طوفانٌ مليوني غاضب يؤكّـد أن اختلاطَ الدم اليمني بالفلسطيني سيزيدُ من الهمم لنصرة غزة حتى النصر
المسيرة: صنعاء
بعد التصعيدِ العسكري الكبير ضد العدوّ الصهيوأمريكي، وعلى أنغامِ الانتصارات المتتالية؛ ورداً على الغطرسة والإجرام “الإسرائيلي” ثار الشعب اليمني، الجمعة، في طوفان مليوني جديد، حمل عنوان “مع غزة.. تصعيد مهما كانت التحديات”، جَدَّدَ اليمانيون فيه نفيرَهم واستنفارَهم لمواجهة التصعيد الأمريكي البريطاني الإسرائيلي على اليمنِ وفلسطين.
وتحتَ حَرِّ الشمس ونشوةِ الضربات المسدَّدة، أكّـد اليمنيون الأحرارُ أن الجرائمَ الأمريكية البريطانية الأخيرة وقد جعلت الدم اليمني يختلط بالدم الفلسطيني، لن تزيد اليمنيين إلا اندفاعًا وقوةً للأخذ بالثأر والاقتصاص لأطفل غزة واليمن.
ورفعت الحشود المليونية لافتات أكّـدت الجهوزيةَ التامةَ لمواجهة قوى الطغيان والاستكبار العالمي، واستعداد الشعب اليمني لخوض معركة “الفتح الموعود والجهاد المقدَّس” ضد أعداء الأُمَّــة الإسلامية، فيما بارك اليمانيون العملياتِ البطولية والنوعية للقوات المسلحة اليمنية في استهداف سفن العدوّ الأمريكي والبريطاني والصهيوني في البحار الأحمر والعربي والأبيض المتوسط والمحيط الهندي، في إطار المرحلة الرابعة للتصعيد؛ انتصاراً لغزة وإسناداً للمقاومة الفلسطينية.
وصدر عن الطوفان المليوني بيانٌ أكّـد التأييدَ المطلق والمسانَدة الكاملة لعمليات القوات المسلحة، ولكل قراراتِ القيادة المجاهدة في مواجهة التصعيد الصهيوني بتصعيد أكبر، والجاهزية لتنفيذ أوامر القيادة الحكيمة والشجاعة في كُـلّ ما تتطلبه مراحلُ التصعيد المختلفة، منوِّهًا إلى استمرارِ أبناء الشعب اليمني في التعبئة والاستنفار بكل همة وعزيمة ومواصلة الفعاليات المتنوعة، والمسيرات الكبرى، وملء ميادين التدريب والتأهيل، مستعينين بالله ومتوكلين عليه.
وحذَّرَ تحالُفَ العدوان السعوديّ الإماراتي من الخنوع للضغوط الأمريكية والصهيونية والمضي في مؤامرتهم القذرة في العبث بما تبقى من هامش محدود للاستقرار المعيشي للشعب اليمني لمحاولة ثني اليمن عن موقفه مع الشعب الفلسطيني.
وقال البيان على لسان أحرار اليمن: “نقولُ لهم بكل وضوح وحزم، موقفنا في نصرة الشعب الفلسطيني ثابت، ولن يتغير مهما كانت التحديات، ونؤكّـد لهم أن صب الزيت على النار سيشعلها في وجوه وأكباد وأحشاء المتورطين”، داعياً شعوب الأُمَّــة العربية والإسلامية إلى مساندة الشعب الفلسطيني بكل أنواع الدعم والمساندة العملية المؤثرة، والاتّجاه نحو التربية الإيمانية الجهادية الواعية والمسؤولة لحماية المجتمعات والأجيال من خطر التمييع، والانحلال، وهيمنة التضليل والخداع الصهيوني والاستعماري على العقول، وتأثيره على النفوس.
كما حث البيان، على حمايةِ الأُمَّــة ومستقبل الأجيال من مخاطر الضياع والاندثار، وليتحملوا مسؤوليتهم التاريخية أمام الله والأجيال، وأن يكون لهم موقف عملي مؤثر أمام الهمجية الصهيونية الأمريكية.
وأشاد بصمود وصبر، واستبسال أبناء الشعب الفلسطيني المجاهد الصابر، وثبات وبطولة مجاهديه العظماء، في وجه أخبث وأقذر حرب همجية عنصرية إجرامية، حاقدة على الله، وعلى أنبيائه ورسله، وعلى البشرية جمعاء، والمنبعثة من النفسية اليهودية الصهيونية المتخمة بكل أصناف الشرور، والمتشبعة بكل العقد والرواسب الخبيثة، من حقد، وكبر، وغلو، واحتقار لآدمية البشر، وازدراء لإنسانيتهم.
