رجالُ الإخلاص.. تضحياتٌ وثمار
طــالـب عميـر
في عالَمٍ مليءٍ بالتحديات والصعاب، تبرُزُ قِصَصُ الإخلاص والتضحية كنجوم لامعة في سماء الوطن، ترسُمُ معالِمَ الأمل والتقدم، وفي ظل هذا السياق، تتجلى قصة نهضة اليمن بكل بريقها وروعتها، وراء جهود وتضحيات رجال الإخلاص.
لقد عمل هؤلاء الرجال بلا كلل ولا ملل، مضحين بوقتهم وجهدهم، ومن أجل دينهم وأمتهم.
اجتمعوا تحت راية الحق –سبحانه-، وأسهموا بإخلاص وتفانٍ في بناء مستقبل أفضل لليمن وأبنائها، بكل صمت وتواضع؛ فوصلت اليمن اليوم، إلى مقارَعةِ مستكبِري العالَم من قوى الشر: أمريكا و”إسرائيل” وبريطانيا.
واجهوا التحدياتِ وتغلَّبوا على الصعاب، مؤمنين بأن العملَ الجادَّ والإخلاص في النية هما المفتاحان لتحقيق النجاح والتقدم.
وفي ثباتهم ويقينهم تتجلى عظمة القرآن الكريم وسمو أهله؛ فهم شاهدٌ على تربيته العظيمة وثقافته الراقية التي حطّمت كل خوف، وكشفت كل زيف، وصنعت كل مجد.
كانت تضحياتهم الكبيرة هي الدافع الحقيقي وراء رفعة اليمن وتقدُّمها المتصاعد؛ فلم يكن الطريق سهلاً، ولكن بإرادتهم الصُّلبة وإيمانهم القوي، استطاعوا تحقيق العديد من الإنجازات والتقدم في مختلف المجالات.
بالرغم من أنهم لم يطلبوا منا جزاءً ولا شكورًا، إلا أن وطنهم وشعبهم لن ينسوا أبدًا تضحياتهم وإخلاصهم؛ فهم سطَّروا أسماءَهم بأحرف من نور في سجلات التاريخ، كأبطال صامتين يحاربون؛ مِن أجلِ عدالة وتقدم وازدهار الوطن.
لذا؛ فَــإنَّنا نحن اليمنيين مدينون بجزيل الشكر والامتنان لرجال الإخلاص الذين ضحوا بأرواحهم وأوقاتهم؛ مِن أجلِ وطنهم، ونعاهد بأن نواصلَ مسيرتهم العظيمة نحو النهضة والتقدم؛ لنجعل من اليمن بلدًا يعيش فيه السلام والازدهار، وينعم شعبه بالرخاء والاستقرار.
لكن لا يمكن نسيان جانب آخر مهم من مسيرة هؤلاء الرجال العظماء، وهو الجانبُ الجهادي والنضالي. يجب أن نواصل مسيرتهم الجهادية، وهي ليست جهادًا بالسيوف فقط، بل جهادًا بالعلم والعمل الصالح، وبالنضال؛ مِن أجلِ الحق والعدالة.
علينا أن ننصر دين الله، وأن نكون داعمين لكل الذين يعانون من الظلم والقهر، سواءٌ أكانوا في اليمن أَو في أي مكان آخر في هذه الأرض.
رجال الإخلاص قدَّموا قُدوة في النضال؛ مِن أجلِ المظلومين والمستضعفين، وهذا يجب أن يكون تراثًا يجبُ أن نحافظ عليه ونتبناه.
إن نصرة المظلومين هي جزءٌ لا يتجزأ من ديننا وقيمنا الإنسانية، وهي رسالة نحن ملتزمون بنشرها وتعزيزها في كُـلّ مجتمع وزمان.
لذا، فلنستلهم من رجال الإخلاص شجاعتَهم وإيمانهم، ولنواصل مسيرتَهم الجهادية بكل قوة وعزيمة، لنصلَ إلى عالمٍ يسودُه السلامُ والعدل، ويعُمُّ الخيرُ كُـلّ ركن من ركنه.