محرقةُ رفح.. هذه هي المسبِّباتُ للتمادي الصهيوني
إكرام المحاقري
بينما يتخاذل المتخاذلون، تستمر الجريمة الصهيونية بوحشية أكبر من ذي قبل، ليسود الخزي وجوه قوم تنكروا لدينهم وسقطوا في شراك شهواتهم. شعوب تتعدى المليار في تعدادها، لكنها عجزت عن إشعال ثورة واقتلاع جذور الفساد من أعلى سلطات الحكم، والتي كانت المسبب الأكبر لما يعانيه الفلسطينيون اليوم ومنذ أكثر من 75 عاماً.
وبينما يغط الحكام العرب في سباتهم المستميت، تستمر الجريمة الصهيونية بحق النساء والأطفال والمدنيين من أبناء غزة لأكثر من ثمانية أشهر على التوالي، لتحقّق الكثير من الإنجازات الدموية وتعجز عن تحقيق شيء يُذكر في مواجهة مجاهدي المقاومة قليلي العدد، وما يتقنه الصهاينة هو سفك الدماء والتلاعب الإعلامي والسياسي على مر تاريخ وجودهم في الأرض المقدسة، والتي قد حرمها الله عليهم لرجسهم وغيهم وإنهم رجس كحال تلك الأنظمة المطبعة المستعربة، التي مثلت الخيانة للإنسانية بكل معانيها.
لسنا ممن يعول على تلك المواقف والتصريحات الساذجة، فالحروب علمتنا أن الحسم لن ولم يأت إلا بقوة السلاح ومواجهة العدوّ حتى آخر رمق، لكن الحقائق التي كُشفت مؤخّراً لا سِـيَّـما حقيقة الأنظمة الصهيونية هي التي تجعلنا نعول على تلك الشعوب القريبة جِـدًّا من غزة وما جاورها، لإقامة ثورة تحد من الغطرسة والصمت المخز، وتحد من تلك الجرائم التي كانت أخرها عشية الأمس بحق نازحين في مخيم رفح والتي أودت بحياة أكثر من مِئة وتسعين شهيد ومئات الجرحى من الأبرياء، بعضهم فصلت رءوسهم عن أجسادهم في محرقة يندى لها جبين الإنسانية في زمن باتت الإنسانية فيه تعيش لحظة من الغربة على قارعة طريق ملطخة بالدماء وممتلئة بالأشلاء.
هناك العديد من الطرق للحد من هذه الجريمة، فالجميع في دول العالم مسؤولون أمام الله في تقصيرهم، فما يقوم به الجيش اليمني يجب أن يكون درس للأُمَّـة في العالمين، فقد أعلنوا الحرب على العدوّ “الصهيو أمريكي البريطاني” وها هم اليوم يعلنون عن عمليات واسعة على مستوى المحيط الهندي والبحر الأبيض كمرحلة رابعة لا حدود جغرافية لها، فماذا عمل الجيش المصري غير الضغط المُستمرّ على النازحين الفلسطينيين ومساندة العدوّ في خنق من تبقى من الأطفال والنساء بسياسة قذرة ولئيمة، وهذا حال الجيش الأردني وغيرهم الكثير، بينما جنود من الجيوش الفرنسية والبريطانية والأمريكية يشاركون الصهاينة معركتهم الوحشية.
ولا ننسى عظمة وجراءة الموقف العسكري التاريخي لحزب الله وإيران الذين وحدوا وجهة المعركة كخط واحد لمواجهة الاستكبار العالمي والحد من التوغل الصهيوني في الأراضي العربية المقدسة، والذي لا يقل عظمة عن نظيرهم اليمني المجاهد.
ختاما: الوضع الآن لا يحتاج المزيد من الدراسات ورفع الإحصائيات للجرائم والضحايا، أَو المزيد من الاجتماعات المايعة في مقرات الأمم المتحدة المتعفنة والتي يكون نتيجتها (فيتو) أمريكي لمواصلة القتل والتدمير والتشريد، بل أن المسألة تتطلب من الشعوب ثورة عارمة لإنقاذ فلسطين بجانب المقاطعة الاقتصادية والتي قد حقّقت إنجازات ملحوظة في تدهور الاقتصاد الصهيوني، فتلك الأنظمة هي المسببة لهذا التمادي الصهيوني وسيستمر في مجازره الوحشية حتى تقف الشعوب مصيرها بنفسها ومصير من تبقى من أبناء غزة الكرماء المظلومين، ولا نامت أعين الجبناء.