المستقبلُ للإسلام والعزةُ والنصرُ للمسلمين
ق. حسين بن محمد المهدي
الإيمان أَسَاس الدين، والإحسان أَسَاس اليقين، فقد أخبر الله بعز الإسلام وظهوره ونصر المسلمين، فقد بعث الله نبيه بالحق، والحق أقوى ظهير، والباطل أضعف نصير، ومن لم يعتبر بغيره لم يستظهر لنفسه، (هُوَ الَّذِي أرسل رَسُولَهُ بِالْهُدى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ).
إن الدين الإسلامي جاء ليبقى، وليكون عقيدة وشريعة وعبادة ومنهاج حياة.
والمؤمن يكون قوياً في عقيدته، واثقاً بربه، مستبشراً بما أخبر به (وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ) (وَكانَ حَقًّا عَلَيْنا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ).
وكيف لا يكون المؤمن قوياً وقد وعده الله بمعيته ونصره، (وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ) (إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ).
الإسلام يجمع للإنسان بين خيرَي الدنيا والآخرة؛ فهو يَعتبِرُ العبادةَ في ركن الإسلام الحج وسيلةً لتحقيق الفوائد الروحية والأدبية والاجتماعية والاقتصادية، والدليل على ذلك قول الحق سبحانه وتعالى: (وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجالاً وَعَلى كُـلّ ضامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُـلّ فَجٍّ عَمِيقٍ، لِيَشْهَدُوا مَنافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسم اللَّـهِ).
العلماء فسّروا منافع الحج بأنها دينية ودنيوية معاً.
والدين والدنيا مترابطان ترابطَ الروح بالجسد؛ فإذا كان الدين يمد الروح بالإيمان الصحيح والأدب الصريح، فَــإنَّ أمور الدنيا تمده بأسباب البقاء ودواعي الارتقاء، والحج مؤتمر عام، يمكن فيه توحيد غاية المسلمين وتوجيههم حول ما يصلح شؤون دينهم ودنياهم.
وفيه ما يشعر بتوجيههم نحو مصادر الحياة الطيبة بما يقتبسه بعض شعوبهم من ثقافة بعض، وفيه تعويد للنفس على مكارم الأخلاق، والبعد عن الرفث والفسوق والشقاق والنفاق، وإعلان البراءة من الشرك بالله خالق العباد.
فلما أنزل الله (بَراءَةٌ مِنَ اللَّـهِ وَرَسُولِهِ) كان الرسول -صلى الله عليه وآله وسلم- قد كلَّف أبا بكر الصديقَ بالحج في ذلك العام أميراً فأتبعه الإمام علي -عليه السلام-؛ لأَنَّ جبريل -عليه السلام- قال للحبيب المصطفى: لا يبلغ عنك إلا رجل منك، فبلغ علي -عليه السلام- ما أنزل إلى الناس من ربهم أن اللهَ بريء من المشركين ورسوله؛ أي إعلام المشركين بالبراءة، ومما لا ريب فيه أن الصهيونية اليهودية مشرِكون بالله، وقد جاء بالقرآن ما يؤكّـد ذلك (وَقالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّـهِ) والقرآن جعل مهمة النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- بشارة المؤمنين وإنذار الذين قالوا اتخذ الله ولداً (وَيُنْذِرَ الَّذِينَ قالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَداً، ما لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ وَلا لِآبائِهِمْ كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْواهِهِمْ إِنْ يَقُولُونَ إِلاَّ كَذِباً).
فما أحرى المسلمين اليوم في أن يعلنوا في يوم الحج الأكبر البراءةَ من هؤلاء الكفرة الذين قالوا اتخذ الله ولداً من اليهود الظالمين، وإعلان الحرب عليهم إن لم ينسحبوا من فلسطين.
إن المسلمين مكلَّفون بإقامة الإسلام والجهاد؛ مِن أجلِه (لِتَكُونُوا شُهَداءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً).
فذلك من أهم الواجبات، وَإذَا لم يقم بذلك المسلمون اليوم فسيأتي من يقوم بأداء هذا الواجب (وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ ثُمَّ لا يَكُونُوا أَمْثالَكُمْ).
فالمستقبلُ للإسلام، وليس لليهودية الصهيونية، وهذا رسول الإسلام محمد -صلى الله عليه وآله وسلم- يقول: (ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار).
الإسلام قادمٌ تقودُه المسيرة القرآنية وقائدها السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي -حفظه الله- فارجعوا عن غيكم أيها المتخاذلون، فقد أضعتم أنفسَكم بتخاذلكم، ومن ضيع نفسه كان لغيره أضيع، ومن منع البر والتقوى كان لبرِّه أمنع، فلا تزل بكم عقولكم وتخضع للكفار والمنافقين، فمن زل به العقل زل به الفعل؛ فهيئوا أنفسكم للجهاد في سبيل الله، نصرة للإسلام والمسلمين في فلسطين، فنصر الله لأنصاره ولحزبه آت لا ريب فيه.
والشكر والثناء الجميل للمجاهدين ولأنصار الله وحزبه الذين ضربوا حاملة الطائرات الأمريكية “أيزنهاور” في البحر الأحمر بالصواريخ والطائرات، والعاقبة للمتقين (وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ).
العزة لله ولرسوله وللمؤمنين، والخزيُ والهزيمةُ للكافرين والمنافقين, ولا نامت أعين الجبناء.