السيدُ نصرُ الله: مستقبلُ جبهة المقاومة مشرقٌ ومنتصِر.. وَ(طوفان الأقصى) معركة وجود ومصير

المسيرة | متابعاتأكّـد الأمين العام لحزب الله، سماحة السيد حسن نصر الله، اليوم الجمعة، أنّ “جبهة المقاومة أصبحت أكبر وأوسع وأشمل وأقوى من أي وقت مضى”. وفي كلمة خلال الاحتفال التكريمي للعلامة الشيخ علي كوراني، قال السيد نصر الله: “نحن في الجبهة التي مستقبلها واضح ومشرق ومنتصر، والمسألة مسألة وقت”، فيما “جبهة العدوّ تمرّ في حالة سيئة لم يمر مثلها منذ 79 عاماً، باعتراف المسؤولين الصهاينة”. وأضاف: “يجب أن ننظر إلى هذه المعركة في منطقتنا على أنّها معركة وجود ومعركة مصير، ويجب أن نكون فيها جميعاً”، مشدّدًا على أنّ الانتصار في هذه المعركة “ستكون له آثار إيجابية في المنطقة على كُـلّ المستويات”.  جبهة الجنوب.. ضاغطة ومؤثرة:السيد نصر الله أشار إلى أنّ جنوب لبنان هو في خضمّ هذه المعركة التي “تعني مستقبل لبنان والثروة والسيادة اللبنانية”، أوضح أنّ هذه الجبهة “ضاغطة وقوية ومؤثرة على العدوّ الصهيوني”، وهي “جبهة إسناد وجزء من المعركة التي تصنع مصير فلسطين ومصير لبنان ومصير المنطقة، بعيدًا عن الحسابات الضيقة التي يغرق فيها بعض اللبنانيين”. وتوجّـه إلى اللبنانيين بالقول: “لا تصغوا إلى تقييمات من لا يعرفون أَو من يعرفون وينكرون، بل اصغوا إلى ما يقوله جنرالات ومسؤولو ومستوطنو العدوّ عن جبهة لبنان”. وتابع أنّ “قادة الكيان أتوا إلى الشمال ليفاخروا بإبعاد المقاومة إلى كيلومترات بعيدة، ليأتي الرد بعملية على قرب أمتار قليلة من الموقع”، مردفاً: “لو أراد المقاومون الدخول إلى الموقع لدخلوا”.  “تأييد جبهة لبنان عابر للطوائف”:في الإطار، تطرّق السيد إلى يجري تداولها عن “عدم تأييد اللبنانيين لعمليات المقاومة”، مؤكّـداً أنّ “تأييد جبهة لبنان في إسنادها فلسطين عابر للطوائف، وليس محصوراً بفئة أَو بأُخرى”. وتابع بالقول: “ليعرف كُـلّ شخص حجمه ويتحدث بالنيابة عمّن يمثل حين يتحدث عن رفض غالبية الشعب اللبناني لجبهة الإسناد”، لافتاً إلى أنّ “هناك تحمل لأعباء وعدوان هذا الكيان منذ 1948، وما زالت البيئة حاضنة ووفية ومخلصة وببركة صمودها كانت الانتصارات في أيار عام 2000 وتموز 2006”. وأكّـد السيد نصر الله على أنّ “نتائج معركة الجنوب أعلى وأكبر من المكاسب السياسية الداخلية، تماماً كما كان التحرير في 2000 والانتصار في 2006”.  “لا علاقة للمعركة بانتخاب رئيس للبنان”:كذلك، أوضح السيد نصر الله أنّ الحديث عن أنّ الجبهة في لبنان “تمنع انتخاب رئيس للجمهورية مغالطة”، مؤكّـداً أنّ “لا علاقة للمعركة في الجنوب وغزة بانتخابات الرئاسة”. وبيّن أنّ “ما عطل انتخاب رئيس للجمهورية في لبنان هي الخلافات الداخلية والفيتوهات الخارجية”، مُضيفاً، أنه “منذ البداية قلنا إنّنا لا نريد أن نوظف ما يجري في الجنوب بالشأن الداخلي، لكن ثمة من يعيش في الوهم”. وأوضح السيد نصر الله أنّ “ما سُرّب عن عروض وإغراءات بشأن التنقيب، في مقابل وقف الجبهة، يكشف شراكة الأميركي في صنع معاناة اللبنانيين، حَيثُ إنّ “الأميركي شريك في صنع معاناة الكهرباء في لبنان، وعطّل في موضوع حقول النفط في المياه اللبنانية”. وَأَضَـافَ، “لا ترسيم للحدود البرية في لبنان، وهناك تطبيق للحدود المرسمة، فيما هناك أماكن يحتلها العدوّ يجب أن يخرج منها”.  “نتنياهو يأخذ الكيان إلى الأسوأ”:وفيما يخصّ الفشل الإسرائيلي في غزة، أوضح السيد نصر الله أنّ رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو “يأخذ الأمور إلى الأسوأ على الكيان، في إصراره على حربه”. وعلّق على تصريحات عضو “كابينت” الحرب، وصاحب “عقيدة الضاحية” غادي آيزنكوت، التي قال خلالها إنّ فرقة كاملة (تتألف من عدة ألوية) لـ “جيش” الاحتلال تخوض معارك ضد كتيبة كان قد أعلن عن تفكيكها في جباليا”، وإنّ “القتال صعب”. وشدّد السيد نصر الله على أنّ هذه التصريحات “تُبيّن حال الجيش الإسرائيلي المنهك”، مُشيراً إلى أنّ “الجيش الإسرائيلي يضطر، مع معركة رفح، للدخول إلى جباليا بفرقة كاملة”. وَأَضَـافَ أنّ رئيس البنك المركزي الإسرائيلي “تحدّث عن كارثة ستلحق بالكيان، فيما قادة الجيش ومسؤولين إسرائيليين كبار في الشأن العسكري تحدثوا عن مثل هذه الأزمات والكوارث”. وفيما يخصّ مواقف الدول من المجازر الإسرائيلية في قطاع غزة، أشار السيد نصر الله إلى أنّ “موقف هذه الدول في إدانة العدوان والمجازر واعترافها بدولة فلسطين هي من بركات (طوفان الأقصى) “، لكن المعركة في غزة ما زالت قائمة، فيما العالم “يقف عاجزاً؛ بسَببِ الحماية الأميركية، وهناك من لا يزال يراهن على المجتمع الدولي في الردع والحماية”.  تعزية وتبريك بشهداء اليمن:وخلال كلمته، توجّـه السيد نصر الله بالتعزية والتبريك بالشهداء اليمنيين الذين ارتقوا في العدوان الأمريكي البريطاني ليل الخميس – الجمعة، والذي أَدَّى إلى ارتقاء 16 شهيداً و41 جريحاً. وأشَارَ إلى أنّ الموقف اليمني واضح منذ البداية أنّ “أي عدوان أمريكي لن يؤثر في الدعم اليمني وإسناده لفلسطين ولقطاع غزة”.  نبذة عن مسيرة الشيخ كوراني:إلى ذلك، تحدّث السيد نصر الله عن سيرة الشيخ كوراني، قائلاً إنّه “بذل جهوداً كبيرة في التبليغ الديني من العراق إلى الكويت إلى لبنان وإيران، وإلى الكثير من الدول الإفريقية والعربية، بالإضافة إلى مشاركته في العديد من المؤتمرات”. وَأَضَـافَ أنّه “ألّف أكثر من 60 كتاباً في السيرة والعقائد وغيرها من المواضيع”، مردفاً أنّ “إنجازات الشيخ كوراني مهمة، وعلى رأسها إدخَاله التقنيات الحديثة إلى الحوزة العلمية والبحث العلمي، كبرنامج مكتبة أهل البيت”. وتابع أنّ “أهم إنجاز في هذا السياق، هو العمل الموسوعي الذي أنجزه، كالموسوعة التي جمع فيها كُـلّ المصادر في خصوص القضية المهدوية”. ولفت السيد نصر الله إلى أنّ الشيخ كوراني “لم يكن يعدّ نفسه معنياً بملف أَو بحدود جغرافية معينة، وكان من المؤسّسين في العمل الإسلامي الحركي بدايةً من العراق في الستينيات، وكان من المؤسّسين لبدايات العمل الجهادي غير العلني في أواخر السبعينات”. وذكر أنّ الشيخ كوراني “واصل جهاده على مدى أربعين عاماً، والذي أَدَّى ‘إلى انطلاقة المقاومة الإسلامية التي ما زالت مُستمرّة إلى اليوم”. وأكّـد أنّ “إيمان الشيخ كوراني بالمقاومة ودعمه لها كان مطلقاً بياناً ومساندة ودعماً وبذلاً لفلذة الكبد، حَيثُ كان ابنه الشهيد الشيخ ياسر أحد أفراد الفريق الأول، وكان يشكل رابطاً أَسَاسياً مع الحرس الثوري في إيران”. كما شدّد السيد نصر الله على أنّ الشيخ كوراني “كان التزامه مطلقاً بفلسطين من البحر إلى النهر، وكان يؤمن بشدة بانتصار المقاومة وزوال الكيان وكان يستعجل ذلك”.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com