المقاومةُ بين الاتّهام بالإرهاب والدفاع عن الأوطان.. تناقُضاتُ الموقف الدولي
شاهر أحمد عمير
تتعرَّضُ المقاومةُ في مختلفِ أنحاء العالم، وخَاصَّةً في فلسطين واليمن، لاتّهاماتٍ متزايدةٍ بالإرهاب والانقلابية من قبل قوى الاحتلال وحلفائها.
تتجلَّى هذه الاتّهاماتُ في وَصْفِ المقاومين المدافعين عن أوطانهم وأديانهم بأنَّهم “إرهابيون” و”مجوس”، بينما يُعتبر أُولئك الذين يقاتلون إلى جانبِ قوات الاحتلال ويعملون على تحقيقِ مصالحها بأنهم “شرعيون” و”حماة الوطن والدين”!
المقاومةُ الفلسطينية.. كفاحٌ ضد الاحتلال وتُهَمٌ بالإرهاب:
منذ عقود، يعاني الشعبُ الفلسطيني من احتلال إسرائيلي مدعوم أمريكياً، تُتهم المقاومةُ الفلسطينية، التي تدافع عن أراضيها وحقوقها، بأنها “إرهابية”، هذا في الوقت الذي يتم فيه تقديمُ الجيش الإسرائيلي، الذي يرتكبُ انتهاكاتٍ يوميةً ضد المدنيين، على أنه جيشٌ شرعي يدافعُ عن الأمن والديمقراطية.
اليمن.. الشرعية الحقيقية والاتّهامات بالإرهاب:
في اليمن، يتكرّر ُالسيناريو ذاته، الجيشُ اليمني والمقاومة الشعبيّة، التي تقفُ في وجهِ الاحتلال السعوديّ والإماراتي والأمريكي، تُتهم بالإرهاب والانقلابية، بينما يُعتبَرُ المرتزِقةُ الذين باعوا الوطن وقاتلوا لصالح هذه القوى الخارجية بأنهم “شرعيون” و”حماة الوطن”، هذا التناقض الفاضح يعكس مدى النفاق الدولي والازدواجية في التعامل مع القضايا العادلة.
الازدواجيةُ والنفاق الدولي:
يبدو أن العالَمَ بات يُعرِّفُ مَن يدافعُ عن وطنه ودينه بأنه “إيراني” و”مجوسي” و”رافضي”، بينما يُنظَرُ إلى من يقاتلُ تحت راية المحتلّ على أنه “شرعي”، هذا الموقفُ المنافقُ والظالم يظهر مدى التحيز وانعدام العدالة في النظام الدولي.
إن الدفاع عن الوطن والوقوف في وجه المحتلّ هو حق مشروع تكفله كُـلّ القوانين والأعراف الدولية، إلا أن هذه الحقوق تُنتهك بشكل صارخ أمام أعين المجتمع الدولي الذي يرقص على جثث النساء والأطفال بلا مبالاة.
خِذلان عربي وإسلامي:
لا يمكن تجاهل الخِذلان العربي والإسلامي لقضايا المقاومة؛ فبدلاً عن تقديم الدعم والمساندة، تفضِّلُ بعضُ الدول العربية والإسلامية الوقوفَ إلى جانبِ القوى المحتلّة وتوفيرِ الغطاء السياسي والعسكري لها، هذا التخاذُلُ يزيدُ من معاناة الشعوب ويُطيلُ أَمَد َالنزاعات؛ ما يؤدِّي إلى المزيد من الدماء والدمار.
إن موقفَ العالم الحالي تجاهَ المقاومين والمدافعين عن أوطانهم يعكسُ ازدواجيةً فاضحةً ونفاقاً واضحًا، يجبُ على المجتمع الدولي أن يتوقَّفَ عن هذه السياسات الظالمة وأن يعترفَ بحَقِّ الشعوبِ في الدفاع عن أراضيها وحريتها، كما يتوجَّبُ على الدول العربية والإسلامية أن تقفَ موقفاً صريحاً وواضحًا إلى جانبِ الحَقِّ والعدالة، بعيدًا عن المصالح الضيقة والتحالفات المشبوهة.