إحراقُ النازحين بخيامهم في رفح.. إجرامٌ إسرائيلي يتحدَّى العالم
المسيرة | متابعة خَاصَّة
على مرأى ومسمعٍ من العالم بأسره وبعد نحو 50 ساعة من قرار محكمة العدل الدولية بوقف الهجوم العسكري على رفح جنوبيَّ قطاع غزة، ارتكب جيشُ الاحتلال الإسرائيلي مجزرةً جديدةً بحَقِّ الأبرياء في خِيامِ النزوح غربي المدينة في منطقة ادعت أنها من ضمن المناطق الإنسانية.
وفي تفاصيل المجزرة، أطلق الاحتلال أكثر من 7 صواريخ وقنابل عملاقة أمريكية الصنع تزن الواحدة منها أكثر من 2000 رطل من المتفجرات، تجاه تجمُّعٍ يضم خياماً للنازحين يُعرَفُ باسم مركز نزوح “بركسات” الوكالة شمال غرب رفح؛ ما أَدَّى إلى اشتعال النيران في الخيام و”البركسات” البسيطة والنازحون داخلها؛ ما أَدَّى إلى 45 شهيدًا بينهم 23 من النساء والأطفال وكبار السن، و250 مصابًا.
مشاهدُ مروِّعة:
مشاهد مروعة نقلتها مقاطع الفيديو للحظات الأولى بعد المجزرة في المخيم الذي يؤوي أكثر من 100 ألف نازح، فقد تفحمت جثامين الأطفال والنساء وتقطعت أشلاؤهم؛ في مشهدٍ يدمي القلوب.
ويقع المخيم المستهدف في تل السلطان غربي مدينة رفح، وذكرت مصادر أن عدداً كَبيراً من جثث الشهداء، ومن الإصابات، غالبيتهم من الأطفال والنساء، وصلوا إلى عيادة تل السلطان.
وأشَارَ شهود عيان إلى أن القصف أَدَّى إلى تدمير وإحراق عددٍ كبير من الخيام في مخيم رفح الذي لا يقع ضمن المنطقة التي طالب جيش الاحتلال بإخلائها في مدينة رفح، حَيثُ يقيم به آلاف النازحين.
مزاعمُ مردودٌ عليها:
جيش الاحتلال حاول تبريرَ مجزرته بالزعم أنه نفَّذ ضربة دقيقة على مجمع لحركة حماس وأنه قتل مدير مكتب الضفة الغربية في حماس “ياسين ربيع”، وقيادياً آخر في الحركة يُدعى “خالد النجار”.
ويفنِّدُ حقوقيون هذه المزاعم مؤكّـدين أن ادِّعاء الاحتلال اغتياله قياديًّا من حماس لا يبرّر هذه المجزرة، مبينين أن “جرائم الإعدام خارج نطاق القانون هي جرائم تنتهك قواعد القانون الدولي”، مضيفين، أن الاحتلال “استخدم قوة نارية هائلة وقصف عدة خيام تؤوي نازحين وهو يدرك أنهم مدنيون، وفي النهاية يدَّعي أنه ينفِّذُ ضربةً دقيقة”.
وسائل إعلام عالمية أكّـدت أن الاحتلال لديه قدرات عسكرية دقيقة سواء على صعيد القذائف والاستخبارات، وبالتالي كان قادرًا في أسوأ الأحوال أن ينفذ اغتيالاً دون أي مساس بالمدنيين، ومع ذلك قرّر عن إرادَة واعية قتل المدنيين كرد على قرار محكمة العدل الدولية المطالب بوقف الهجوم العسكري على رفح.
تعمُّدُ قصف مراكز الإيواء:
وما يدلِّلُ على افتضاح رواية الاحتلال أن هذا الاستهداف لمركز الإيواء لم يكن الوحيد، فقد أكّـد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، أن جيش الاحتلال قصف أكثر من 10 مراكز نزوح للأونروا خلال الساعات الماضية، في مناطق عدّها الاحتلال آمنة.
وأكّـد المكتب الإعلامي في غزة، استشهاد وإصابة 190 مواطناً فلسطينياً في قصف إسرائيلي استهدف مراكز الإيواء بالقطاع خلال 24 ساعة الماضية، وأوضح أن رسالة الاحتلال من استهداف مراكز النزوح هي أن المحرقة ضد الفلسطينيين مُستمرّة.
وحث المكتب الإعلامي الحكومي محكمة العدل الدولية والمنظمات الحقوقية على ملاحقة مجرمي الحرب الإسرائيليين، وطالب المكتب الفلسطيني بفتح معبر رفح للمساعدة في علاج الجرحى؛ نظراً لانهيار المنظومة الصحية بغزة.
المقاومة: لم يكن الاحتلال ليرتكب مجزرة رفح لولا الدعم والضوء الأخضر الأمريكي:
بدورها، حملت حركة المقاومة الإسلامية حماس، الإدارة الأمريكية والرئيس بايدن بشكلٍ خاص المسؤولية الكاملة عن مجزرة رفح التي راح ضحيتها عشرات النازحين الفلسطينيين بعد استهداف خيامهم من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي، مساء الأحد.
وأضافت في بيان، أن “هذه المجزرة لم يكن للكيان الصهيوني أن يرتكبها لولا الدعم الأمريكي والضوء الأخضر له لاجتياح رفح، رغم اكتظاظها بالمواطنين النازحين”، وطالبت “بالتطبيق الفوري والعاجل لقرارات محكمة العدل الدولية، والضغط؛ مِن أجلِ وقف هذه المجزرة وسفك دماء المدنيين الأبرياء من الأطفال والنساء والشيوخ”.
من جهتها، قالت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين: إن “المجزرة التي ارتكبها العدوّ باستهداف خيام النازحين في منطقة شمال غربي رفح هي جريمة حرب جديدة تضاف إلى سلسلة جرائم حرب الإبادة التي يشنها العدوّ ضد شعبنا في قطاع غزة”.
وأضافت أن “استهداف المدنيين في مخيمات النازحين في رفح يؤكّـد عمق الفشل العسكري الذي مني به العدوّ في الميدان؛ ما يدفعه إلى التعويض عنه باستهداف المدنيين والإيغال في الدم الفلسطيني إشباعاً لرغبات سفاحي الدماء في تل أبيب”.
وأشَارَت إلى أن “مواصلة العدوّ جرائمه في قطاع غزة تأتي نتيجة الغطاء الذي توفره له الإدارة الأمريكية ومواقف بعض الحكومات الأُورُوبية وضعف مواقف الأنظمة العربية؛ ما يشجع العدوّ على الضرب بعرض الحائط كُـلّ القرارات الدولية والأعراف الإنسانية والأخلاقية، ويكشف عجز المؤسّسات الدولية عن إلزام العدوّ بمقرراتها”.
بدورها، أعلنت وزارة الصحة بغزة، الاثنين، ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي إلى 36.050 شهيداً و81.026 مصاباً منذ 7 أُكتوبر، وقالت الوزارة: إن “الاحتلال ارتكب 7 مجازر في القطاع راح ضحيتها 66 شهيداً و383 مصاباً خلال الـ24 الساعة الماضية.
وأظهرت المشاهد المتداولة على منصات التواصل الاجتماعي جثامين شهداء أطفال ونساء متفحمة، ومنها ما تعرضت للبتر، وتُعد هذه المجزرة مأساة إنسانية مروعة، تُظهر وحشية قوات العدوّ الإسرائيلي واستهتارها بحياة المدنيين الفلسطينيين، وتعري العالم.