مايو خلال 9 أعوام.. أكثرُ من 500 شهيد وجريح في مجازرَ كُبرى وجرائم إبادة جماعية بصنعاءَ وحجّـة وتعز واستهداف ميناء الحديدة وممتلكات المواطنين بصعدة

المسيرة: منصور البكالي

27 مايو من العام 2015م، يوماً كربلائياً حزيناً في تاريخ الشعب اليمني، استشهد فيه 138 مدنياً وجرح 370 آخرون بينهم أطفال ونساء، في جرائم إبادة جماعية في صنعاء وحجّـة وتعز.

كما واصلت غارات العدوان السعوديّ الأمريكي استهداف البنية التحتية في ميناء الحديدة ومدارس وجوامع وأسواق ومحال تجارية وممتلكات المواطنين في صعدة وتعز.

وفيما يلي أبرز تفاصيل جرائم العدوان في مثل هذا اليوم.

 

27 مايو 2015.. جريمة إبادة جماعية تخلّفُ 400 شهيد وجريح باستهداف طيران العدوان للأحياء السكنية بصنعاء:

في مثل هذا اليوم 27 مايو من العام 2015م، استهدف طيران العدوان السعوديّ الأمريكي الأحياء السكينة في مديرية السبعين بالعاصمة صنعاء.

أسفرت غارات العدوان عن جريمة حرب ضد الإنسانية بحق 75 شهيداً و325 جريحاً بينهم أطفال ونساء، ودمار عدد من المنازل والمحال التجارية، وأكبر موجة نزوح للأهالي من بقية الأحياء المجاورة نحو المجهول، وحالة خوف وهلع غير مسبوقة في حياة سكان صنعاء.

غارات كثيفة وانفجارات متتالية، شظايا متطايرة تغطي المكان، وأعمدة الدخان ولهب النيران تصعد من هنا وهناك عن اليمين والشمال ومن مختلف الجهات الأربع.

هنا أشلاء ممزقة وجثث متناثرة، ودماء مسفوكة، وصرخات نساء وأطفال، من بين الركام والدمار والنيران، رائحة الموت والبارود، تتصاعد من بين الحارات والأزقة، والأحياء المتجاورة والشوارع الرئيسة والفرعية.

سيارات المدنيين المارة تهرع صوب النجاة وأخرى لم تسعفها الغارات والدمار عن مواصلة الحركة، وسيارات الإسعاف وشاحنات الإطفاء التابعة للدفاع المدني وطواقمها البشرية، وسيارات النجدة والأمن تتوافد إلى المكان.

مواطنون يخرجون من بين الأنقاض إلى الشوارع يهرعون، هذا معاق وآخر مسفوك دمه وذاك يحمل أطفاله ويجر عائلته، وآخر يطلب النجدة لإخراج أسرته، أَو أسرة جيرانه، من تحت دمار منازلَ مقصوفةٍ.

إنها قيامة الظهيرة في أحياء السبعين، بأهوال غارات العدوان ووحشيتها، على وجوه الأطفال والنساء والفارين من الموت صوبَ غارة هنا أَو هناك إلا ما صدف.

عشوائية غارات العدوان السعوديّ الأمريكي على الأحياء السكنية جوار مقر القوات الخَاصَّة في السبعين، اتخذت منه ذريعةً مسوغةً لجرائمها المتتالية بحق الشعب اليمني خلال 9 أعوام متواصلة.

جريمة العدوان الوحشية في أحياء السبعين واحدة من آلاف جرائم الحرب ضد الإنسانية في اليمن، ووصمة عار متجددة في جبين الإنسانية والمجتمع الدولي، ومظلومية مشروعة لحقوق الأجيال اليمنية لن يسقط الأخذ بها بتقادم الأيّام والسنوات.

 

27 مايو 2015.. 40 شهيداً و18 جريحاً بقصف العدوان للنعوش وحامليها بحجّـة:

وفي مثل هذا اليوم الحزين في تأريخ الشعب اليمني 27 مايو من العام 2015م، استهدف طيران العدوان السعوديّ الأمريكي منطقتَي الرتحة وتعشر، بمديرية بكيل المير الحدودية في محافظة حجّـة بسرب من الطائرات.

