالِمِينَ، الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّـهِ وَيَبْغُونَها عِوَجاً) (لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إسرائيل عَلى لِسانِ داوُوْدَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذلِكَ بِما عَصَوْا وَكانُوا يَعْتَدُونَ).
أما المجاهدون من أبناء فلسطين وغيرهم ممن يقاتلون؛ مِن أجلِ تحرير أرض فلسطين فَــإنَّهم يرثوا الهداية من ربهم، والقرآن شاهد لهم بذلك (وَالَّذِينَ جاهَدُوا فِينا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ).
والهداية بطبيعتها تورث التقوى (وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زادَهُمْ هُدىً وَآتاهُمْ تَقْواهُمْ).
إن إظهار الشدة والغلظة على الصهيونية الكافرة الذي تحتل أرض فلسطين دأب المؤمنين المخلصين المجاهدين (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً).
إن الغلظة على الكفار والمنافقين وإثخانهم قتلاً، وشد الوثاق عليهم أسرى يورثكم العزة والنصر (فَإِذا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقابِ حَتَّى إذَا أَثْخَنْتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثاقَ فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِداءً حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزارَها) (قاتِلُوا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّـهِ وَلا بِالْيَوْمِ الآخر وَلا يُحَرِّمُونَ ما حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صاغِرُونَ).
إن الجهاد للصهيونية والماسونية التي تحتل أرض العرب والمسلمين فيه العزة وبه أعلاء كلمة الله، وقد وعدتم بالنصر وأنتم أهل له (فَلْيُقاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ الَّذِينَ يَشْرُونَ الْحَياةَ الدُّنْيا بِالآخرة وَمَنْ يُقاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ فَيُقْتَلْ أَو يَغْلِبْ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً)، وفي الحديث (إن مقام أحدكم في سبيل الله أفضل من صلاته في بيته سبعين عاماً، ألا تحبون أن يغفر الله لكم اغزو في سبيل الله، من قاتل في سبيل الله فوق ناقة كتبت له الجنة).
والشكر والتقدير للمسيرة القرآنية وقائدها السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي -حفظه الله- ورجاله الأشاوس من أبناء يمن الإيمَـان والحكمة، الذين يسددون ضرباتهم على العدوّ الأمريكي في البحر والبر انتصاراً لمظلومية الشعب الفلسطيني، فقد جاء في الحديث (غزوة في البحر مثل عشر غزوات في البر) وفي ذلك إشارة لوجوب العناية بالقوة البحرية والجوية وهو ما تفطن له أنصار الله.
والشكر أَيْـضاً لأسود الله وحزبه في لبنان والعراق وإيران الذين يلقنون العدوّ الصهيوني دروساً لا تنسى (وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ) (انْفِرُوا خِفافاً وَثِقالاً وَجاهِدُوا بِأموالكُمْ وَأنفسكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ).
تعازينا الحارة لإمام الجهاد والاجتهاد سماحة السيد حسن نصر الله، في وفاة والدته، نسأل الله لها الدرجات العلى من الجنة وللسيد حسن نصر الله وجميع أقرباء الفقيدة الصبر والسلوان، إنّا لله وإنّا إليه راجعون.
العزة لله ولرسوله وللمؤمنين والخزي والهزيمة للكافرين والمنافقين ولا نامت أعين الجبناء (وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ).