إذا عُرف السبب.. بطل العجب

 

خلود الشرفي

عقود من الزمن واليمن العزيز يرزح في ظل وضع اقتصادي لا يُحسد عليه، ودوامة مشاكلَ ومؤامرات لا نهاية لها، لتأتي عملية كشف الاستخبارات الأمريكية والإسرائيلية لتكون صفعة قوية، في وجه قوى الطاغوت العالمي، وثنائي الشر في العالم بأجمعه، أمريكا و”إسرائيل”، ولتسوء وجوههم، من كشف شبكة إجرامية هي الأخطر والأوسع منذ عقود..

فكل معاناة يتكبدها الشعب اليمني من أوضاع اقتصادية سيئة، ومشاريع استثمارية متعثرة قد كُشف غطاء أسبابها اليوم، لتظهر وبدون مساحيق تجميل أمريكا الصهيونية في ثوبها الحقيقي، ووجهها البشع، وإجرامها المعتاد بحق الشعوب قاطبة، وفعلاً إذَا عُرف السبب بطل العجب.

فمنذ عقود طويلة يعمل هؤلاء الجواسيس الخونة لصالح أعداء الأُمَّــة الإسلامية، وليس أعداء اليمن فقط، فمَـا هو الدافع؟! وما ذلك السبب الذي يدفع بحفنة من البشر لخدمة أعداء الإنسانية، وتقديم خدمات جليلة لطواغيت الأرض، وأساطين الفساد.

حقاً إن المرء ليعجب من تلك الاعترافات التي يشيب لها الرأس، وتمجها الأسماع، وتمقتها الألسنة، فكم من شاب في زهرة شبابة الذي يمكن أن يقدم فيه خدمات عظيمة لبلاده قد أصبح خائناً لأبناء جلدته، وبائعاً لوطنه بين عشية وضحاها؛ مِن أجلِ حفنة دولارات من فتات الموائد، لأُولئك المفسدين في الأرض، والذين كُـلّ مشاريعهم إجرام، وكل طموحاتهم إفساد في الأرض، وكل أعمالهم إيذاء للبشرية، وتوحش ماله نظير، ولا له أسباب أَو مبرّرات..

ولا ريب أن الوضع سيكون مختلفاً إذَا كانت تلك الأعمال الإجرامية التي يقوم بها أُولئك الجواسيس في ظل استقرار الدولة، وعدم وجود حروب، أما أن تكون تلك الأعمال القذرة التي يمارسها هؤلاء الخونة في ظل ظروف استثنائية، وأوضاع غامضة، فهذا هو الجنون بعينه، وهذه هي الخيانة الكبرى، والمصيبة العظمى، أن يقدم ذلك الإنسان المتجرد من الإنسانية، خدمات من هذا النوع الرفيع لأعداء مجرمون يرتكبون أبشع الجرائم في حق أبناء وطنه، وأمته..

فكل جريمة يرتكبها الكيان النازي في فلسطين وغيرها، وكل مجزرة يقترفها أُولئك المجرمون في كُـلّ أنحاء الأرض، بل وكل قطرة دم سُفكت في اليمن وفلسطين، فَــإنَّ أُولئك الخونة والعملاء متورطون بها، وموسومون بعارها؛ فما أقبح الإنسان حين يكون أدَاة طيعة في يد أعدائه، ودُمية متحَرّكة في نظر أسياده، هناك فقد إنسانيته، وباع كرامته، بالمجان وبأبخس الأثمان.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com