أسفرت غارات العدوان عن 40 شهيداً و18 جريحاً، بينهم أطفال ونساء، الغارة الأولى بعد صلاة الفجر استهدفت أسرة بالكامل تحت سقف عشتها المتواضعة، خرج منها ناج وحيد، وعند التشييع والدفن عاود سرب من الطائرات ليشن عشرات الغارات على النعوش وحامليها المشيعون، وحوّلتها إلى مجزرة جماعية فوق المقبرة، ظلت جثامينهم لوحدها دون من يدفنها أَو يضع عليها التراب.

من بقي حياً من أبناء منطقتَي الرتحة وتعشر والمناطق المجاورة لها، تحاشوا استهداف العدوان لهم وتركوا منازلهم وأملاكهم ومزارعهم خلف ظهورهم واستعدوا للنزوح الجماعي إلى غير وجهة، كما هي جثث أقربائهم وجيرانهم بقت في مكانها، لساعات ثم عادوا بعد مغادرة الطيران لسماء المنطقة لنقلها إلى مناطق أُخرى بعيدة عن أعين العدوان، ليتمكّنوا من دفنها.

من بين الشهداء والجرحى أسرة من 26 فرداً، لم ينجُ منهم سوى 3 أشخاص جرحى، والبقية استشهدوا الجد مع الأبناء والأحفاد، ضربتهم الغارة الأولى، فاستشهد منهم البعض ليشارك الناجون في التشييع، وعندها أكمل الطيران مهمته في استهداف الحرث والنسل.

أحد المسعفين يروي قصته قائلاً: “وصلنا إلى منطقة الرتحة ما بين بكيل المير والمزرق فوجدنا الجميع قد توفوا بشكل كامل نتيجة 3 غارات متتالية على منازلهم أثناء تناول وجبة الإفطار الأخيرة، منهم من هم أشلاء، تقطعت أرجلهم وأيديهم، ومنهم من بقي منه رأسه أَو رجله، وآخرين تناثرت كامل أعضائهم، حتى الحمير والماعز مقطعة أوصالها، ومختلطة بالبشر.

المستشفى مليء بالجرحى والشهداء الذين كان الأمل لإنقاذهم موجود، وهناك يلتقي الأهالي تحت سقف واحد والكل يطلب النجدة والغوث عله يجد أحد أفراد أسرته على قيد الحياة.

ناج آخر يقول: “ضربوا المقبرة ونحن نحفر واستشهد الكثير داخل اللحود، قبل استكمال حفرها، وجاء منقذون آخرون إلى المقبرة وعاود الطيران ضربنا مرة أُخرى واستشهد عدد آخر منا، وكلما عاد الناس إلى المقبرة أَو إلى البيوت عاود الطيران ليستهدفهم، وكلما تحَرّكنا لإنقاذ الجرحى تكون غارات العدوان لنا بالمرصاد”.

ويتابع “أسرة أُخرى استشهد منها 12 فرداً، وخرج منهم ناج وحيد بعد أن فقد عقله وصوابه من هول المشهد ووحشية الجريمة، وجور المجرم”.

 

27 مايو 2015.. أكثر من 50 شهيداً وجريحاً في مجزرة وحشية للعدوان بتعز:

في مثل هذا اليوم 27 مايو من العام 2015م، استهدف طيران العدوان السعوديّ الأمريكي مسجد وسوق مفرق القبيطة الراهدة مديرية خدير بمحافظة تعز.

أسفرت الغارات عن استشهاد 22 مدنياً وجرح 25 آخرين بينهم أطفال ونساء، وعائلة بالكامل من النازحين، وتدمير عدد من المحال التجارية، واحتراق سيارات المواطنين، وحالة من الرعب والخوف، ونزوح جماعي من المنطقة.

جامع القبَّيطة كان مأوى النازحين من القبيطة وخطوط الاشتباك، استهدفه العدوان بعدد من الغارات التي حولت النازحين إلى مجزرة وحشية بين شهيد وجريح، وآخرهم عائلة كانت على متن سيارتها بجوار الجامع.

الجريمة الوحشية المستهدفة للنازحين والمدنيين في القبّيطة واحدة من آلاف الجرائم المرتكبة بحق الشعب اليمني منذ يوم 26مارس آذار 2015م، لبدء العدوان على اليمن، ومن جرائم الإبادة الجماعية وجرائم الحرب بحق الإنسانية في اليمن التي لم تتحَرّك محكمة العدل الدولية إلى اليوم لمحاسبة مرتكبيها.

