التحالفاتُ السياسية والدروسُ من العدوان الصهيوني ضد غزة
شاهر أحمد عمير
في بعض الأحيان تحاول الأنظمة العربية تشكيل تحالفات سياسية لتحقيق مصالحها، ولكن يبدو أن هذه التحالفات قد تكون مع الأعداء التقليديين للشعوب العربية، كما حدث في الوقت الحالي مع التحالف ضد المقاومة الإسلامية في غزة تحت قيادة الولايات المتحدة.
لقد تجاهلت الأنظمة العربية والإسلامية الحكمة الإلهية واتبعت القوة العسكرية والتحالفات السياسية لاتِّخاذ قراراتها، لكنها سوف تجدُ نفسها هُزمت أمام إرادَة الله وعزم المجاهدين في غزة ومحور المقاومة.
وقد اجتمعت الأنظمة العربية والإسلامية مع العدوان الإسرائيلي الصهيوني ضد غزة ومحور المقاومة تحت قيادة أمريكا، لخدمة الكيان الإسرائيلي ومتناسيةً أن الله سبحانه وتعالى يقول: “وَلَنْ تُغْنِيَ عَنْكُمْ فِئَتُكُمْ شيئاً وَلَوْ كَثُرَتْ”.
أتت أمريكا بكل خيلها ورجلها وتحالفها لتنصر ربيبتها “إسرائيل” في هذه المعركة، لكنها بفضل الله وتوفيقه هزمت شر هزيمة، وخسرت أمام السيد القائد عبدالملك بن بدر الدين الحوثي -حفظه الله- والمجاهدين؛ لأَنَّ الله سبحانه وتعالى قال: “وَأَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ”، “ذَلِكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ مُوهِنُ كَيْدِ الْكَافِرِينَ”.
لقد أظهر لنا القرآن الكريم في الآيات المذكورة أهميّة الصبر والإيمان في مواجهة أعداء الله وفي مواجهة التحديات والصعوبات التي تواجهها الأُمَّــة الإسلامية، وأن النصر يكون للمؤمنين الذين يتمسكون بقيمهم ويسعون لتحقيق العدالة والسلام.
بالتالي، يجب على الأنظمة العربية أن تستشعر الدروس من هذه الحرب التي يخوضها المجاهدون والمؤمنون مع الكيان الإسرائيلي والأمريكي وأن تقوم بتوجيه جهودها نحو دعم قضايا الأُمَّــة الإسلامية والعربية والمقدسات التي تعتبر من أهم القضايا العادلة والدفاع عن الضعفاء بدلاً عن الانحياز لأهداف ذات طابع سياسي.