ما بعد الـوعــيد إلا تصاعُـدُ التصعيد

خديجة المرّي

شعبٌ عظيمٌ في صموده لا يستكين ولا يلين، مُتحدي قِوى النِفاق والمُستكبرين، ومع غزّة واقفٌ في كُـلّ وقتٍ وحين، كسر هيبة أمريكا وبريطانيا والصهاينة المُستكبرين، وأذهل العالم بأسره في أبهى صورة مُنقطِعة النظير.

لا يزال الطُّوفان البشري مُتدفقًا في جميع مُحافظات الجمهورية اليمنية، والمناطق الحرة الأبية، من كُـلّ أسبوع بِجماله وإبداعه وعظمته، وتحديدًا يوم الجمعة، يُشاهِدُ الجميعُ المظاهرات الحاشدة والمليُونية تضامُنًا مُميزًا، ووقُوْفًا صادقًا مع الشعب الفلسطيني المظلوم، رغم ظُروفه الصعبة، وقلةِ الإمْكَانيات لديه، إلاّ إنهُ حمل هَمَّ هذه القضية على عاتقه.

بينما يُواصِلُ كيانُ العدوّ الأمريكي والإسرائيلي جرائمَهُ البشِعة بِحق أبناء الشعب الفلسطيني المظلوم، واستمرارَه في تلك الجرائم التي لم تحَرّك ساكنًا عند العرب، وأنظمة العمالة والأمم، يقفُ الشعب اليمني موقـِفًا عظيمًا مُشرِّفًا، مؤكِّـداً على ثباته وصموده في مواجهة أعدائه.

ومع استمرار شنِّ العدوان الأمريكيّ البريطانيّ على شعبنا العزيز بِعددٍ من الغارات الهستِيرية على العديد من المحافظات ومنها: «محافظة صنعاء وتعز ومدينة الحديدة» والتي أَدَّت إلى وقوع العديد من الشُّهداء والجرحى، وإلى تضرر مبنى إذاعة الحديدة، وكذلك مبنى خفرِ السواحل في ميناء الصليف، وبالإضافة إلى تضرر عددٍ من السُّفُن التجارية في الميناء، وهذا بالفعل يُمثل استهدافًا واضحًا للأعيان في المدينة وانتهاكا سافرًا لكل القوانين الدولية، وجريمة حربٍ مُكتملة الأركان.

وشعبُنا لن يسكت ولن يتردّد في الرّد المُباشر على كُـلّ عدوانٍ على الأراضي اليمنية، والقوات المُسلحة تُؤكّـد أن جرائم العدوانِ الأمريكيِّ والبريطانيِّ لن تُثنيها عن واجبها الدينيّ والأخلاقيّ والإنسانيّ تِجاه الشعب الفلسطينيّ وأنَّ عملياتها مُستمرّةٌ حتى وقف العدوان، ورفع الحصار عن الشعب الفلسطيني في قِطاع غزَّة.

إن تنفيذَ القُوة الصاروخية والقوة البحرية في القوات المُسلحة اليمنية عمليةً عسكرية مُشتركة استهدفت حاملة الطائرات الأمريكية “أيزنهاور” في البحر الأحمر، وعدداً من الصواريخ المُجنحة والبالستية التي كانت بِنجاح وبِدقة عالية ومُباشرة بفضل الله سبحانهُ وتعالى، وهذا إنّ دل على شيء؛ فَــإنَّما يدُلُّ على قُوة وعزيمة إرادَة شعبٍ لا يُقهر ولا يُهزم، ولن يتوقف ابدًا مهما كانت الضغُوطات والتحديات، بل إنهُ أسقط هيبةَ وجبروت أمريكا وبريطانيا وعُملائها في المنطقة.

وما بعد هذا التصعيد الذي يقُوم بِه شعبُنا العظيم إلاّ الوعيد، الوعيد بردٍّ أقوى، الوعيد بِجاهزية عُظمى، الوعيد بحتمية وزوال كيانٍ غاصب من على الوجود، والوعيد بالنصر المُوعود للشعب الفلسطيني المظلوم، وشعبنا اليمني الحرِّ الأبي الغيُور، دول محور المُقاومة الأعزاء، وكل المظلومين من كُـلّ أحرار هذا العالم، والعاقبة للمتقين، (وَسَيَعْلَـمُ الَّذِينَ ظَلَـمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ).

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com