وفي سياق متصل من اليوم ذاته 27 مايو أيار من العام 2015م، استهدف طيران العدوان السعوديّ الأمريكي منزل مواطن في الراهدة، مديرية خدير، بالمحافظة ذاتها، بعدد من الغارات.

أسفرت غارات العدوان عن شهيد وعدد من الجرحى وتدمير المنزل، وتضرر عدد من المنازل المجاورة، ونفوق عدد من المواشي، وحالة من الخوف والهلع في صفوف المواطنين، وموجة نزوح جماعي من المنطقة.

هنا كان منزل لأحد العوائل اليمنية حولته غارات العدوان إلى دمار وخراب، امتزجت فيه الأحجار بالدماء والأشلاء، وذكريات الأطفال وكتبهم، ومجلاتهم التربوية، وملابسهم، وأعلاف المواشي بأجسادها الميته قصفاً.

جرائم استهداف العدوان للأعيان المدينة دون عد، ولم يتحَرّك لحمايتها ضمير المجتمع الدولي والقوانين والمواثيق الدولية المجرمة لذلك، لتبقى شاهدة على تواطؤ الأمم المتحدة ومجلس الأمن والمنظمات الحقوقية والإنسانية مع الجلاد ضد الضحية.

 

27 مايو 2015.. طيران العدوان يستهدف حياً سكنياً ومدرسة والطريق العام بصعدة:

في مثل هذا اليوم الحزين 27 مايو أيار من العام 2015م، استهدف طيران العدوان السعوديّ الأمريكي حياً سكنياً من 9 منازل للمواطنين وعدداً من مزارعهم في مديرية باقم الحدودية بمحافظة صعدة.

أسفرت غارات العدوان عن تدمير شبه كلي للمنازل والمدرسة وعدد من المزارع والسيارات بعد نزوح أهلها منها إثر غارات سابقة، واتِّخاذهم الجبال والكهوف مساكن بديلة، ونفوق المواشي.

ممتلكات المواطنين ومدخراتهم في منازلهم لم يعد لها أي أثر بل صارت تحت الدمار والخراب، كما هي مزارعهم المستهدفة والمحرومة من المياه، ومدرستهم التي دمّـرت فوق مناهج الدراسة وعدد من مصاحف القرآن الكريم.

يقول أحد الأهالي وهو يرفع القرآن الكريم من بين الدمار: “هل هذا الكتاب هدف غاراتكم؟، ماذا لكم عندنا؟! لماذا تستهينون بدماء أطفالنا وتدمّـرون منازلنا وتحرقون مزارعنا، وتستهدفون طرقنا، وتقتلون النفس المحرمة، أي دين وأي تشريع أعطاكم كُـلَّ ذلك؟”.

متابعاً “أطفالنا باتوا اليوم مجانين لا يدركون أين يسرحون وإلى أين يذهبون بعد قصفكم لمدرستهم ومنازلهم وكل ممتلكاتهم”.

هنا صور الدمار والخراب والركام كانت لحي سكني من 9 منازل وبعدة طوابق، حوّلتها غارات العدوان إلى كومة من الأتربة والأحجار والأخشاب والأثاث والمنفوش.

أحد المواطنين بعد تحول الحي إلى دمار يتعرف عن منزله وأماكن وآثار منازل جيرانه، وهو يتساءل: “ما ذنبي وذنب صالح محمد وجاري جابر وكل الجيران أن تدمّـر منازلنا؟”.

فيما يقول مواطن آخر: “نقول للعدوان السعوديّ الأمريكي الصهيوني، الذي يريد أن يركعنا، مهما ضربتم وقصفتم، واستهدفتهم، لن نركع إلا لله، وهذا الإجرام لن يزيدنا إلا قوة وصموداً واستبسالاً، وأماناً بأننا على الحق ونهجه سائرون ومع الله مجاهدون وبه منتصرون”.