وحذَّر من الانسياق وراء الخداع والتضليل الذي تمارسه الإدارة الأمريكية للتنصل من مسؤوليتها عن كُـلّ الجرائم المقترفة بحق الشعب الفلسطيني، وشعوب المنطقة، ومن خطورة الترويج لهذا التضليل من قبل أدوات أمريكا والصهيونية في المنطقة.
وجَدَّدَ التأكيدَ أن أمريكا هي الشريكُ الأولُ والأكبرُ للصهاينة في كُـلّ جرائمهم بحق الشعب الفلسطيني، وأنها الداعم الأَسَاس لهذا الكيان، وأنه لولا الدعم والمساندة الأمريكية الشاملة، عسكريًّا وسياسيًّا واقتصاديًّا واستخباريا للكيان الصهيوني، لَمَا تجرأ على ما يقوم به من جرائم مهولة، على مدى ٧٥ عاماً، موضحًا أن أمريكا لا تقيم أيَّ وزن لبيانات الشجب والإدانة الفارغة من الموقف العملي، ولا تحترم إلا الأقوياء.. مؤكّـداً أن الاحتماءَ بأمريكا، والركون إليها، والإذعان لإملاءاتها لا يؤدي إلا إلى الخسارة المحقّقة.
وجَدَّدَ الشعبُ اليمني دعوتَه لحكام البلدان العربية والإسلامية إلى مواقف َعملية ملموسة، وعدم الاكتفاء بالبيانات السياسية الباهتة، واتِّخاذ إجراءات عملية عاجلة لقطع العلاقات مع الكيان الصهيوني، ومنع تزويده بالمؤن والبضائع والسلع عبر موانئهم ومطاراتهم، وأن يقوموا بواجبهم في نصرةِ الشعب الفلسطيني، بما يتلاءمُ ويليقُ بما تمتلكُه بلدانُهم من مقدرات وإمْكَانيات.
وأكّـد بيانُ المسيرة، أن السكوتَ أمام هذا العدوان المريع، خِذلانٌ وتقاعسٌ ونكوص عن القيم الإيمانية، والقومية، والإنسانية، وله أثره الخطير على مستقبل شعوبهم.
كما عبَّرَ عن التضامن الكامل مع الشعب المصري الشقيق إزاء العدوان الصهيوني على الجنود المصريين بمعبر رفح والذي أَدَّى لاستشهاد وجرح عدد منهم، مجدّدًا التأكيدَ على أن اليمن مع حق مصر حكومةً وشعبًا في الرد الحازم على هذا الاعتداء الأرعن.
وأشاد البيانُ باستمرارِ التحَرّك الشعبي في مختلف البلدان لنصرة الشعب الفلسطيني، وحيا استمرار التحَرّك الطلابي الشجاع والنبيل في عشرات الجامعات الأمريكية والأُورُوبية والتحَرّكات المساندة لهم في مختلف بلدان العالم في وجه القمع والتعسفات والعجرفة التي يتعرضون لها من قبل اللوبي الصهيوني وداعميه في الإدارة الأمريكية والحكومات الأُورُوبية.. معبراً عن التضامن الكامل معهم.
وطالب بالتوقُّف والتراجع عن كُـلّ الإجراءات الظالمة بحق الطلاب في الجامعات الأمريكية والأُورُوبية من اعتداءات جسدية، واعتقالات، وطرد، وفصل وحرمان من الاختبارات، وغيرها، دعياً كافة الفعاليات الحرة والشريفة لمساندتهم إعلاميًّا وسياسيًّا في كافة الوسائل العالمية والمحافل السياسية، مشيداً بمواقفِ إيرلندا وإسبانيا والنرويج في الاعتراف بالدولة الفلسطينية.. مثمناً المواقفَ الشجاعة لعدد من دول أمريكا الجنوبية بقطع العلاقات مع الكيان الصهيوني ومقاطعة بضائعه.
وفيما دعا البيان دول وشعوب العالم إلى مقاطعة شاملة لسلع وبضائع الكيان الصهيوني، فقد اختتم أحرار اليمن بيانهم بخطاب موجه للفلسطينيين: “نقول لأبناء الشعب الفلسطيني العزيز كما قال قائدنا: لستم وحدكم.. ونحن معكم حتى النصر”.