قواتُ اليمن.. أداءٌ يكسرُ الغطرسة الأمريكية
عبدالحكيم عامر
ساهمت القوات المسلّحة اليمنية في تعقيد المشهد على الاحتلال الإسرائيلي وداعميه من خلال عملياتها الإسنادية لغزة أمام سفنه وسفن الأمريكي وبارجاته في البحارِ العربي والأحمر والمتوسط، والمحيط الهندي؛ حتى وقف دائم لإطلاق النار في غزة وإغاثة إنسانية لمئات آلاف من الفلسطينيين الذين يعانون من الجوع.
إن تصعيد القوات المسلحة اليمنية إلى المرحلة الرابعة يكشف بوضوح امتلاكَها قدراتٍ تفوقُ التوقُّعات فيما يتعلق بإمْكَانية رصد وتتبع حركة الملاحة الدولية بشكل دقيق، وإمْكَانية تنفيذ عمليات دقيقة على مسافات بعيدة للغاية، وربما في أكثر من جهة في وقت واحد.
استطاعت القوات المسلحة اليمنية أن تحطم إرادَة العدوّ، وأن تفرض إرادَة وسياسة اليمن وشعبه وجيشه في المنطقة، وتغير موازين القوة وتفرض قواعد اشتباك جديدة، وتمكّنت من حشد أقصى قدراتها، في المناطق الحاسمة لتدمير قوة العدوّ الأمريكي والبريطاني في البحر الأحمر والبحر العربي والمضيق ووُصُـولاً إلى المحيط الهندي والبحر الأبيض المتوسط.
وتتواصل أَيْـضاً عمليات القوات الجوية بإسقاط الطائرات الأمريكية نوع طائرات MQ-9 وقد أَدَّت هذه العمليات لشويه سمعتها، وأسقطت هيبتها.
الموقف العسكري الأمريكي في البحر الأحمر تأثر سلباً بإسقاط MQ9 فهذه الطائرة تستخدم في الرصد والتجسس بالنسبة له وإسقاطها المتكرّر أضعف موقفه العسكري وصار من الصعوبة عليه إرسال طائرات أُخرى من ذات النوع لتزايد احتمال إسقاطها كما حدث مع الـ6 السابقات.
إن القوات المسلحة اليمنية قد فرضت معادلة عسكرية في مسرح العمليات، سواءٌ أكان ذلك على مستوى مواجهة السعوديّة والإمارات، أَو حتى على مستوى المعركة البحرية، وُصُـولاً إلى أننا استطعنا تأمين كُـلّ النقاط الأَسَاسية والرئيسية الواقعة تحت الاحتلال، ومرتزِقتهم، وكل المحافظات.
عمليات اليمنِ انتقلت من التحذير إلى الإغراق وإمْكَانياتنا متطورة، وقادرين على ضرب أكثر من هدف في وقت واحد، وهناك نقلات مذهلة تتيح تنفيذ عمليات نوعية وصادمة للعدو، والعمليات القادمة نوعية وأشد إيلاماً ووجعاً للعدو.
وخلاصة القول إن على واشنطن ولندن بعد تلقّي سفنهما وبوارجهما لضربات يمنية حيدرية، إدراكَ أن استمرار دعمهما للكيان الصهيوني في ارتكاب الجرائم المروعة بحق الشعب الفلسطيني ومنع دخول احتياجات قطاع غزة من الغذاء والدواء، يعني استمرار الضربات على السفن الصهيونية والأمريكية والبريطانية، والشركات الداعمة للعدو الصهيوني؛ وهو ما يعجل برحيل كُـلٍّ من أمريكا وبريطانيا من المنطقة برمتها.