فيما يقول آخر: “ماذا نقول أمام هذه الجرائم الكبيرة، يضيق علينا التعبير عندما نشاهد منازل الضعفاء تدمّـر ودماء الأطفال والنساء تسفك، وكل ما له علاقة بالحياة يستهدف، هؤلاء جبناء، هؤلاء بعيدون عن كُـلّ القيم والمثل والنواميس الإنسانية والأخلاقية”.

وفي اليوم ذاته 27 مايو من العام 2015م، استهدف طيران العدوان السعوديّ الأمريكي الخط العام وسيارات المواطنين بوادي ليه بمديرية الظاهر الحدودية بصعدة.

أسفرت غارات العدوان عن إحراق السيارة، وعدد من الجرحى وحالة من الخوف والرعب في نفوس المسافرين والمارين بالمنطقة، وكل أهاليهم ومحبيهم.

يقول أحد المواطنين من سكان المنطقة: “أنت يا فرعون آل سلول قتلت النساء والأطفال والكبار والصغار والشباب والرجال، والحيوانات وكل جميل على وجه الأرض ولم تبقَّ أيُّ شيء؛ فحسبنا الله ونعم الوكيل”.

 

27 مايو 2018.. استهداف منزلق موانئ البحر الأحمر بالحديدة:

في مثل هذا اليوم 27 مايو أيار من العام 2018م، استهدف طيران العدوان السعوديّ الأمريكي منطقة المنزلق الخَاصَّة بصيانة معدات الميناء البحرية التابعة لمؤسّسة موانئ البحر الأحمر بالحديدة، بعدد من الغارات.

أسفرت غاراتُ العدوّ عن تدمير الرافعات الجسرية والمستودعات والصيانة في ميناء الحديدية المغلق ومنطقة صيانة السفن والمعدات البحرية فيه بشكل كلي، لإمعان وزيادة الحصار على الشعب اليمني، في جريمة حرب تتنافى مع اتّفاقية جنيف.

وسبق لطيران العدوان أن أخرج ميناء الحديدة عن الخدمة في الشهور الأولى للعدوان على اليمن، كما واصل العدوّ فرض الحصار ومنع دخول سفن الدواء والغذاء إلى ميناء الحديدة خلال 8 سنوات متواصلة.

استهداف المنزلق لميناء البحر الأحمر هو استهداف مباشر لقوت الشعب اليمني واحتياجاته، ومحاولة لتشديد الحصار على آخر شريان للحياة يصل إليهم، وجريمة حرب وإبادة جماعية بحق شعب كامل عبر سياسة التجويع والحصار، ويعد هذا الاستهداف واحداً من مئات جرائم العدوان بحق البنى التحتية والأعيان المدنية المُستمرّة طوال 9 أعوام.

 

27 مايو 2018.. مرتزِقة العدوان يستهدفون الأحياءَ السكينة بالحديدة:

وفي مثل هذا اليوم 27 مايو من العام 2018 م، استهدف مرتزِقة العدوان السعوديّ الأمريكي الأحياء السكنية بمنطقة 7 يوليو بمديرية الحالي في محافظة الحديدة، بالأسلحة المتوسطة والثقيلة.

أسفر استهداف مرتزِقة العدوان عن تضرر عدد من المنازل، وحالة من الرعب والخوف في أوساط النساء والأطفال، وحالة من النزوح الجماعي.

أحد الأهالي المتضررين هو ممن نزحوا سابقًا من منطقة الحلقة إلى 7 يوليو؛ بسَببِ قذائف مرتزِقة العدوان واستهدافهم للأحياء السكنية، لكن العدوّ ذاته من يلاحقهم، بالاستهداف الممنهج إلى داخل أحد المدارس التي تم استهدافها بعدد من القذائف.

نازحة أُخرى وبجوارها أطفالها تقول: “المرتزِقةُ استهدفوا المدرسةَ التي كنا نازحين عرض جدرانها في خيمة، واليوم نحن بلا مأوى ولا وجهة لنا إلى أي مكان يمكن النزوح إليه بأمان، هؤلاء أخرجونا مع أطفالنا من منازلنا”.

استهدافُ مرتزِقة العدوان للأحياء السكنية في مدينة 7 يوليو واحدة من الجرائم المتكرّرة منذ بدأ العدوان، ولها تبعاتها الإنسانية على حياة المواطنين النازحين وسبب لزيادة معاناتهم.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com