ذاكرة العدوان: 8 يونيو خلال 9 أعوام.. عشراتُ الشهداء والجرحى في قصف عدواني على صنعاء وصعدة وحجّـة
المسيرة – منصور البكالي:
واصل طيرانُ العدوان السعوديّ الأمريكي في مثل هذا اليوم 8 يونيو من الأعوام 2015م، و2018م، و2020م، استهداف منازل المواطنين ومصانعهم ومزارعهم بصعدة وصنعاء وحجّـة.
أسفرت غارات العدوان عن عشرات الشهداء والجرحى وموجة نزوح متجددة كُـلّ يوم، وتدمير مصنع مواد بلاستيكية، ومزرعة، في استهداف ممنهج لقتل كُـلّ مظاهر ومقومات الحياة.
وفيما يلي أبرز تفاصيل جرائم العدوان في مثل هذا اليوم:
8 يونيو 2015.. 16 شهيداً وجريحاً في استهداف منازل مواطنين بصعدة:
في مثل هذا اليوم 8 يونيو من العام 2015م، استهدف طيران العدوان السعوديّ الأمريكي منزل المواطن أحمد حلحل ظافر بعدد من الغارات.
أسفرت الغاراتُ عن 6 شهداء و4 جرحى ودمار كلي للمنزل وتضرر المنازل المجاورة وممتلكات المواطنين، وحالة من الخوف والهلع في نفوس الأهالي، وموجة نزوح جديدة إلى الجبال والكهوف.
هنا أُمٌّ تقطَّعت بين الركام أشلاء وقطع رأس رضيعها بين يدَيها وهو لا يزال يتناولُ حقه في الرضاعة من ثديَيها، ولم يكمل حتى الشَّبَع لتحوِّلَه غارةُ العدوان إلى جثة ممزقة بجوار جسم أمه ويفارقان الحياة سوياً في مشهد تقشعر منه الأبدان، وتتكسر القلوب والخواطر، إنه التوحش في أنصع صوره، بل عدو لا يعرف الإنسان ولا يهاب مشاعر الإنسانية وقوانينها ومواثيقها الدولية.
كما كان هناك أب في الخارج يعود ليجد طفلته وفلذة كبده جثة ممزقة يحملها على ذراعيه ويحتضنها ويمسك بها وهو يبكي ويتألم حزناً وكمداً، ويدخلها سيارة الإسعاف، وبجواره جُثة لأخته الراعية للأبقار والمواشي التي لم تسلمْ من الشظايا والجراحات، ونفوق بعضها في المرعى القريب.
استهدافُ العدوان لمنزل الموطنين أحمد ظفار، جريمة حرب مكتملة الأركان واستهداف مباشر وعن قصد وترصد لأحد الأعيان المدنية المأهولة بالسكان، وواحدة من آلاف الجرائم المرتكبة بحق أبناء الشعب اليمني على مدى 9 أعوام متتالية، وجريمة حرب مكتملة الأركان تستهدف الأعيان المدنية، والآهِلة بالسكان، عن سابق قصد وترصد.
وفي سياق متصل بمحافظة صعدة وفي اليوم ذاته 8 يونيو من العام 2015م، استهدف طيران العدوان السعوديّ الأمريكي منزلاً آخر في آل مزرع بمديرية سحار، بعدد من الغارات الجوية.
أسفرت غارات العدوان عن 4 شهداء، الأب والأم، وطفلة وطفل لهما، وجرح طفلين لهما، تحت سقف منزلهم المدمّـر على رؤوسهم، وتضرر عدد من منازل المواطنين وموجة نزوح جديدة إلى المجهول.
الطفلان الناجيان من المجزرة قد تشفى جراحهما، لكن من يعوضهما فقدَ والدَيهما، وحنانهما، بل سيعيشان حياة اليتم في عمر الورود، ويكبران على هذه المأساة وفي ذاكرتهما صورة الجرم الذي حرمهما حق العيش في ظل أسرة، فيكبر الجرح ويتوسع عند كُـلّ عودة للذاكرة نحو الجريمة ومشاهدها، ومصاعب حياة اليتم والقهر والفقد لكنف الأبوين.
قتل الأطفال واستهداف الأسر اليمنية في منازلها مشهد كرسه العدوان كُـلّ يوم من أَيَّـام عدوانه، متجاوزاً كُـلّ القوانين والقيم والمبادئ الدينية والإنسانية، ومخلفاً آلاف الجرائم بحق الشعب اليمني على مدى 9 أعوام.
وفي جريمة رابعة في ذات اليوم 8 يونيو من العام 2015م، وفي السياق ذاته، استهدف طيران العدوان السعوديّ الأمريكي منازل المواطنين في مديريات ساقين وحيدان بصعدة بعشر غارات جنونية وهستيرية متواصلة.
أسفرت الغارات عن دمار عشرات المنازل، ونفوق عشرات المواشي، وتشرُّد أُسَرٍ بكاملها، نحو الجبال والكهوف والوديان، لتفقدَ منزلها الذي تركته قبل الغارات، على أمل العودة، فحوّلته غاراتُ العدوان إلى ركام بعد عين، وحلم دون حقيقة.
هنا الدمار والخراب والركام يجاور بعضه بعضاً بعد أن كان لمنازل يتجاور فيها الأهالي ويلعب في مساحاتها الأطفال، وتقام تحت أسقفها المسرات والأفراح والذكريات، تحولت إلى كومة تراب وصخور وبقايا أخشاب مبعثرة، تبعثر معها أمل عشرات الأسر اليمنية في حق العيش الكريم، الأمن، المستقر.
استهداف منازل المواطنين في صعدة واحدة من آلاف جرائم العدوان وبند من مخطّطاته المُستمرّة في تدمير اليمن أرضاً وإنساناً، وعلى مدى 9 أعوام متواصلة.
وفي جريمة رابعة، في اليوم ذاته 8 يونيو، بذات العام، بمحافظة صعدة، استهدف طيران العدوان مصنعاً للبلاستيك ومنازل مجاورة، في منطقة عين، بـ 6 غارات جوية حاقدة على الاقتصاد اليمني.
أسفرت الجريمة عن تدمير المصنع ومعداته ومخازنه واحتراق كُـلّ ما فيه، وخسائر مادية بملايين الدولارات، وتعطيل عشرات الأيادي العاملة، وقطع أرزاق عشرات الأسر.
استهداف مصنع المواد البلاستيكية في صعدة واحدٌ من بنك أهداف العدوان وحربه الاقتصادية الممنهجة على الشعب اليمني، وهو من آلاف المصانع المستهدَفة طوال 9 أعوام.
8 يونيو 2019.. 18 شهيداً وجريحاً في استهداف عدواني مزدوج لمنزلَي السياني بصنعاء:
في مثل هذا اليوم 8 يونيو من العام 2018م، استهدف طيران العدوان السعوديّ الأمريكي منزلَي اللواء الركن عبدالملك السياني بضربة مزدوجة، أحدُهما في مديرية السبعين والآخر في مديرية سنحان بصنعاء.
أسفرت غارات العدوان عن 3 شهداء و15 جريحاً، وتضرر كبير في المنزلين والمنازل المجاورة، وإتلاف الممتلكات، في إمعان ممنهج وعن سابق قصد وترصد لاستهداف الأعيان المدنية، وارتكاب جريمة حرب، ومخالفة صريحة وواضحة وتحدٍّ سافر للمواثيق والقوانين الدولية والإنسانية.
هنا منزلا أحد القيادات اليمنية في المؤسّسة العسكرية، اللذان يحويان بداخلهما أهالي نساء وأطفال، حولها العدوان إلى أهداف عسكرية، وأسماء رمزية، تمنحُه هالةً إعلاميةً ودعائية مضلِّلة، يرفع بها معنوياتِ جيشه ومرتزِقته الفاشلة في تحقيق أي تقدم في المسار الميداني منذ بدء العدوان.
منزلا السياني من آلاف منازل الشعب اليمني المستهدَفة والمتضررة بغارات العدوان طوال 9 أعوام، وجريمة في سلسلة جرائم الحرب والإبادة الجماعية واستهداف الأعيان المدنية، التي تتطلب تحَرّكات أممية لمحاسبة مجرمي الحرب وتقديمهم للعدالة الدولية.
8 يونيو 2020.. غارات العدوان تهلك الحرث والزرع وتتلف المحاصيل بحجّـة:
في مثل هذا اليوم 8 يونيو من العام 2020م، استهدف طيران العدوان السعوديّ الأمريكي، مزارع الجر في مديرية عبس بمحافظة حجّـة، بعدد من الغارات.
أسفرت عن إتلاف المحاصيل وتحطيم الأشجار وتدمير المنظومة الشمسية والمضخة، وإخراجهما عن الخدمة، واحتراق الأشجار، وقطعت أرزاق العاملين وقوت أسرهم، وتسببت بخسائر مالية ومادية بمئات الملايين، وضرب كُـلّ ما يتعلق بالحياة، لتتحول المزرعة الخضراء إلى ساحة قاحلة بها كومة من الأحطاب والجذوع اليابسة، والأوراق المهترئة، وبقايا ألواح لمنظومات شمسية كانت تعملُ لرفع الماء من باطن الأرض المنبتة بالزروع والثمار.
استهداف مزرعة الجر واحدةٌ من جرائم العدوان المستهدفة للاقتصاد اليمني، وجزء من مخطّط استراتيجي يهدف لتجويع اليمن وإركاعه للغزاة والمحتلّين، عمل عليه العدوُّ على مدى 9 أعوام متتالية، كما هو عامل ممهد للاجتياحات البرية عند احتدام المواجهات العسكرية.